العدد 4306 - السبت 21 يونيو 2014م الموافق 23 شعبان 1435هـ

ماذا بقي من البرلمان؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يبدو - والله أعلم- أن هناك من كان يراهن على دخول المعارضة الانتخابات المقبلة، واثقين تماماً بنجاحهم التام في مسعاهم لجذب المعارضة وإغرائها بالمشاركة.

طبعاً لسنا خبراء في السياسة ودهاليزها، ولا ندّعي علم الغيب، لكن المؤشرات الظاهرة تدل على وجود هذه الرهانات. لكن المراقبين الأجانب للشأن البحريني يرون أن هذه الرهانات قد لا تكون في محلها، فالواقع المأزوم بعمق، لا تعالجه المهدّئات؛ وأن الانتكاسة الكبيرة في المجالين السياسي والحقوقي خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، لا يمكن معالجتها بعلاجات مؤقتة. بل إن الحراك الذي هزّ الساحة في فبراير/ شباط 2011، إنما كان نتيجة انسداد الأفق السياسي، وجمود الوضع حتى على مستوى البرلمان. يومها صرّح عدد من رؤساء الكتل بالبرلمان بأنهم «لم يفعلوا شيئاً»، «وأن الحكومة كسّرت مجاديفهم»، وأن «نتيجة المشاركة كانت صفراً»!

كانت تلك التصريحات في العام 2009، ولم يحقق البرلمان شيئاً ملموساً للجمهور، ولم ينجح إلا في تحريك ملف الأراضي المنهوبة، وشركة ألبا، وطيران الخليج. وكان ذلك مؤذياً جدّاً للسلطة، وخصوصاً أنه جاء نتيجة تلاقٍ بين الوفاق والسلف والاخوان.

في انتخابات 2010، ردّت السلطة للموالاة الصاع صاعين، فقصّت أجنحتهم وأخرجتهم من البرلمان بضربة تكتيكية واحدة، فباتت كتلهم مجرد أفراد يتحركون مثل الأشباح. أما المعارضة فقد خرجت من البرلمان في استقالة جماعية احتجاجاً على القمع الذي تعرض له الحراك.

خروج المعارضة، ووجود كتلة هلامية كبيرة ليس لها وزن سياسي، يسمون أنفسهم «المستقلين»، أطلق يد الحكومة للتحكّم في البرلمان. لقد وجدت الحكومة نفسها في خندق واحد، مع برلمان وديع جدّاً أدرد، ليس له مخالب ولا حتى أسنان لبنية! كانت السلطة مسرورة جدّاً، لقد انتهت اللعبة كما كانت تحلم وتريد، وكانت تردّد مع نفسها أبيات طرفة بن العبد وهو يخاطب القبّرة التي كانت تحوم في أحد البساتين وتتحاشى الوقوع في الفخ حتى ملّ من اصطيادها فحمل فخه وانصرف:

خلا لكِ الجو فبيضي واصفري

ونقّري ما شئتِ أن تنقري

قد رحل الصيّاد عنك فابشري!

هذه الأبيات الموسيقية الرقيقة جدّاً، أصبحت مثلاً يُضرب «في الحاجة يتمكن منها صاحبها» كما قال أبو عبيد. وقد تمكنت السلطة من البرلمان تماماً، حتى صرّح وزير العدل الأسبوع الماضي بأن السلطات الثلاث في البحرين إنما هي «سلطة واحدة»، تعبيراً عن حالة الاندغام التام والكينونة المتماهية بين السلطات!

في الأسابيع الأخيرة، لاحظ المراقبون نشاطاً غير معهود في البرلمان، من أجل تمرير مجموعةٍ من القوانين قبل انتهاء فترته، وكان هناك من لايزال يراهن على دخول المعارضة الانتخابات، وجرى تسريب أخبار عن احتمال تمديد البرلمان، فلما جاء الجواب بالنفي، أعلن في اليوم التالي فضّ البرلمان وإجراء الانتخابات في الموعد المقرر.

مع ذلك بقي الرهان على المشاركة، وفسّر بعض المراقبين تصويت البرلمان على تقليص صلاحياته طوعاً، وهو ما لم يحدث في أي برلمان آخر في العالم، فضلاً عن إجراء تعديلات رجعية تجعل من المستحيل استجواب وزير، على أنه تمهيد لمشاركة المعارضة. أما البعض الآخر من المراقبين فرأى أن الرهان لم يكن في محله، فهو لم يأخذ في حساباته كلّ ما تدفق من مياهٍ تحت الجسر.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4306 - السبت 21 يونيو 2014م الموافق 23 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 4:15 م

