بعد أحداث أميركا العام 2001، برزت ظاهرة الحرب على الإرهاب التي تزعمها آنذاك الرئيس الأميركي بوش الإبن والتي غلفها في البداية بطابع ديني صليبي، عندما صرح بأن حربه على ما سمّاه «الارهاب» ستكون حرباً صليبية!
ولعل أحدهم أوعز إليه بأنه ارتكب حماقة كبيرة في إعلان ما ينوي فعله، فحاول تبرير قوله ولكن الواقع بعد ذلك أثبت أنه كان يعني ما قال.
بوش الإبن استدعى تاريخ الحروب الصليبية التي دعا إليها البابا إربان الثاني حيث أمر المسيحيين بالتوجه إلى بيت المقدس لاسترداد القدس من أيدي المسلمين، وهكذا بدأت الحرب التي استمرت مئتي عام والتي انتهت بطرد الصليبيين من بلاد المسلمين.
وفعلاً بدأ بوش ينفذ حرباً صليبية قذرة ضد المسلمين، بعضها كان معلناً وبعضها الآخر كان يُخطط له في الخفاء. وقد كشفت الأحداث بعد ذلك بعض ما كان مخبئاً ومازالت الأيام حبلى بالأحداث، فالحرب التي بدأت لم تنته بعد، فمازال الكثير مما يودون فعله هذا إذا سمحت لهم الظروف بفعلها.
احتلال أفغانستان ثم العراق، كان بداية تلك الحرب المعلنة، ولم تكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي السبب فيها، وإن كانت مبرراً للتسريع فيها، وقد قيل الكثير عن هذه الأحداث مما لا يتسع هذا المقال للحديث عنها.
محاربة الإرهاب - كما قيل آنذاك - كانت هي السبب وراء تلك الحروب التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأرواح البريئة، ومازالت أرواح المسلمين تحصد حتى الآن، وكل ذلك يتم تحت غطاء مكافحة الارهاب، وللأسف فإن بعض المسلمين يشارك في هذه الحرب بوعي أحياناً وبغباء في أحيان أخرى!
المجتمع الدولي ومنذ 2001 وحتى الآن، لم يضع تعريفاً محدداً للإرهاب رغم الاجتماعات الكثيرة التي عقدت من أجل محاربة الإرهاب، والهدف أن الدول الكبرى تريد تفصيله بحسب المقاسات التي تريدها؛ فما هو إرهاب اليوم قد لا يكون إرهاباً غداً، فالبعض يستخدم «الارهاب» لمحاربة خصومه السياسيين، أو المطالبين بالاصلاحات السياسية أو الاقتصادية، فهؤلاء إرهابيون يجب محاربتهم وسجنهم واضطهادهم، ولأنهم «إرهابيون» فلا يجوز لأحد الدفاع عنهم، والدول الكبرى خصوصاً أميركا، تحدّد مواقفها من هذه القضايا حسب مصالحها. فالمتظاهرون في أوكرانيا ضد الروس محقون في مطالبهم، أما المتظاهرون في بعض الدول العربية ولنفس الأسباب، فهي إما أن تصمت على قمعهم أو تساعد عليه، أما ما تفعله «إسرائيل» من قتل وسجن وتشريد ضد الفلسطينيين فهي محقة فيه بل ويجب مساعدتها عليه!
من جانب آخر فإن مصطلح «الارهاب» جُعل هلامياً كي يسهل استخدامه في محاربة الاسلام ومعاداة أهله؛ فبعض الدول تخشى من الاتهام بالعنصرية إذا كشفت صراحة عن عدائها للاسلام والمسلمين، فلجأت كاذبةً إلى الادعاء بأنها تحارب التطرف الاسلامي، وقد تكرّر هذا الكلام على لسان قادة أميركا وبعض قادة أوروبا، وأيضاً يردّده بعض المسئولين العرب دون التمييز بين ما هو تطرف حقيقي أو تطرف مصطنع.
إن المتتبع لأحاديث الغرب عن «الارهاب» أو ما يسمونه «تطرفاً» أحياناً يجد أن هذه الاتهامات محصورة على المسلمين وحدهم دون سائر خلق الله مع أن الاحصاءات التي صدرت عن الغربيين أنفسهم تؤكد أن الغالبية العظمى ممن يمارس الارهاب هم من الغرب ومن أميركا، لكن هؤلاء في عرفهم ليسوا إرهابيين! والشواهد كثيرة جداً، ومنها ما يحصل حالياً من قتل آلاف المسلمين في ميانمار وسيريلانكا وأفريقيا الوسطى وغيرها، فهذه المذابح على بشاعتها لم تصنف إنها عمل إرهابي، ولم تتحرك الأمم المتحدة لإيقافها ومحاكمة مرتكبيها!
