أمام السلبيات والتساؤلات المحيطة بأي اتفاق، يوجد أيضاً عدد من المزايا الفريدة للإدارة والولايات المتحدة.
فإيران، الشيعية، ليست صديقة للمقاتلين السنة الذين يجتاحون العراق، عازمين على إقامة دولة طائفية في شمال العراق وأجزاء مجاورة من سورية.
ويمكن لإيران أن تلعب دورا حاسما في المساعدة في إشاعة الاستقرار بالعراق (أو زعزعة الاستقرار به إذا فشلت طهران في الوصول إلى اتفاق مقبول مع الولايات المتحدة).
وقد لا تكون هناك لحظة أفضل من هذه لإبرام اتفاق. فنظام العقوبات الذي نسجته الولايات المتحدة بدقة ربما يكون قد دفع إيران إلى الدخول في محادثات، لكن علامات الاهتراء بدأت تبدو عليه.
فصادرات النفط ونواتج التكثيف الإيرانية آخذة في التزايد. وروسيا والصين اللتان تستند إليهما عملية التنفيذ منشغلتان الآن بخلافاتهما مع الولايات المتحدة.
حتى جيران إيران من الدول العربية ذات الغالبية السنية - الكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية - أشارت إلى رغبتها في تحسين العلاقات مع طهران.
ومع تشتت الانتباه العالمي بين مشاهد الفوضى في سورية - العراق وفي أوكرانيا ونيجيريا وليبيا وأفغانستان وباكستان لن تتمكن الولايات المتحدة بسهولة من حشد جولة جديدة صارمة من العقوبات إن انهارت المحادثات.
ومع ما يبدو من تفكك في سورية وليبيا والعراق لم تعد إيران على صدارة الأجندة الأمنية. ويبدو العالم مختلفاً اليوم عما كان عليه في صيف وخريف 2013 عندما كانت العقوبات في أوجها وبدأت المفاوضات.
* بدايات جديدة حذرة
هدف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران كان دائماً بالنسبة إلى أكثر المراقبين تفاؤلاً، اتفاقا شاملا يتناول كل القضايا بين الدولتين. وهذا يبدو غير مرجح. لكن هناك أكثر من مجال لأن يتخذ كلا البلدين خطوات أولى حذرة للبناء على التقارب الذي كان واضحاً خلال العام الماضي.
وهناك سبل عديدة لهيكلة اتفاق «مؤقت» وجعله بداية لعملية تدريجية طويلة الأجل لبناء الثقة والتطبيع التدريجي.
ويبدو أن إدارة أوباما تدرك أنه لا قبل لها بالقتال في الوقت نفسه على هذه الجبهات المتعددة. ويبدو أن هناك محاولة جارية بالفعل لعدم تصعيد التوترات مع روسيا عقب انتخابات الرئاسة الأوكرانية.
وتفكر الإدارة في الخصومات التي يجب أن تواجهها وتلك التي يجب أن تتغاضى عنها... فلابد من الاختيار. فهل الصراع غير المعلن مع إيران لايزال جوهريّاً بالنسبة إلى الولايات المتحدة أم أن عليها أن تولي وجهها شطر نقاط قلق أخرى؟
جون كيمب
محلل الأسواق في «رويترز»
العدد 4307 - الأحد 22 يونيو 2014م الموافق 24 شعبان 1435هـ