لك أن تشاهد عزيزي المشاهد بطولة كأس العالم بالعين التي تراها مناسبة لك، فتشاهدها من أجل مضيعة الوقت، ولك أن تشاهدها من أجل التمتع بالمباريات القوية والحاسمة والمصيرية، لكن هناك فئة تتابع من أجل هدف هو أبعد من مجرد المشاهدة.

الدرس الثاني الذي يمكننا أن نتعلمه من البرازيل 2014 هو للأجهزة الفنية والإدارية المسئولة، وخصوصا مع أهمية الدور الذي يلعبه المدرب وحتى مدير الفريق في لعب دور مهم في ترجيح كفة فريقه على منافسيه، إذ نأمل من المدربين أن تكون استفادتهم من البطولة العالمية بالشكل الإيجابي الذي يساهم في رفع مستوى فكر المدرب وجهازه الفني والذي بالطبع سيعود بالفائدة على المدرب بالدرجة الأولى ومن ثم اللاعب والدوري الذي يلعب فيه، فتقوى المنافسة بقوة المدرب وتوجيهاته التي ربما يكون بإمكانها قلب موازين المباراة.

والأمثلة عن ذلك كثيرة، ولنا أن نستعرض بعضا منها، فقد رأينا كيف حوّل مدرب المنتخب الكوستاريكي فريقه من مجرد فريق عادي، إلى منتخب يجاري القوى الكبرى بمستواه الفني الجميل ليحقق انتصارين متتاليين، وهذه هي ميزة المدربين.

إن كانت هذه الأمثلة لمدربين عملوا على تحسين أداء الفريق، فلنا أن نرى ضرورة أن تكون العلاقة بين المدرب وجهازه الفني واللاعبين على قدر كبير من التفاهم والانسجام القادر على نقل تلك الصورة إلى أرض الواقع، فمشكلة مدرب الكاميرون وعدم انسجامه التام مع لاعبيه ليس فقط في البطولة وإنما قبلها بشهور قد أثرت من دون شك على نتائج الفريق ومستواه، على رغم الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها.

كل هذه الأمثلة وغيرها الكثير، دليل واضح على الدور الكبير الذي يلعبه الجهاز الفني والإداري لفريقه، ليس فقط في تحديد التشكيلة وقيادة تدريبات الفريق قبل المباريات أو حتى داخل الملعب، وإنما خارج أسوار الملعب وغرف الملابس التي تعني الكثير لجميع الفرق، ونتمنى أن يكون المعنيون قد استفادوا جيداً من احد الدروس التي تقدمها بطولة بحجم كأس العالم.