قال مصدر مسئول بوزارة الخارجية السعودية إن زيارة وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف للمملكة تستهدف الاتفاق على العمل سوياً في إطار الجهود القائمة لتنفيذ اتفاق «جنيف 1» الرامي لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة في سورية بما يحفظ استقلالها وسيادتها ووحدتها الوطنية والترابية مع أهمية توجيه الجهود نحو محاربة التنظيمات الإرهابية التي وجدت ملاذاً آمناً على الأراضي السورية».
جاء ذلك عقب لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في جدة أمس السبت (21 يونيو/ حزيران 2014).
جدة - أ ف ب
أجرى وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة أمس السبت (21 يونيو/ حزيران 2014) مباحثات «مطولة ومعمقة» بشأن سورية والعراق خصوصاً في ظل تأكيد المملكة مواقفها المعلنة حيال الأوضاع في البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية عن مسئول بوزارة الخارجية قوله إن زيارة لافروف تأتي في أعقاب الزيارة الأخيرة للفيصل إلى روسيا ونقله رسالة من الملك عبدالله إلى الرئيس فلاديمير بوتين بشأن «الاتفاق على العمل سوياً في إطار الجهود القائمة لتنفيذ اتفاق (جنيف 1) لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة بما يحفظ استقلال سورية وسيادتها ووحدتها».
وهي المرة الأولى التي تشير فيها المملكة إلى زيارة الفيصل لروسيا.
وأضاف أن المحادثات مع المسئولين الروس أكدت «أهمية توجيه الجهود نحو محاربة التنظيمات الإرهابية التي استغلت الأزمة السورية ووجدت لها ملاذاً آمناً على أراضيها، وكذلك العمل على القضاء على كافة المسببات التي شجعت على دخول هذه التنظيمات» سورية.
كما شملت المحادثات مع لافروف العراق حيث اتفق الطرفان على «أهمية تركيز الجهود في المرحلة الحالية على ضمان أمن العراق وسلامته الإقليمية وتحقيق وحدته الوطنية بين كافة مكونات الشعب بما يضمن المساواة في الحقوق والواجبات على حد سواء».
يذكر أن مواقف المملكة والكرملين حيال الأوضاع في سورية والعراق على طرفي نقيض، ففي حين تؤكد الرياض وقوفها إلى جانب المعارضة السورية والمجموعات التي تناهض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، تؤكد موسكو تأييدها لهما بمواجهة الإرهاب.
وأعاد المسئول السعودي تأكيد موقف بلاده التي تشدد على «الشروع في تشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة لكافة أبناء الشعب العراقي بمختلف فئاتهم دون أي تمييز أو إقصاء عنصري أو طائفي».
كما جدد رفض «أي تدخل خارجي في هذه المرحلة» مشيراً إلى أن ذلك «من شأنه تكريس الأزمة، وتعميق الاحتقان الطائفي السائد بها نتيجة لحالة الإقصاء المذهبي التي يعيشها».
شارك في المباحثات عن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف وعن السعودية نائب وزير الخارجية، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله.
وقد التقى لافروف ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز وولي العهد المقبل الأمير مقرن بن عبد العزيز بعيد وصوله إلى جدة في وقت متأخر مساء أمس الأول (الجمعة).
كما قام السبت بزيارة مقر منظمة التعاون الإسلامي حيث أجرى محادثات مع أمينها العام إياد مدني بشأن عدد من القضايا. وروسيا عضو مراقب في المنظمة.
والزيارة هي الأولى التي يقوم بها وزير خارجية روسي إلى مقر المنظمة التي تضم 57 دولة.
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان العثور عند شاطئ نهر الفرات، على جثامين نائب قائد المجلس العسكري في محافظة دير الزور وقياديين اثنين في تجمع الحق، بعد اختطافهم منذ ثلاثة أيام، من قبل كتيبة مناصرة للدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). ولم يتسنَ التأكد من هذا النبأ من مصادر رسمية أو مستقلة. وقالت مصادر من مدينة موحسن لنشطاء المرصد السوري، إن الدولة الإسلامية التي سيطرت الجمعة على مدينة موحسن بالريف الشرقي لدير الزور، منعت أي شخص من الاقتراب من الجثامين، وتركتها في العراء لساعات طويلة، ولم تسمح للأهالي بدفن الجثث، إلا بعد تدخل أطراف وسيطة.
وكانت الدولة الإسلامية في العراق والشام قد سيطرت، على مدن موحسن والبوليل والبوعمر في ريف دير الزور الشرقي أو ما يعرف بخط الشامية على نهر الفرات والقريبة من مطار دير الزور العسكري، وهي مقر المجلس العسكري للكتائب المقاتلة.
العدد 4306 - السبت 21 يونيو 2014م الموافق 23 شعبان 1435هـ