العدد 4305 - الجمعة 20 يونيو 2014م الموافق 22 شعبان 1435هـ

القطان: الحذر من المنافقين والائتلاف والاجتماع على الحق نجاة من الفتن

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن الحذر من المنافقين والائتلاف والاجتماع على كلمة الحق، وعدم التفرق والشتات، ووزن الرايات المرفوعة حال الفتنة بميزان الشرع، والرجوع إلى العلماء الربانيين الثقات والاقتداء بهم، والالتفاف حول ولاة الأمر في البلاد وطاعتهم بالمعروف، كل ذلك نجاة من الفتن التي تصيب المجتمعات والأمم.

وأوضح القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (20 يونيو/ حزيران 2014)، أن أعداء الإسلام يستهدفون دين الأمة عند الفتن، وأمنها واستقرارها، ويستهدفون خيراتها، ووحدتها واجتماع كلمتها، ويسْتهدفون كلّ خير تتمتّع به الأمّة، مشدداً على أن واجب كل المسلمين ألا يوجدوا ثغرة للأعداء يلجون من خلالها، بل يكونون صفّاً مترابطاً، صفّاً واحداً كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً، وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمّى والسهر، التحاماً على الخير، وإغلاقاً للأسماع عن كلّ الأراجيف والأباطيل.

وأضاف أن «الأمة اليوم بحاجة إلى تكاتف، وتعاون، واجتماع، وارتباط وثيق يشدّ بعضهم أزر بعض، وبهذا يكونون مؤمنين». مشيراً إلى أن اتحاد جبهة الأمة وقوّة تماسكها لعنوان صلاحها وسلامتها بتوفيق من الله، وإنّ هذه الغمّة والفتن والبلايا سيزيلها الله بفضله وكرمه، لكن على المسلمين أن يتمسّكوا بدينهم، وأن يثقوا بربهم وبتعاليم دينهم وأنها الحق، وأن يكونوا على المنهج القويم.

وتابع أن «ديننا منصورٌ ولله الحمد إن نحن قمنا به خير قيام، ولا يكون النصر إلا بالتواصي بالحق، واجتماع الكلمة، ولمّ الشعث، كلّها أمور تمدّ الأمّة بالقوة أمام كلّ التحديات. لنعلم أنّ الله جلّ وعلا أعدل العادلين وأكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين، فليلجأ إليه المسلمون دائماً وأبداً ولنشكو إليه حالنا، ولنثق بالله وبنصره، ولنأخذ بالأسباب النافعة المشروعة عند حلول الفتن».

وذكر أن هناك فتناً كثيرة منها ما هو خاص بالمرء في ذاته، ومنها ما هو عام عليه وعلى أمته، فقد يفتن المرء بنفسه فيصيبه: الغرور والعجب، والكبر، والبطر، وحب الشهرة والتعالي، والاعتداد بالرأي المجحف، والعناد والتعصب للهوى، والفجور في الخصومة والافتراء، والحسد والفخر... وقد يفتن المرء في أهله وماله، ومن ذلك الافتتان بزهرة الحياة الدنيا، والمنصب والجاه والنسب، ونحو ذلك، والسحر والشيطان وقرناء السوء، وفتنة النساء بالتبرج والسفور، والمجاهرة بالسوء والفحشاء، والتشبه بالأعداء والتقليد الأعمى فتنة، وقبض العلم وذهاب الصالحين، وارتفاع الأسافل، وإسناد الأمر إلى غير أهله فتنة، والقتل والتعذيب والسجن والإبعاد والحرمان فتنة، وعلماء السوء، ودعاة التغريب والتخريب والفساد فتنة.

وبيّن أن من الفتن أن يأتي على الناس زمان لا يتبع فيه العالم، ولا يستحي فيه من الحليم، ولا يوقر فيه الكبير، ولا يرحم فيه الصغير. زمانٌ تنتكس فيه الفطر، وتختل فيه الموازين؛ فيصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، ويخوّن فيه الأمين ويكذب فيه الصادق، وتشتد على المسلم غربته في دينه بين أهله وقرابته، وفي مجتمعه وأمته.