وأيضاً فرنسا عندما قتلت آلاف المسلمين في مالي لم يقل أحد أنها تقوم بعمل إرهابي، بل صفق لها الكثيرون لأنها كانت تحارب المتطرفين الاسلاميين، بل إن بعض الدول العربية قدمت لها مساعدات مالية من أجل ذبح المتطرفين!
وعندما قام جيش مالي بعد ذلك بذبح المسلمين لم يتهم بالعنصرية أو ممارسة الارهاب، والسبب أن القتلى من المسلمين!
من المؤكد أنهم كذبوا علينا عندما أقنعوا بعضنا بأنهم يحاربون الإرهاب، وهم إنّما كانوا يحاربون الاسلام والمسلمين، وفي مقال جميل كتبه معالي الشيخ صالح الحصين (رحمه الله) ونشر بعد وفاته، أورد كثيراً من النصوص التي تؤكد ما ذهب إليه، وهو أن الحرب المزعومة على الارهاب إنّما هي حرب إيديولوجية على الاسلام. ومن النصوص التي أوردها قول وزير خارجية أميركا الأسبق هنري كيسنجر: «إن الاسلام العربي هو العدو الجديد». وكذلك قول وزير الدفاع في عهد بوش الابن ديك تشيني: «الاسلام هو العدو البديل».
وأيضاً فإن لجنة الحادي عشر من سبتمبر أكدت أن مصطلح الارهاب مصطلح مضلل وأوصت بإعادة تسميته ليحوي تأكيداً إيديولوجياً أكبر ضد الاسلام. ونقل الشيخ الحصين في مقاله نصوصاً تؤكد أن الحرب على الاسلام هو الهدف النهائي من كل ما يقال إنه حرب على الارهاب.
الغرب والأميركان مثلهم ومنذ فترة طويلة، جعلوا من الاسلام عدواً لهم، خصوصاً الذي أطلقوا عليه «الاسلام السياسي»، وقرّروا محاربته بكل طاقاتهم، ولكن بصورة لطيفة تجعل الآخرين يتقبلون فكرة محاربته، كما تجعل شعوبهم أيضاً تقتنع بما يقومون به؛ فعندما يصفون المسلمين بالتطرف وأن أعمالهم تلحق الأذى بأميركا والغرب، عندها تقتنع غالبية شعوبهم بجدوى حرب أولئك المتطرفين حتى وإن كانوا في أقصى الأرض، أما قادتهم فلا يعنيهم إلا تحقيق أهدافهم في محاربة الاسلام الذي قرّروا اتخاذه عدواً لهم! ومن هنا لا نستغرب كيلهم بمكيالين في موقفهم من الإرهاب ومن يقوم به!
الجمعيات الخيرية في العالم الاسلامي كله وفي دول الخليج بشكل خاص، لقيت من الأميركان حرباً شعواء، فاتهموا الجمعيات والقائمين عليها بأنها تدعم الإرهاب، ولفقوا لبعضم تهماً كاذبة ليجدوا مبرراً للضغط على دولهم لإغلاقها. كانوا يعرفون أنهم يمارسون أسوأ أنواع الكذب ولكنهم كانوا يهدفون إلى تجفيف منابع الخير والدعوة إلى الإسلام، فقالوا كذباً: إنهم يريدون تجفيف منابع الارهاب! أما جمعياتهم التي تنفق المليارات على تنصير المسلمين وبأخس الطرق فهي تسرح وتمرح في معظم أنحاء العالم ولم يصفها أحد منهم أنها تقوم بعمل إرهابي أو تدعم الارهاب!
وهكذا نجد الشيء نفسه لكل الجمعيات الأخرى التي تتبع كل الأديان والملل الأخرى تتحرك بحرية تامة وتتلقى الدعم الذي تريده وبحرية تامة.
أعتقد أن الأميركان ومن يدور في فلكهم، يعرفون تماماً أن قهر الشعوب والاستيلاء على مقدراتها وكبت حرياتها هو الذي يقود إلى الإرهاب. كما أن الاستعمار، على غرار ما تفعله «إسرائيل»، هو الذي يجعل الشعوب تقاوم مستعمرها بكل الوسائل التي تملكها، لكنهم لا يريدون الإقرار بذلك، لأنه لا يحقق مصالحهم في استغلال مقدرات الدول الإسلامية، وإذا كنت أعتقد أنهم يمارسون عملاً إرهابياً ضد عالمنا العربي خصوصاً، والإسلامي عموماً، فإنني أعتقد أن الساكت عن مقاومة ما يفعلون يمارس إرهاباً بحق بلاده أسوأ من إرهابهم.
