مع انطلاق مباريات دور الستة عشر لمونديال كأس العالم بعد غد (السبت)، أثبتت منتخبات أميركا اللاتينية علو كعبها وتطور مستواها بعد أن قدمت عروضا خيالية لم تكن في الحسبان وأثبتت أن عالم المستديرة لا يقتصر على الأسماء وحجم المنتخبات واللاعبين.
قبل انطلاق المونديال كانت ترشيحات كثيرة جداً تصب نحو احتفاظ منتخب إسبانيا بلقبه الذي حققه في العام 2010، لكن من كان يصدق أن الماتدور ودع من الدور الأول بخسارتين أشبه بـ «الفشيلة» ولاسيما خسارته من هولندا، فعلى رغم الأسماء الكبيرة التي يمتلكها الإسبان إلا أن الواقع فرض سيطرته بخسارتين كلفتهما الوداع وفوزا «شرفيا» على ممثل آسيا استراليا في لقائه الأخير.
ايطاليا وانجلترا أيضا كانوا من ضمن المرشحين للوصول للأدوار النهائية على أقدر تقدير، وخروجهم من الدور الأول كان بمثابة الصدمة لعشاق الآتزوري والانجليز، ومن جانب الواقع كان خروجهم ولاسيما انجلترا مستحق لأنهم لم يقدموا المستوى المطلوب على عكس ايطاليا التي سعت وقاتلت وكانت قريبة من التأهل ولكن...! ويمكن القول إن ما خرجت به المباريات السابقة تعتبر «مفاجآت».
يبقى المنتخب البرازيلي يسير بخطى ثابتة حتى الآن نحو النجمة السادسة لكن مشواره لن يكون سهل في المباريات المقبلة وخصوصاً أمام تشيلي العنيد، ومن دون شك أن المباراة «اللاتينية-اللاتينية» دائماً ما تشهد إثارة وندية وأتوقع أن تكون المباراة من أجمل مباريات المونديال.
أبرز أحداث المونديال تكرار «وحشية» لاعب منتخب الاوروغواي سواريز الذي أعاد حادثته الشهيرة في الدوري الانجليزي في مباراة منتخب بلاده مع ايطاليا عندما قام «بعض» مدافع ايطاليا، وأصبح حديث الساعة وخطف الأضواء السلبية التي عكرت صفو أجواء المونديال، وما من أحد إلا وتحدث عن هذه الواقعة الثانية في موسم واحد، فعلى رغم أن سواريز من أفضل لاعبي العالم إلا أن تصرفاته الغريبة تطغى على نجوميته.
أخيرا... موعد الإثارة سيتجدد في الدور المقبل بعد أن تحول كأس العالم إلى بطولة أشبه بـ «كوبا أميركا» بسيطرة منتخبات القارة اللاتينية من حيث الأداء والأفضلية والتفوق.
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 4310 - الأربعاء 25 يونيو 2014م الموافق 27 شعبان 1435هـ