فصَّل الباحث والمؤرخ البحريني سالم النويدري، المعوقات التي يواجهها الباحث في تواصله مع الكتاب، بوصفه مصدراً أساسيّاً للمعرفة، بالإشارة إلى 3 مراحل، تمثلت في مرحلة التعامل مع الكتاب، مرحلة النشر والتداول، ومرحلة التقييم أو التقويم والمتابعة.
وقدم النويدري، في محاضرة له أمس السبت (21 يونيو/ حزيران 2014)، بمكتبة المنتظر الثقافية، تحت عنوان: «مشكلة الباحث والكتاب في مجتمعنا المعاصر»، عدداًَ من التوصيات والمقترحات لمواجهة تلك العوائق، من بينها تهيئة الأجواء لتدشين حملة توعية لتأكيد أهمية الكتاب، وتعاون العلماء والباحثين في إنشاء مراكز للبحث العلمي، لتكون مستقلة عن المؤثرات الأيديولوجية والسياسية.
وشدد على ضرورة تبني المؤسسات الثقافية القائمة لتصبح تجمعاً للباحثين والمحققين، والعمل على مدِّ الجسور مع الأفراد والهيئات والمؤسسات ذات الاهتمام الثقافي المجرد من أية نزاعات تؤثر على البحث العلمي، إضافة إلى توجيه أصحاب المكتبات التراثية الخاصة إلى الأساليب الفنية لحفظ مخطوطاتهم.
وفي حديثه عن المراحل الثلاث، قال النويدري: «إن المرحلة الأولى تشتمل على جملة تفاصيل، من بينها صعوبة الحصول على المخطوطات والوثائق وهي مشكلة أساسية، ومن أسبابها الإتلاف المتعمد للكتاب والمدونات، وهو أمر تكرر على مدار عصور سابقة، وكان للبحرين نصيبها حيث تعرضت مكتبة الشيخ داوود الجزيري في جزيرة النبيه صالح للحرق، وكانت مكتبة ضخمة تشتمل على كثير من المخطوطات من بينها 400 كتاب بخط يده.
وأضاف «أما المرحلة الثانية، والتي تعرف بمرحلة الإعداد للنشر والطباعة، فيمكننا من خلالها الحديث عن القوانين المحاصرة للكتاب، والتي تحد من حرية البحث والنشر، علاوة على بعض المشكلات، من بينها مشكلة قراصنة الكتاب، والصعوبات المالية التي يتعرض لها المؤلف جراء مماطلة أصحاب دور النشر في الالتزام بدفع ما عليهم من مستحقات مالية».
وبحسب النويدري، فإن المرحلة الثالثة، تتمثل في مرحلة التقييم أو التقويم والمتابعة، وتمثل حاجة ضرورية للمؤلف ليقيم اعوجاجه، وليطور من عمله، مشيراً إلى أن القراء ينقسمون في هذه المرحلة إلى قسمين، قسم يجامل المؤلف ويرفع من الكتاب إلى مستويات مبالغ فيها، وآخر يمارس الإحباط والتثبيط، متجاهلاً أية إيجابية، واعتبر أن القسمين يضران بالباحث ومستقبل البحث على حد سواء.
«المنتظر الثقافية»...11 ألف كتاب وصرح ثقافي متعدد المهام
إلى ذلك، بين المسئول العام لمكتبة الإمام المنتظر الثقافية سيدعدنان الغريفي في حديثه إلى «الوسط» أن المكتبة، مشروع ثقافي يستهدف نشر الوعي والثقافة الإسلامية، عبر ما تحتويه من كتب يبلغ تعدادها 11 ألف كتاب، تنتمي إلى المعارف العامة ويغلب عليها الكتب الإسلامية، وعبر تنظيمها الملتقيات والندوات الفكرية والثقافية».
وأضاف «تتضمن المكتبة، إلى جانب ذلك، فهرسة إلكترونية، وهي تتضمن كل محتويات المكتبة، وتيسر كثيراً على القارئ الوصول إلى الكتاب الذي يبحث عنه ويقصده، بالإضافة إلى مكتبة إلكترونية قيد التطوير من خلال السعي المستمر إلى توفير الكتب الإلكترونية عبر التواصل مع المكتبات العالمية».
ولفت إلى أن المكتبة لم تكتمل بعد كمشروع متعدد، وهي بصدد الانتقال إلى مراحل أخرى، في سياق تطويرها، ويشمل ذلك إضافة المزيد من الكتب من مجالات متعددة، وتعزيز قدرتها على دعم الدراسات وفقاً لإمكانياتها المالية، عبر القسم المخصص للدارسات والبحوث».
ونوه إلى أن الشباب كفئة، ستكون لهم المكانة البارزة في أجندة عمل المكتبة، كما أن العنصر النسائي سيكون هو الآخر محل اهتمام، عبر برامج سيتم تنفيذها لاحقاً، وعبر ترتيبات معينة للاستفادة مما تحتويه المكتبة.
العدد 4306 - السبت 21 يونيو 2014م الموافق 23 شعبان 1435هـ
شكرا لكل عمل خير
الحاجة ملحة لمثل هده المشروعات فالعطش والتغريب الثقافي يلحان على مثل هده المشروعات بارك الله جهودكم