خدعونا طويلاً بحديثهم عن الإرهاب والتطرف الذي يمارسه المسلمون وحدهم من دون سائر البشر، وكذبوا علينا كثيراً، صدقهم اليعض وكذبهم البعض الآخر، وجاء الوقت لنقول لهم: كفى كذباً وخداعاً. نعم بعض المسلمين يقومون بعمل إرهابي، والمسلمون هم أول من ينكره ويتصدى له، وحتى ما حصل في أميركا في 2001، بادر المسلمون إلى إنكاره وشجب فاعليه، ولكن الإرهاب ليس منتجاً إسلامياً حتى يوصم به المسلمون وحدهم به، واتخاذه ذريعة لاستغلال بلادهم ومحاربة دينهم يجب أن يتوقف، ولن يوقفه إلا وعي الشعوب العربية والاسلامية بهذه المخططات واتحادها جميعاً من أجل وقفها.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 4308 - الإثنين 23 يونيو 2014م الموافق 25 شعبان 1435هـ
قمة الارهاب
ان الذي شوه صورة الاسلام هم اؤلايك القتلة التكفيربن الذين يعيثون في البلاد فساداً من امثال داعش والنصرة والقاعدة فتراهم بدلاً من توجيه سلاحهم لليهود يقتلون المسلمين سنة وشيعة ويتفننون في قطع الرؤوس ،،فما هو رايك فيهم ايها الكاتب المحترم .
حروب الصلبية وغزوات
والغزوات التي يقوم فيها من يحمل القران في يمينه والسيف في يساره والقنابل على جسده ويقول مثلما قال بوش أما معي أو ضدي وكاتب يكتب مقال طويل ينتقد فيه أمريكا الإسلام وتناسا انه في بلده أشباه بشر وما هم ببشر هدمو قبر الامام الحسن باسم محاربة الشرك بل هو حرب على الإسلام الأصيل الذي منه و اليه وكل فرع فيه ركن من أركان الإسلام هم محمد وال بيته الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين
ماعتقد
في كل الأحوال لايجوز مواجهه الخطأ بخطأ ولكن في قاموس القاعده وداعش كل شي مباح ومبرر حتي القتل من غير وجه حق !؟ لن ترتفع لكم رايه مادمتم علي هكذا فكر ...والسلام
ياريتك
ياريتك يا كاتب تكشف النقاب عن مذابح الارمن علي ايدي العثمانين لتري من اين ياتي الارهاب
الارهاب
عندما تقلب الحقائق فتصبح داعش محررة للاوطان من الدكتاتورية هنا انت تساهم فى الارهاب
اين دوود الشريان عنك؟
انت احد المشجعين لبعض الجهلة للانسياق في محارق داعش وغيرها فهذه المقالات هي احد المحفّزات لهؤلاء الشباب الجهلة والسذّج للانخراط في الحروب الطائفية وخاصة الدواعش الذين ستذوقون ثمن تأييدكم لهم ووصف حركات القتل والحرق والدمار بأنها ثورة في العراق .
جرائم هؤلاء اصبحت ثورة للشعب العراقي. نعم كما سوّق لحرب صدام بانها حرب البوابة الشرقية وحرب العرب ضد الفرس حتى ازهقت ارواح الملايين وخسرت بلاد الخليج مئات المليارات في حروب طاحنة
ليست اكذوبة هناك ارهاب تفرّخه بعض الدول الثريّة
دول صرفت وتصرف آلاف المليارات وليس مئات المليارات . نعم آلاف المليارات صرفت على الارهاب والحروب. في هذه المنطقة وفقا للاجندة الامريكية وتفريخ الارهاب مصدره هذه الدول وانت انسان تكابر وتحاول تلبيس الحقائق لكن ذلك على ربعك وجماعتك اما علينا فنحن فاهمين السالفة وكلامك مأخوذ خيره
وجه هذا
وجه هذا المقال لنفسك اولاً فأنت تساهم في قتل المسلمين بالنفخ في الفتنه وميولك الداعشيه واضحه في حرب سوريه والعراق. انت واحد من من استغلتهم امريكا للمساهمه في برنامجها
صح كلامك
قطع الرؤوس والأغتصاب وكل أنواع التعذيب ليس إرهاب، ولكن عندما يقوم قاطعي الرؤوس بدق باب بيتك فماذا ستقول حينها، ،، لعلمك يا عزيزي قاطعي الرؤوس وآكلي اللحوم البشرية لا يعرفون سني او شيعي اوممسيحي كل هدفهم في حياه شرب دماء الأبرياء ... فلا تشرب معهم بنفس الكأس بدفاعك عنهم
صح كلامك
قطع الرؤوس والأغتصاب وكل أنواع التعذيب ليس إرهاب، ولكن عندما يقوم قاطعي الرؤوس بدق باب بيتك فماذا ستقول حينها، ،، لعلمك يا عزيزي قاطعي الرؤوس وآكلي اللحوم البشرية لا يعرفون سني او شيعي اونمسيحي