وتحدث القطان عن «المخرج من هذه الفتن»، موضحاً أن أول الواجبات على المسلم تجاه الفتن: عدم الفرح بها أو استشرافها، أو السعي فيها ولها.

وفصّل في حديثه عن «أسباب النجاة من الفتن»، وهي: الفزع إلى الصلاة والعبادة والدعاء. والثبات على دين الله، والتمسك بكتابه وسنة نبيه (ص). وكف اليد واللسان، والحذر من المنافقين حال الفتنة وغيرها، من المخذلين والمرجفين والمصطادين في الماء العكر، ولا تستغربوا أن يكون هؤلاء المنافقون المندسون من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، وهم في الحقيقة دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها.

وأضاف أن «الصبر على البلاء، والأخذ على يد الظالم؛ ومن ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة؛ فهذا الركن هو صمام الأمان من الفتن، وبفقده تتحول النعم وتحل النقم».

وشدد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، على أن «أهل الإيمان لا تزيدهم الأحداث إلا صلابة في دينهم وثباتاً على إسلامهم، لا تزحزحهم الأحداث ولا تسلّط الأعداء، ولا يضعف الإيمان، بل يقوى اليقين ويقوى الإيمان، وهم حقاً يعملون بما دلّ الكتاب والسنة عليه؛ أنّ النصر لأهل الإسلام والعاقبة للمتقين، فإذا وجد الإيمان الصادق فلأهل الإيمان التمكين والنصر والتأييد».

وأكد أن المؤمن أمام الأحداث يتقّرب إلى الله بما يرضيه، فيبذل المعروف، ويكثر الإحسان والإنفاق في وجوه الخير، فإنّ الصدقات يدفع الله بها البلاء، ويرفع الله بها المحن، فالإحسان إلى عباد الله، ورحمة عباد الله، يرحم الله بذلك العباد.

وأردف أن «أهل الإيمان أمام الأحداث والبلايا يكثر التجاؤهم إلى ربّهم، وتضرّعهم بين يديه، مع أخذهم بكلّ سبب نافع، يلجأون إلى الله، ويلحّون عليه في الدعاء آناء الليل وأطراف النهار...».

العدد 4305 - الجمعة 20 يونيو 2014م الموافق 22 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 10:07 ص

      شايل سيفه

      من وصية الرسول صلي الله عليه وآله الطيبين والطاهرين وصحبه المخلصين وعلي عباد الله الصالحين من الاحياء والاموات اجمعين للصحابي الجليل ابو ذر رضي الله عنه وسلام الله عليه {كل خطيب تعرض خطبته يوم القيامه ويسأل عنها } وقال الامام عليا عليه السلام الويل 5{ تطحنهم الطاحونه يوم القيامه وهم الجور من الحكام والظلم من........ } والقراء ...هم الخطباء الذين لايمأرون المعروف وينهون عن المنكر واخيرا قاضي في الجنه وقاضيان في النا

    • زائر 4 | 12:22 ص

      لاشيئ

      نفس المواضيع

    • زائر 3 | 11:35 م

      وينك عن المساجد

      وينك عن المساجد المهدمة

    • زائر 2 | 11:19 م

      درازي

      وكف اليد واللسان، والحذر من المنافقين حال الفتنة وغيرها، من المخذلين والمرجفين والمصطادين في الماء العكر، ولا تستغربوا أن يكون هؤلاء المنافقون المندسون من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، وهم في الحقيقة دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها.
      نعم يا شيخ ما اكثر المنافقين في هذا الزمن . الله يهدي الجميع

    • زائر 1 | 10:08 م

      الناس على دين ملوكهم

      والنفوس تعشق الفلوس الا القلوب الطاهره

اقرأ ايضاً