      برلمان 0000 برطمان

      رمان 00000 حلوان 00

    • زائر 28 | 3:27 م

      من المحرق

      من فضلكم دخلوا البرلمان تري الناس بتموت اذا ما دخلتوا

    • زائر 27 | 3:22 م

      الجواب و بكل اختصار

      حظيرة دياي هاهههههه

    • زائر 26 | 7:15 ص

      بسنا فلوس

      اقتراح بإنشاء وزارة البرلمان الحكومي شي جيد احسن من الهواش واستعراض العضلات ومصاريف ورواتب تقاعد !!؟

    • زائر 25 | 5:39 ص

      اين حق الدماء

      لقد ضحى الشيعه بدمائهم من اجل برلمان حر و شريف يصون حقوق الشعب كل الشعب ولكن قد تلقفه من لا ضميرو لادين له فعاث فساد و ارجعنا مئات السنين الي الواء فبئسا لكم ....

    • زائر 24 | 5:37 ص

      كفايه لعب و كفايه دم

      لن نشارك في مهزله اسكمها البرلمان البحريني اضحوكه الامم

    • زائر 23 | 5:36 ص

      هل رايت سلطه تعادي ابناء الشعب كما هو عندنا

      عقليه النهب و التسلط مسيطره علي هذه السلطه منذ مجيئها الي البحرين

    • زائر 22 | 5:34 ص

      لم و لن توجد سلطه كالتي تحكم البحرين

      سلطه ضربت بكل انواع الحكم عرض الحائط و تجمد الوقت عندها فلم تجد انسب من طريقه البداوه و المشيخه لحكم الناس بالحديد و النار ووضعت ديكور مهترء اكل الدهر عليه و شرب كرئيسها الدي ضرب الرقم القياسي في كل ردئ لم تفلح كل انواع محاولات التغيير فيه

    • زائر 20 | 4:58 ص

      مجلس النواب

      هو مجلس وزاراء ثالث في البحرين بعد مجلس الشورى

    • زائر 17 | 3:35 ص

      العزيز

      أولا الدستور جاء منحة من طرف واحد وبدل أن يعدلوه ويفصلوه ببن الشعب والحكومة ليرضي الطرفين جاء نواب الفلتة وفصلوه على الحكومة فقط حتى شف وضاق ......................

    • زائر 16 | 3:16 ص

      تحن في عصر مصداق لقول النبي ( لسنا تحت يد الله ولا في كنفه )

      عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: « لا تزال هذه الأمّة تحت يد الله وفي كنَفِه ما لم يُداهِن قُرّاؤُها أُمراءَها، ولم يَزَل علماؤُها فجّارَها، ولم يُهِن خيارَها أشرارُها، فإذا فعلوا ذلك رفع الله عنهم يده، ثمّ سلّط عليهم جبابرتَهم فساموهم سُوءَ العذاب، ثمّ ضربهم بالفاقة والفقر »
      --إذا رأيت الحاكم على باب العالِم فنعم العالِم ونعم الحاكم وإذا رأيت العالِم على باب الحاكم فبئس العالٍم و بئس الحاكم

    • زائر 14 | 2:36 ص

      بحرينية

      اصبح مجلس نواب للانتقام من الشعب المعارض !!

    • زائر 13 | 2:26 ص

      بحرينية

      اهم شي ان جيوبهم متروسة لدرجة انهم ما يشوفون حتى اللي انتخبوبهم !!

    • زائر 12 | 1:58 ص

      ستدور الدوائر عليهم

      كفرت بكل شيء لو ظفرت بهم لن أتردد بمحاكمتهم لقد تم تدمير بلدنا بغباء وحقد لامثيل له يفتكرون انفسهم بتهميشهم لنا وتمييزنا طائفيا ومناطقيا ومذهبيا هم الفائزون لا والله فانتم الخاسرون وسترون عندها لن ارغب بكم ابدا

    • زائر 18 زائر 12 | 3:37 ص

      والتكملة

      وتكملت ابيات طرفة بن العبد تحذر القبرة بأنها ستقع في الفخ عاجلاً ام آجلاً
      ورفع الفخ فماذا تحذري *** =لا بد يوما أن تصادي فاصبري

    • زائر 11 | 1:36 ص

      (معاميري) ان اردتم برلمان حقيقي

      امسحو كل القيود المدونة على الورق وابدأو بصفحات بيضاء يكتب فيها هموم المواطن والتشريعات المساعدة على ارتقائه وفتح الحرية له حتى لو تطلب الأمر مسائلة الوزير واعملو على انتاج صندوق مالي للأجيال الأصيلة القادمة وخلصو الوطن من شبح التجنيس الذي لاينفع معه برلمان أو غيره وبذلك نكون اسعد ناس في برلمان حقيقي والا انسو شي اسمه برلمان.

