العدد 4310 - الأربعاء 25 يونيو 2014م الموافق 27 شعبان 1435هـ

افتتاح أول مختبر «فاب لاب» لدعم الابتكارات في البحرين

الخاجة: 98 % من الأفكار والابتكارات لا ترى النور بسبب ارتفاع التكاليف

أطلقت جمعية ابتكار مشروع «ابتكار سبيس» والذي سيحتضن أول مختبر تصنيعي أو ما يطلق عليه «فاب لاب» FabLab في البحرين والرابع على مستوى الوطن العربي.

ويتيح المختبر للمخترعين والمهندسين تجربة ابتكاراتهم وطباعتها على طابعة ثلاثية الأبعاد مع الحصول على دعم واستشارات فنية من الشبكة التي تربط نحو 300 مختبر حول العالم ويضم آلاف المخترعين والمهندسين ورواد الأعمال على مستوى العالم.

وقال مؤسس ورئيس جمعية ابتكار أسامة الخاجة في مؤتمر صحافي أمس (الأربعاء) أن المشروع هو الأهم الذي تعمل عليه الجمعية التي تأسست قبل نحو عام واحد، وعبر عن أمله أن يرى المختبر النور قبل نهاية هذا العام مع الحصول على الدعم من المؤسسات المحلية. وقدر الخاجة تكلفة المختبر بنحو 150 ألف دولار بدون احتساب التكاليف التشغيلية.

وأشار الخاجة إلى أن نحو 98 في المئة من الابتكارات لا ترى النور بسبب التكاليف المرتبطة بمتابعة هذه المبتكرات «من شأن «الفاب لاب» أن يسهل على المخترعين مثل يحيى محمد وأمينة الحواج في تحقيق تطلعاتهم، غالبية الأفكار تختفي في الأوراق لعدم وجود البيئة المناسبة لاحتضانها فالمختبر يمكِّن من اختبار الفكرة والنموذج وتقييمها ومراجعتها حتى من مخترعين ومتخصصين في مختلف أنحاء العالم».

وتم يوم أمس الاتفاق مع مجموعة بدر لدعم واحتضان هذه المبادرة في مبنى «بدر 2» الواقع في منطقة السيف، إذ يضم «ابتكار سبيس» المقر الرئيسي لجمعية ابتكار كما سيحتوي على أول مختبر تصنيعي «فاب لاب FabLab» في البحرين، والذي تقوم الجمعية بتأسيسه بالتعاون مع الشبكة العالمية للفاب لاب التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، والتي تشمل نحو 300 «فاب لاب» تنتشر في مختلف دول العالم، وبهذه المبادرة تكون البحرين ثالث دولة عربية تنضم إلى هذه شبكة التي أطلقها ويشرف عليها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا منذ عام 2005.

ووقعت مذكرة تفاهم يوم أمس بين جمعية ابتكار ممثلة في مؤسسها ورئيسها أسامة الخاجة ومجموعة بدر ممثلة في رئيس مجلس إدارتها فريد بدر.

وبحسب الجمعية «نموذج «الفاب لاب» من أنجح الوسائل الفعالة لتنمية وتحفيز الإبداع والابتكار والتي أثبتت كفاءتها وفعاليتها لتمكين الشباب والموهوبين ورواد الأعمال والمهنيين والمحترفين وجميع المتسخدمين من ترجمة أفكارهم إلى واقع ملموس عبر بلورة أفكارهم وتصميم وتنفيذ نموذجها النهائي تمهيداً لمرحلة التصنيع التجاري، كما يتيح «الفاب لاب» لمستخدميه إمكانية التواصل والتعاون مع نظرائهم من خلال شبكة «الفاب لاب» العالمية بهدف تبادل الأفكار والتجارب والخبرات وتقل التكنولوجيا القائمة على الإبداع والابتكار وتوطينها، بالإضافة إلى اطلاع وتمكين المستخدمين من الحصول على أحدث تقنيات التصنيع في العالم وتعزيز ثقافة التصميم والابتكار الصناعي لديهم».

وتابعت الجمعية في بيان «(الفاب لاب) عبارة عن ورشة ذات تقنية عالية ومتقدمة نوعياً على ورش الصيانة التقليدية، تحتوي على أجهزة تصنيع رقمية عالية التقنية تشغل عبر أجهزة وبرامج الحاسب الآلي، ويتم من خلالها إعداد التصاميم الأولية للمنتجات التي ستخرج من «الفاب لاب» بعدما يتم تصنيع أو تركيب هذه المنتجات داخله، فهو كالمصنع المصغر، بكل ما يرافق هذا المصنع من بيئة عمل وإجراءات سلامة، وتمازج أفكار بين المصممين والموهوبين والمبرمجين والمهندسين والمسوّقين الذين سيتقاسمون تلك البيئة. من هنا لا نستغرب أن إطار منشأة «الفاب لاب» قد تمت بلورته بدعم قوي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT قبل أكثر من عقد من الزمان ضمن مادة أكاديمية عنوانها «How To Make-Almost-Anything»: أو: كيف تصنع - تقريباً - أي شيء، قبل أن تتحول الجملة إلى واقع مجسد تم استنساخه وتطويره حول العالم ليصبح «الفاب لاب» مكوناً مهماً في كل نظام ايكولوجي حديث للإبداع والتصميم والابتكار والتصنيع، ويساهم في تعزيز الاقتصاد المعرفي والتنمية الاقتصادية، بما يثريه من مواهب قد تمثل عماداً لمجتمعات بأسرها كما هو مشاهد في «الفاب لاب» الشهير بالعاصمة الآيسلندية ريكيافيك».

وأشار البيان «المبادرة تستمد روعتها ليس كونها فريدة وحسب، بل ومن عدة نواحٍ أخرى كون «الفاب لاب» سيتجاوز بمعداته وبرامجه ما توفره البرامج الدارجة والتقليدية عموماً لمستخدميها، وكونه كذلك سيكون مفتوحاً بكل موارده ومتاحاً لجميع المقيمين في البحرين، بالإضافة إلى تمكينهم من التعرف والتواصل مع جميع مستخدمي «الفاب لاب» في الشبكة العالمية التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ما سيتيح لهم تبادل الخبرات والتجارب والعمل المشترك، حيث إنه من المتوقع تشغيل «الفاب لاب» وافتتاحه لاستقبال رواده ومستخدميه قبل نهاية هذا العام.

وأوضح الخاجة أن كل التطور والتقدم الحاصل في مختلف دول العالم وعلى جميع المستويات، هو نتيجة تعزيز وتطوير الإبداع والابتكار، وكل التخلف هو نتيجة الابتعاد عن الإبداع والابتكار، كما أكد على أن جمعية ابتكار ستعمل جاهدة على دعم الجهود الهادفة إلى تنمية وتطوير سياسة الإبداع والابتكار في مملكة البحرين، والدفع قدماً في ترجمة رؤية البحرين الاقتصادية 2030 القائمة على مبادئ التنافسية، والعدالة، والاستدامة. من جانبه، ذكر فريد بدر أن «مجموعة بدر ملتزمة بالمساهمة في دعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الإبداع والابتكار وريادة الأعمال في البحرين وأن هذا الالتزام نابع من قناعتنا بأهمية هذا الدور في تنمية الشباب والمواهب والكفاءات وتمكينهم من الحصول على الفرص المناسبة لتطوير قدراتهم ومهاراتهم العلمية والعملية». كما أكد بدر اعتزازه بالمساهمة في دعم جمعية ابتكار ومبادراتها الوطنية.

العدد 4310 - الأربعاء 25 يونيو 2014م الموافق 27 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً