العدد 4306 - السبت 21 يونيو 2014م الموافق 23 شعبان 1435هـ

محلات التجهيزات العسكرية في بغداد تغص بالمتطوعين

يحتشد عشرات الرجال أمام مجموعة من المحلات في وسط بغداد تبيع ملابس وتجهيزات عسكرية يشتريها هؤلاء لاستخدامها في معاركهم المقبلة مع «داعش» الذين باتوا يحتلون مناطق واسعة من شمال العراق.

ويغادر هؤلاء المحلات وهم يحملون في أيديهم أكياساً بلاستيكية وضع بعضهم فيها ملابس عسكرية بينما وضع آخرون فيها معدات وتجهيزات وألبسة أكثر ابتكاراً بينها سترات واقية من الرصاص.

ومنذ دعوة المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني العراقيين قبل نحو أسبوع إلى حمل السلاح ومقاتلة «داعش»، تطوع آلاف العراقيين في أنحاء متفرقة من البلاد للقتال إلى جانب القوات الحكومية.

وكرر السيستاني أمس الأول دعوته هذه حيث قال ممثله في كربلاء السيد أحمد الصافي خلال خطبة الجمعة إن جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام بلاء عظيم ابتليت بها منطقتنا»، مضيفاً «إن لم تتم مواجهتها وطردها من العراق فسيندم الجميع على ذلك غداً».

ويسيطر مسلحون ينتمون إلى «الدولة الإسلامية» وتنظيمات متطرفة أخرى منذ أكثر من عشرة أيام على أجزاء واسعة من شمال العراق إثر هجوم كاسح شنته هذه الجماعات التي تحاول الزحف نحو العاصمة بغداد، وكذلك نحو النجف وكربلاء اللتين تضمان مراقد شيعية.

ويقول أسامة وهو أحد اصحاب محلات بيع الألبسة والتجهيزات العسكرية في وسط بغداد متحدثاً لوكالة «فرانس برس»: «إزدادت المبيعات منذ بدء الأزمة بما بين 200 إلى 300 في المئة».

ويبيع أسامة كل ما يتطلع المتطوعون للحصول عليه: الألبسة العسكرية، والجزم، والخوذ، والسترات، وكذلك الرتب التي تعلق على الكتف أو الصدر، ومخازن الرصاص، وغيرها من التجهيزات.

ويوضح أسامة «كانت مبيعاتنا في السابق تنحصر بالجيش والشرطة»، مضيفاً أن هذا الأمر تغير مع دعوة السيستاني للتطوع وتواصل التدهور الأمني في بلاد فقدت سلطاتها السيطرة على ثاني مدنها، الموصل (350 كلم شمال بغداد)، وعلى مناطق رئيسية أخرى، بينها تكريت (160 كلم شمال بغداد).

وذكر أسامة أن مبيعات الألبسة والتجهيزات العسكرية في منطقة باب الشرقي في بغداد تشمل حالياً الشبان وحتى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين الأربعين والستين عاماً.

وقال وليد نجم الذي تطوع للقتال وهو يقف أمام أحد هذه المحلات «لا نملك الخبرة العسكرية، لكن إن شاء الله سنحصل على هذه الخبرة مع تدربنا إلى جانب أشخاص يتمتعون بها»، مضيفاً «أعمل حلاقاً، لكنني تركت هذه المهنة لأن بلادي بحاجة إلي».

ويحمل من جهته حمزة زهرة صاحب اللحية الرمادية الخفيفة لباساً عسكرياً مطوياً.

وعلى العكس من نجم، فإن زهرة لديه خمس سنوات من الخبرة القتالية تعود إلى أيام نظام صدام حسين، ويقول الرجل القصير القامة إنه جاهز لمقاتلة المسلحين الذين يتلقون دعماً من مناصري النظام السابق.

ويؤكد عباس صادق الذي يرافق حمزة زهرة في بحثه عن التجهيزات اللازمة أنه يريد «الدفاع عن الأبرياء، سواء كانوا سنة، أم شيعة، أم مسيحيين» ضمن «سرايا السلام» التي اقترح الزعيم الديني مقتدى الصدر تشكيلها على أن تكون مهمتها حماية المراقد وأماكن العبادة.

وتحيط بالمنطقة التي تنتشر فيها محلات بيع الألبسة والتجهيزات العسكرية أسلاك شائكة وتحميها قوات من الجيش والشرطة، علماً أن هذه المنطقة سبق وأن تعرضت لتفجيرات وأعمال عنف أخرى.

وبينما تعرض معظم المحلات الألبسة والتجهيزات ذاتها، الا أن أحدها يبيع شارات قماشية باسم «سرايا السلام» وجماعتي «عصائب أهل الحق» و»كتائب حزب الله» المسلحتين اللتين انفصلتا عن «جيش المهدي» بقيادة الصدر خلال السنوات الماضية.

ويقول جبار وهو صاحب محل في باب الشرقي إن الألبسة العسكرية نفذت من بعض هذه المحلات خلال أيام قليلة لكثرة الطلب عليها.

ويوضح «معظم الذين يشترون هذه الملابس هم من المتطوعين».

ويتابع جبار أن التدهور الأمني الذي دفع بهؤلاء الرجال إلى شراء الملابس العسكرية استعداداً لدخول ساحات القتال يعيق عملية استيراد ملابس وتجهيزات جديدة بسبب إغلاق العديد من الطرق.

ويقول «ليس هناك من إمكانية لاستيراد المزيد».

العدد 4306 - السبت 21 يونيو 2014م الموافق 23 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً