تضاربت ردات فعل صرح بها مغردون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بشأن توقيف صاحب حساب «Takrooz»، وأيد أصحاب حسابات نبأ اعتقاله وطالبوا بـ «تشديد العقوبة عليه لما كان يمارسه من شتم وخدش وقذف شخصي وتحريض وبث كراهية في الشأن العام».

وفي المقابل، انشغل مغردون آخرون بالحديث عن أن «اعتقال صاحب حساب «Takrooz» فيه نوع من التضييق على الحريات وبداية استهداف لآخرين يبدون آراءهم وتحليلاتهم في الشأن السياسي في البحرين».

وأقفلت السلطات الرسمية حساب «Takrooz» على موقع «تويتر»، وحجبت المعلومات كافة المتعلقة به، سواء المعنية بعدد المتابعين له أم من يتابعهم، فضلاً عن عدد التغريدات وتفاصيلها وتاريخ استحداث الحساب وصورته التعريفية.

ولدى تكروز حساب على برنامج «الانستغرام» بعنوان «the_takrooz».

وعُرف حساب «Takrooz»، الذي حصد 17 ألفاً و900 متابع قبل حجبه، بنشر تغريدات سياسية وأمنية ساخرة وبألفاظ حادة تصل إلى مستوى الشتم والإسقاطات الشخصية والخدش المباشر، وهو الأمر الذي رآه البعض سبباً في انتشار حسابه بين المغردين وحقق رقماً عالياً من حيث عدد المتابعين له، باعتبار أنه كان لافتاً في أسلوب وطريقة التعليقات والردود الحادة التي يستهويها البعض في مواقع التواصل الاجتماعي.

واصطدم حساب «Takrooz» في الكثير من الأوقات، وبالتزامن مع المتغيرات السياسية والأمنية التي شهدتها البلاد منذ العام 2011، بالكثير من الشخصيات البحرينية وغيرها التي تمتلك حسابات على موقع «تويتر»، بعضهم وزراء ومستشارون ونواب ومسئولون في الدولة، فيما تعمد الإشارة بتعليقات إلى آخرين باستخدام ألفاظ وعبارات حادة ولاذعة خادشة للحياء علاوة على الشتم.

واعتاد مغردون على الإشارة إلى حساب «Takrooz» طالبين منه التعليق والرد على أخبار أو معلومات أو تغريدات أطلقها آخرون، باعتباره يتمتع بالقدرة والجرأة ذاتهما على الشتم والانتقاد اللاذع والشديد اللهجة، معتبرين في ذلك نوعاً من السخرية.

وقد ظهر على «تويتر» مؤخراً حساب جديد يحمل صورة حساب «Takrooz» نفسها، لكن بتغيير طفيف في العنوان، حيث تمت إضافة رقم واحد (1) في نهاية أسم الحساب ليصبح «Takrooz1». بينما يوجد حساب آخر استحدث خلال شهر يوليو/ تموز 2011 يتناول أخبار وصور الساحة السياسية والأمنية في البلاد.

ولقي حساب «Takrooz» تفاعلاً لدى المغردين مع صدور بيان النيابة العامة باعتقاله واستئناف التحقيق معه، وألح مغردون على ضرورة الإفراج عنه بضمان محل إقامته كما جرى مع صاحب شبكة «منرفزهم» قبل أيام، ولاسيما أن كلا الحسابين متهمان بالتهم نفسها. فيما رأى آخرون أن «اعتقال المصورين والمغردين وكذلك النشطاء الحقوقيين والسياسيين، يجعل منهم رموزاً على مستوى الساحة السياسية والأمنية والحقوقية البحرينية بفعل تجاوب وتعاطي الرأي العام معهم»، مؤكدين أن «ذلك لم يجد نفعاً منذ اندلاع الاحتجاجات السياسية والأمنية في البحرين في العام 2011 حيث ظهرت الكثير من الوجوه الجديدة على الساحة بفعل استهدافهم أمنيّاً وقضائيّاً».

وتحدث مغردون في «تويتر» عن فصل صاحب حساب «Takrooz» من عمله بسبب تغيبه ابان أحداث العام 2011، ونقلت إحدى الصحف المحلية أنه هرب إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثم إلى تايلند حيث قضى فترة نحو عام ونصف، وتم توقيفه في مطار البحرين الدولي كما نشر في الصحافة والإعلام مؤخراً.

هذا وقد صرح قبل يومين المحامي العام لنيابة المحافظة الشمالية حسين البوعلي بأن النيابة العامة تلقت بلاغ الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني، عن قيام أحد الأشخاص عبر حساب «تويتر» بالتحريض على كراهية نظام الحكم، وعبارات تدعو إلى الطائفية، وقد توصلت التحريات إلى شخص المتهم الحقيقي صاحب الحساب، وأنه يمتلك حسابات أخرى في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، فأصدرت النيابة العامة أمراً بضبطه، حيث تم القبض عليه بمطار البحرين الدولي حال قدومه من الخارج، وبمواجهته بمحضر الشرطة أقر بمسئوليته عن ذلك الحساب وما يتم نشره من خلاله، وأنه من قام بنشر تلك العبارات المسيئة، وباستجوابه بالنيابة أنكر صلته بالحساب المتضمن تلك العبارات بينما أقر بملكيته لحساب البريد الإلكتروني الذي تم التسجيل من خلاله، فأمرت النيابة بحبسه احتياطيّاً على ذمة القضية، وتفريغ الأجهزة الإلكترونية المضبوطة بحوزته، تمهيداً لتقديمه إلى المحاكمة الجنائية فور انتهاء التحقيقات.