منذ شهر ونيف كان لي موعد مع عيادة السكلر متعددة التخصصات، ولما أدخلت على أحد الأطباء وهو يعد من كبار أطباء أمراض الدم كان في غرفته ثلاثة أطباء بريطانيين جاؤوا إلى البحرين في جولة أو زيارة، للاطلاع عن كثب، على طريقة تعاطي وزارة الصحة البحرينية مع مرض فقر الدم المنجلي والمرضى المصابين به.
فدار نقاش لطيف بيني وبين واحد منهم وأظنه الرئيس لتلك المجموعة من اأطباء البريطانيين، وفي أثناء النقاش سكت الكل سوى أنا والطبيب البريطاني.
قال لي: كيف تتعايش مع هذا المرض؟.أجبت:كما يتعايش أي مريض في هذا العالم، قال أعرف ذلك، لكن قصدت كيف تعاملك أنت كمريض مصاب بهذا المرض. قلت لو أن أحد أطباء البحرين سألني هذا السؤال لقلت هذه معجزة .ابتسم وقال: حسناً.
قلت: أنا أتعايش معه كصديق لازمني طوال سبعة وخمسين عاماً. قال: سبع وخمسون عاماً... هذا جيد، وما الذي تعرفه عنه. قلت: لا أعرف أكثر مما يعرفه أصغر فتى مصاب به، فهذا مرض عضال لا دواء لعلاجه أو علاج من يعالجونه. قال مستغرباً.ماذا تقصد بمن يعالجونه. قلت: الأخصائيون بلا استثناء. قال.ما دخلهم في نقدك هذا لهم. قلت له: ايها البروفسور أنت بريطاني، وعندكم حالات كثيرة مشابهة لهذه الحالة عندنا، أسألك: هل تعطون مرضى السكلر في بلدكم مواعيد لزيارة المريض. قال: نعم .قلت: هنا لا يوجد شيء من هذا القبيل. نظر إلى الطبيب البحريني، ومن ثم لي، فتابعت سيدي: هل همكم الأكبر في بلدكم علاج المريض أم تركه للصدف ؟ هل لعلاجكم علاقة بالمزاجية او المحسوبية؟ هل تكافؤن أطباءكم الشرفاء ممن يحملون اخلاقيات هذه المهنة الشريفة هل تكافئون أمثال هؤلاء بالإقصاء والتهميش وعدم اخذ آرائهم في كل ما له مصلحة للمرضى أم أنكم تسعون جاهدين إعطائهم فرصاً للترقي وسهولة تحركاتهم الناجحة. أيضاً ظل ينظر إلى الطبيب المحلي مدهوشا. وقال: العيب فيمن تعتقد. قلت: لا توجد عيوب لكن توجد اجتهادات خاطئة أضرت بالكثيرين وتسببت بموت الكثيرين؛ لأنه لا توجد قاعدة واحدة ينطلق من خلالها الاكفاء من منتسبي وزارة الصحة، وهذه النخب مازالت تسعى جاهدة لإيصال أصواتها لمن يهمه الأمر... فعجباً يا دكتور طبيب رحب الصدر منفتح السريرة يقنع المريض بطرق سليمة وصحية بطريقة العلاج الأمثل له، كالطبيب محمد عبدالخالق أو عبدالله العجمي وطبيب مركزنا محمد طرادة وزميلته أمينة أحمد بوصبع، اللذين يعطيان أهمية بالغة لمرضى السكلر في مركز مدينة حمد ولا يُعطيان فرصاً أكبر لإنجاح خطط الوزارة الرامية إلى التغيير لما هو أفضل، والوزارة تنفق ملايين الدنانير والحلول بين يديها.
سكت وبعدها قال لي: هذه ملاحظات قيمة لمً لا تكتبها للوزير؟، قلت الوزير يعلم أكثر مما أعلمه أنا وغيري لكن جهات التعطيل مجهولة الهوية.
فيصل شرف
من الجميل فعلاً أن يكون داخل كل بيت قوانين، مثلما تسن القوانين في المدارس وأماكن العمل لخلق نظام رائع يرتب طريقة الحياة فيه كي لا يكون ذا طابع فوضوي، ولكن ...حين نسن القوانين خاصتنا في المنزل ينبغي مراعاة الحالة النفسية التي يمر بها الأفراد الذين يسكنون معنا ومن ضمنهم الأطفال والمراهقين وكبار السن، وهذه فئات عمرية تختلف في تفاصيلها، ولكل فئة منها علوم خاصة وأساليب وحاجات مختلفة، فحاجات الطفل لا تشبه حاجات المراهق وحاجات المراهق لا تشبه حاجات المسن... وبعض القوانين قد تكون قاسية وصعبة إذا لم تتسم بالمرونة في بعض الأوقات الاستثنائية ...
