اصدرت محكمة جنايات انقرة الاربعاء (18 يونيو / حزيران 2014) حكما بالسجن مدى الحياة على قائدي الانقلاب العسكري الدامي في تركيا عام 1980 اللذين ما زالا على قيد الحياة وذلك بتهمة "قلب النظام الدستوري".
وفي مرافعته الاخيرة الاربعاء طلب المدعي توقيع هذه العقوبة نفسها على الجنرال السابق عدنان ايفرين (96 سنة) زعيم الانقلاب والرئيس التركي الاسبق وعلى القائد الاسبق للسلاح الجوي تحسين شاهين كايا (89 سنة).
ودوت قاعة المحكمة بالتصفيق لدى النطق بالحكم. وهتف الحاضرون "انها ليست سوى بداية، الانقلابيون سيحاسبون امام القضاء".
وبعد الادعاء قدم المحامي بولند اجار اخر مرافعة دفاع عن المتهمين مدعيا عدم اختصاص المحكمة.
وقال اجار "هذه المحكمة غير مختصة بمحاكمة المتهمين. والدستور الذي وضعته السلطة التاسيسية والساري اليوم (اعتمدته السلطة العسكرية عام 1982 ولا يزال معمولا به) هو وحده الذي يسمح بمحاكمتهما".
وبسبب حالتهما الصحية لم يحضر الجنرالان الجلسة لكنهما تابعا وقائعها عبر دائرة فيديو من غرفتيهما في المستشفى.
ومن المقرر ان يتم اعفائهما من تنفيذ العقوبة بسبب حالتهما الصحية وسنهما المتقدم.
وكان الاثنان اكدا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 مسؤوليتهما عن هذا الانقلاب دون اي يبديا اي ندم مؤكدين انهما قاما بذلك بدافع حب الوطن. وقال ايفرين من سريره في المستشفى "فعلنا ما كان يجب عمله في ذلك الحين. واذا اقتضى الامر القيام به من جديد اليوم لم اتردد في ذلك".
كان الجيش أطاح ثلاث مرات بحكومات منتخبة في أعوام 1960 و1971 و1980، باسم الدفاع عن المبادئ العلمانية للجمهورية التركية، التي أرساها مصطفى كمال أتاتورك، كما أبعد حكومة نجم الدين أربكان الإسلامية عام 1997.
واثر انقلاب 1980 تم اعدام 50 شخصا واعتقال 600 الف فيما توفي العشرات في السجن نتيجة التعذيب وفقد اثر عدد كبير اخر.