واصل المحققون الخميس (26 يونيو / حزيران 2014) البحث بين حطام الزجاج والسيارات في مكان انفجار عبوة اسفر الاربعاء عن سقوط 21 قتيلا في قلب أبوجا، عاصمة نيجيريا، في حين تطرح مجددا تساؤلات بشأن عجز السلطات عن مكافحة مقاتلي جماعة بوكو حرام الاسلامية المسلحة.
ولاحظ مراسل فرانس برس عشرات الجنود والشرطيين صباح الخميس يحرسون الطريق الرئيسية المغلقة المؤدية الى المركز التجاري ما جعل التجار غير قادرين على الوصول الى محلاتهم.
وانفجرت العبوة الاربعاء في حوالي الرابعة بعد الظهر (15,00 تغ) قرب احد مداخل مركز امياب بلازا التجاري في حي مكتظ بوسط ابوجا قرب مقر الحكومة. وعدا القتلى اصيب في الانفجار 17 شخصا بينهم العديد من سائقي سيارات الاجرة المتوقفين في ذلك المكان والتجار المتنقلين.
وهذا الاعتداء الثالث في ظرف ثلاثة اشهر على العاصمة النيجيرية واستهدف هذه المرة قلب المدينة حيث الوزارات والمباني الادارية وكبرى الفنادق ومقار الشركات الاجنبية، رغم انها تخضع لاجراءات امنية مشددة منذ الاعتداء على مقر الامم المتحدة في اب/اغسطس 2011.
وبث الانفجار الرعب بين التجار واكد مخاوف المسؤولين الامنيين في كبرى الشركات الاجنبية العاملة هناك.
ويرى نمامدي اوباسي المتخصص في نيجيريا في مجموعة الازمات الدولية ان هذا الاعتداء الذي استهدف "شارعا شعبيا"، "من اكثر الشوارع اكتظاظا في هذا الحي الراقي" في العاصمة النيجيرية، "يوجه رسالة قوية جدا: ان كل احياء المدينة مستباحة". واكد مركز الاعلام في بيان اعتقال اول مشتبه فيه واعدام الجنود ثانيا حاول الفرار على دراجة نارية.
وكان الانفجار قويا جدا دمر كل زجاج نوافذ المباني على الجانب الاخر من الشارع.
واعرب التاجر اوسارتين اودافي عن صدمته الشديدة وقال انه لن يستطيع الاستمرار في العمل في هذا الحي.
وصرح لفرانس برس "لقد بدأت العمل هذا الشهر لكن بعد ما شاهدته من أشلاء، لا استطيع العمل هنا".
وقال مسؤول امني في شركة اجنبية في ابوجا طالبا عدم كشف هويته ان هذا الهجوم على وسط المدينة "ليس مفاجئا".
وقال لفرانس برس "حذرنا شركتنا مرارا منذ تشرين الثاني/نوفمبر من امكانية وقوع اعتداءات في ابوجا. كانت هناك مؤشرات تنذر بذلك، ضبط اسلحة ومتفجرات عدة مرات، شعرنا بان (المقاتلين) يختبرون المكان".
واضاف "الان نرى انهم في ابوجا على الارجح مع كل المستلزمات اللوجستية الضرورية للقيام باعتداءات جديدة" مؤكدا ان "المرحلة القادمة قد تكون اكبر المراكز التجارية التي يتردد عليها الاجانب".
وتابع "ننصح مواطنينا (الاجانب) بعدم الخروج الا للعمل، سنطلب منهم الحد من تنقلاتهم اقصى ما يمكن وتجنب الاماكن التي يكثر فيها الناس لا سيما خلال كأس العالم لكرة القدم ورمضان الذي سيحل قريبا".
ولم تتبن اي جهة الاعتداء في الوقت الراهن لكن يشتبه بجماعة بوكو حرام الاسلامية التي اثارت استنكار العالم بخطف 200 طالبة منتصف نيسان/أبريل، وارتكبت ايضا اعتداءين كبيرين في العاصمة في نيسان/ابريل وايار/مايو في محطة حافلات نيانيا قرب حي شعبي خلال اسبوعين.
وبعد الاعتداءات وعدت السلطات النيجيرية بتشديد الاجراءات الامنية في احياء العاصمة.
وكثفت بوكو حرام الهجمات التي اصبحت يومية تقريبا في شمال شرق نيجيريا، حيث تأسست، وذلك رغم الهجوم الذي شنه الجيش منذ فرض حالة الطوارئ في ثلاث ولايات، اذ ان قوات الامن تبدو عاجزة عن احتواء حركة التمرد الاسلامية التي خلفت اكثر من الفي قتيل منذ بداية السنة.