بدأ الموريتانيون أمس السبت (21 يونيو/ حزيران 2014) التصويت في انتخابات رئاسية يبدو الرئيس محمد ولد عبد العزيز الأوفر حظاً للفوز فيها في غياب ابرز معارضيه الذي دعوا الى مقاطعة الاقتراع.
وفي مدرسة تفرغ زينة حيث فتحت ثلاثة مراكز للاقتراع قال إبراهيم البالغ من العمر سبعين عاماً إن موريتانيا التي واجهت حتى يناير 2010 «أعمال الجهاديين استعادت السلام». وأضاف «إنه أمر أساسي وأريد أن يستمر لأن السلام لا غنى عنه».
اما لالا، الناخبة الشابة، فجاءت لتدلي بصوتها على الرغم من دعوة قسم من المعارضة إلى مقاطعة الانتخابات. وقالت إن الاقتراع واجب «وعلى الجميع أن يأتوا للتصويت ولو وضعوا بطاقات بيضاء».
ودعي اكثر من 1,3 مليون ناخب مسجل إلى التصويت بعد حملة استمرت أسبوعين هيمن عليها الرئيس المرشح الذي طغت صوره الكبيرة على الصور الصغيرة والنادرة لخصومه الأربعة.
ولدى توجهه إلى الادلاء بصوته في العاصمة، أكد الرئيس عبد العزيز أنه لا يخشى ارتفاع عدد الممتنعين «نظراً إلى التزام الموريتانيين والتزام الذين أبدوا اهتمامهم باللقاءات» التي عقدها.
وبين المرشحين الأربعة سيدة هي مريم بنت مولاي إدريس (57 سنة) والناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيد رئيس منظمة المبادرة من أجل إحياء الكفاح ضد العبودية التي مازالت تمارس رغم حظرها قانونياً منذ 1981.
والمرشحان الآخران ينتميان إلى حزبين في المعارضة التي توصف «بالمعتدلة»، وهما بيجل ولد هميد رئيس حزب الوئام (سبعة نواب في الجمعية الوطنية)، والقيادي الزنجي إبراهيم مختار صار النائب والصحافي السابق ورئيس تحالف الديموقراطية والعدالة/الحركة من أجل التجديد (نائبان معارضان).
وينتقد معارضو الرئيس المجتمعون في المنتدى الوطني للديموقراطية والوحدة الطابع «الدكتاتوري» لنظامه. وقد دعوا الى مقاطعة الانتخابات التي وصفوها بأنها «مهزلة انتخابية» تنظم «من جانب واحد».
ويضم المنتدى الذي يعول على مقاطعة نسبة كبيرة من الناخبين للتصويت، 11 حزباً من تنسيقية المعارضة الديمقراطية وحزب تواصل الإسلامي (16 نائباً في الجمعية الوطنية) وشخصيات مستقلة ونقابات ومنظمات من المجتمع المدني.
وتولى الجنرال السابق عبد العزيز الحكم إثر انقلاب عسكري في 2008 ثم نظم انتخابات في 2009 فاز بها لولاية أولى تستمر خمس سنوات.
وتبدو موريتانيا اليوم واحة سلام في منطقة الساحل الصحراوي التي تهزها اضطرابات شديدة إثر أزمتي مالي وليبيا. وهي نتيجة قال الرئيس إنها تمت بفضل «إعادة تنظيم قدرات الجيش وقوات الأمن» بمساعدة تقنية من فرنسا القوة الاستعمارية السابقة.
العدد 4306 - السبت 21 يونيو 2014م الموافق 23 شعبان 1435هـ