    • زائر 10 | 1:18 ص

      بدل محاربة الهدر والتلاعب في المال العام اصبح المجلس وما تبعه من اكبر مصادر الهدر

      لم يعد لهذا المجلس ورديفه الا هدر المال العام والشفط بلا حساب لذلك الوطن يغرق في مزيد من الدين العام.
      مجموعة من الفاسدين والمفسدين جمعوهم لكي يتشاركوا في مزيد من النهب والسلب لاموال الشعب

    • زائر 9 | 1:17 ص

      محرقية

      على ما اعتقد يوجد عندنا برلمان بس بالاسم فقط ولكنه خالى من محتواه ...

    • زائر 8 | 1:12 ص

      لم يبقى سوى النزيف المستمر لأموال الشعب

      مجموعة تأتي ومجموعة تذهب يشفطون من أموالنا شفطا ميزانيات بعشرات الملايين يتلاعب بها.
      رواتب خيالية لأناس لا نعرف سوى مضرتهم
      سيارات فارهة وخيالية
      مصاريف بلا حساب حتى لا يحاسبوا الفاسدين
      بالاضافة الى بعض العطايا والهدايا من اجل المزيد من الاستمالة
      هكذا تهدر الاموال وبلا حسيب ولا رقيب فهم في مكان الحسيب وقد استميلوا فماذا سيعملوا؟

    • زائر 6 | 12:42 ص

      برلمان مكبل ابتعدوا عنه أفضل

      البرلمانيين الحاليين يعتبرون البرلمان بر أمان لهم ولعوائلهم وأولادهم ، فقد ضمنوا مسقبلهم وما عاد يهمهم دخلت المعارضة أم لم تدخل ، شبعوا من الهدايا والغنائم والأموال ، دخولهم البرلمان ليس من أجل سواد عيون البحرين وأهلها وإنما هي فرصة قد لن تتكرر لو تعدل الوضع وبالتالي فإن استغلالها هو فرصة نادرة يجب استغلالها ، وإلا ماذا تفسر أن البحرينيين نسو أسماء بعض النواب وأصبحوا غير متأكدين أن هذا نائب فعلا من صمته، المعارضة إن دخلت البرلمان القادم لن تستيطع فعل شيئ لأن البرلمان الحالي كبل البرلمان القادم.

    • زائر 5 | 12:37 ص

      نعم اأيد وزارة البرلمان!!!!

      لان البرلمان حوله الجهلة الى بطرمان
      وصاروا كالقردة يتواثبون مقاعده باسم الشعب وينهبون خيرات البلد باسم الشعب
      وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

    • زائر 4 | 12:06 ص

      وزارة البرلمان

      اقتراح بإنشاء وزارة جديدة شرايكم

    • زائر 3 | 11:02 م

      خروج

      المعارضة كان من أكبر أخطائهم…. يجب الصمود مهما كانت الظروف و استخدام الصلاحيات و الأمانة التي أوكلت اليهم للسعي لتحقيق الأهداف المنشودة… و أظن أن المعارضة تعلمت أن الفوضى و تحريك الشارع لن يجدي في بلد كالبحرين…

    • زائر 2 | 10:43 م

      سينقلب الوضع ولكنهم لن يلوموا أنفسهم بل سيلومون الوفاق

      عندما وصل مسيل الدموع الى الرفاع لام أهلها سترة لان أهلها تسببوا برائحة خفيفة لم يستحملوها ، لم يقولوا ان إخوانهم العاملين في الشرطة افرطوا في استعمال مسيل الدموع. أتوقع ان يلوموا المعارضة اذا حل الوضع بسبب القوانين الرجعية اللتي سنوها وستسعمل ضدهم .إنهم أخوة يوسف-ستراوي

    • زائر 1 | 9:54 م

      ما خليت شي يا أستاذ

      بصراحة مقالك اليوم مسلي جدا كأنك تتكلم عن أطفال في الروضة وليس عن نواب في برلمان حتى الطفل أحيانا يكون عنيدا إذا أراد شيئ ويصر عليه حتى يناله أما هؤلاء مساكين روح روح تعال تعال نام العب كل اشرب نط الحبل العب كرة ألعب خشيشة كأنهم ألعاب تعمل بالريموت كنترول وأكثر شيئ مضحك قبولهم بتقليص صلاحياتهم صدق مسخرة وشكرا لك يا سيد اليوم واجد ضحكتنا

    • زائر 15 زائر 1 | 3:05 ص

      ناقص

      لا تنسى أن الجماعة في انتخابات 2010 وزعوا كتيبات انجازاتهم في البرلمان..
      فإما أنها محض كذب والعياذ بالله.. أو - وهو ما أظنه - أن انسحابهم وعدم عودتهم احد اسباب ما وصلنا إليه بالاضافة الى الاسباب الاخرى من الطائفية والمحسوبية وغيرها..

اقرأ ايضاً