فمثلاً (مريم) طالبة بالاعدادية تشكو طوال الوقت من قسوة الحياة في منزلها، وبمعنى أكثر وضوحا تردد دائما: لا أرغب في العودة الى المنزل بعد انتهاء الدوام المدرسي... شيء ما يخنقني كلما اقتربت ساعة العودة الى المنزل... والسبب تلك القوانين التي سنتها والدتها في المنزل ومنها: ممنوع حضور صديقاتها الى المنزل وإقامة الحفلات، ممنوع شراء اي شيء لا يتوافق ورغبة الأم، ممنوع التحدث في الهاتف لأكثر من خمس دقائق... أما قانون النوم فالجميع مجبر على النوم في تمام الثامنة مساء، حتى الذي لا يشعر بالنعاس وهي لا تدري أن إجبار الطفل على النوم قد يأتي بنتيجة عكسية تماماً فقد يؤدي الى اصابة الطفل بالأرق الليلي... فليس هناك إجبار على النوم هناك ما يسمى بـ «التهيئة للنوم»... وأما قانون «الطعام» فحدث ولا حرج، فقانونها ينص على أن الوجبات اليومية كالآتي: السادسة صباحاً، الثانية ظهراً، السابعة مساء. نعم... جميل هو سن القوانين بهذه الطريقة... يشعرك بوجود نظام كنظام معسكر الكشافة... لكن كما قلت إذا كان هذا النظام يفتقد المرونة فسيأتي بنتيجة عكسية تماماً لما نرغب...
تقول مريم: مررت بمشاكل مع صديقاتي، وكنت أعود الى المنزل في حالة نفسية سيئة جدّاً لا أرغب في التحدث مع أحد ولا في تناول الطعام... كنت بحاجة إلى أن أكون وحيدة لبعض الوقت... وعندما أهدأ وأصبح في حالة مزاجية جيدة، أكون في حالة جوع شديد لكن مع الأسف يكون وقت تناول الطعام قد فات... ولأن والدتي سنت قانوناً صارماً بهذا الشأن ينص على عدم إمكانية تناول الطعام بعد انتهاء موعده وانه علينا انتظار موعد الوجبة التالية، فكنت أتحمل الجوع حتى يحين موعد العشاء وأكون حينها قد استسلمت إلى النوم الذي يأتي بعد ساعات من الجوع والمذاكرة والارهاق...
سؤالي هنا: لماذا لا تكون هناك مرونة في سنِّ مثل هذه القوانين أيتها الأم؟ كلنا نمر بلحظات حزن... كآبة... ضيق... لا نستطيع حينها التحدث الى أحد ونعزف عن تناول الطعام لأن الرغبة فيه تكون في أدنى مستوياتها...
أما سؤال مريم من قلب مراهقة صغيرة متألمة فهو: لماذا تسنون تلك القوانين ولا تستطيعون أن تضعوا قانوناً يحمي مشاعرنا من الخدش؟
وهذا يدفعني إلى أن أطأطئ رأسي خجلا مما نقترفه نحن المربين وأتوجه بتساؤل لي ولكم: لماذا نتباهى بسن قوانين مادية ظاهرية ولا نسن قوانين تراعي الحالات النفسية التي يمر بها ابناؤنا؟ ترى هل هناك ما يزعج ابناءنا ويشعرهم بالاختناق كلما اقترب موعد عودتهم الى المنزل كما تشعر مريم؟ أم أننا نتباهى بكل غباء أمام الناس حين نردد عبارة: «في بيتنا قانون» فأنا أظن أن في بيوتنا حالة جنون .
نوال الحوطه
دقاته معي يكفيني شرها
وقضيتنا إلى العالم نشرها
يشره دوم، بس ما عرف شرها
من أفعاله أنا شفت الأذية
***
حبيبي دوم في محبتك واصل
ومكتوب الهناء جاي إلك واصل
احنا ثنين يا محلي المواصل
أجيك وتجيني صبح ومسية
***
تحياتي إلك مليون ألف لك
وما بيعك لو توصل ألف لك
أتعنى بالشبح أجيك وألف لك
نركب في الشبح ونروح سويه
***
نار الآه في قلبي وقدها
يتفاخر يقول قدها وقدها
كبيرة النار بس ما أدري قدها
المعين هو رب البرية
***
من جسمك أشم المسك والعود
وأخط هالبذية بالحبر والعود
أغنيها وتسمعها على العود
إلك ذي البذية مني هدية
***
سوالفي المضحكة منها هو غار
إله ابني، ولي ما بنا غار
ما شوفه، لي قالوا هو غار
يعني أبعد وأرجوعه بطيه
جميل صلاح
عليك سلامي إمام الهدى
سلام يدوم لطول المدى
***
تجليت بدراً بليل الدجى
بنفح الورد وزهر الندى
***
فطبت وطابت ليالي الاُولى
من العاشقين إليك فدى
***
فهاتيك نفسي وكل النفوس
تتوق إليك لنيل العلى
عبدالله جمعة
العدد 4304 - الخميس 19 يونيو 2014م الموافق 21 شعبان 1435هـ