العدد 4302 - الثلثاء 17 يونيو 2014م الموافق 19 شعبان 1435هـ

دفاعاً عن ضمير الأمة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في ظلّ الفوضى الإعلامية العارمة، واستمرار محاولات التأجيج الطائفي انتصاراً للحركات المتطرفة، صرّح رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، وهو عالم دين سني معروف من البصرة، بأن «السيد السيستاني هو مرجع لكل العراقيين»، وأيّد دعوته لحمل السلاح ومساعدة الجيش العراقي في حربه ضد تنظيم «داعش».

الملا اتهم في المقابل القرضاوي بأنه نصر الباطل ولم يقف مع الحق، وقال بأن «عالم الدين حين يكون أداة فتنة تسقط عنه الشرعية»، وهو أمرٌ يُتّهم به القرضاوي الآن في مناطق واسعة من العالم الإسلامي، وخصوصاً لدوره التحريضي ضد عددٍ من البلدان، وحثّه على قتل بعض الحكام (القذافي).

في تحليله لخلفيات الهجمة الأخيرة على العراق، قال الملا إن أحد الأسباب هم السياسيون (السنّة) المشاركون في العملية السياسية، الذين يضعون رجلاً مع الحكومة، ورجلاً مع الإرهابيين. وهو تحليلٌ صادقٌ ودقيق، يعكس حال النخبة السياسية الحالية المتردية، سنةً وشيعة وأكراداً، التي تسيّدت الساحة بعد سقوط النظام السابق.

هذه النخبة الفاشلة، سنةً وشيعةً وأكراداً، لم تتفق على شيء ولم تجمعها مصلحة الوطن، فالبلد كان يحترق بنيران الإرهاب، وهم يتصارعون على المناصب والغنائم كالأطفال. وكانت نتائج الانتخابات الأخيرة تمرُّداً على هذه القيادات العبثية المتصارعة. الوحيد الذي حصل على أكبر نسبةٍ من الأصوات هو نوري المالكي، بعدما أعلن ضرورة تجاوز قواعد اللعبة السابقة التي أوصلت البلد إلى هذه الحالة من الجمود واستمرار الاضطراب.

تاريخياً، كانت المرجعية تمثل صمّام الأمان للعراق، وهي لم تشارك في حربٍ أو عدوان، ولم تنافس في سلطان، والتزمت البقاء على الحياد في كل الانتخابات بعد سقوط الدكتاتورية، وتركت الساسة يديرون العملية السياسية دون تدخل أو حتى إيماءات ترجّح أحدهم على الآخر، احتراماً لرأي المواطن العراقي وحريته في الاختيار، واكتفت بنصيحة الجميع في الانتخابات الأخيرة باختيار من يرونه الأكفأ والأفضل.

المرجعية الإسلامية في النجف حالةٌ تاريخيةٌ خاصة، فهناك أربع مراجع كبار، مختلفو الأصول (عربي وإيراني وأفغاني وباكستاني)، والمقدّم فيهم باعتبار منزلته العلمية ونزاهته الأخلاقية، وليس لأية حسابات سياسية أو اعتبارات قومية. وحين زرت العراق قبل خمسة أعوام، وُفّقت لزيارة ثلاثة منهم، كلهم يعيشون في بيوتٍ متواضعة وقديمة، ولفت نظري على الطاولة الخشبية الصغيرة في مجلس أحدهم صحيفة عربية تصدر في لندن. وأثناء حديثه وجّه لوماً للإعلام الحكومي العراقي لتقصيره تجاه الحالة الإسلامية بما فيها الحوزات الدينية، وممّا قاله إنه حتى الصحف اليومية لا تخصّص صفحة إسلامية أسبوعياً. وهو ما يوحي بطبيعة علاقتهم بالحكم الجديد في العراق.

المرجعية الإسلامية «الشيعية» هي الهيئة الدينية الوحيدة ربما في العالم الإسلامي، التي بقيت بعيداً عن نفوذ الحكومات وأهواء الحكام. ومن المضحك أن يقال إنها استجابت لـ «رغبة» المالكي أو خضعت لأوامره في إعلان النفير العام، ما يدلّ على جهلٍ مدقعٍ بأوضاع العراق. فالمرجعية إنّما بادرت لإعلان موقفها الحاسم تجاه ما حدث في الموصل، نتيجة الخطر المحدق بالعراق، كياناً ودولةً ووجوداً، ولتشكّكها في النخبة السياسية التي ظهر تواطؤ بعض أطرافها فيما حدث هناك.

المرجعية التي استنفرت قواها لحماية العراق ووحدة أرضه، وتتهم اليوم بالتحريض على الاقتتال، هي التي أنقذت العراق من حربٍ أهلية طاحنة حاول أن يستدرجها إليها أعداء العراق.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4302 - الثلثاء 17 يونيو 2014م الموافق 19 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 36 | 2:16 ص

      مشكلتهم

      مشكلتهم انهم يتابعونك الى منتصف الليل وليس عندهم رد الا اتهامك بالطائفية. خلهم يردون عليك يبوهاشم الحجة بالحجة وليس بالسب والاتهامات كما هي عادتهم.

    • زائر 34 | 4:14 م

      طائفي

      مقالك وشكلك طائفي الله ايعينك

    • زائر 33 | 3:56 م

      اول ما ستفعله داعش

      قطع رؤوس من يختلفون معها اولهم السلفي وليد الطبطائي في الكويت. وثنايا الحاق الكويت بالدولة الاسلامية. وثالثا غزو السوعدية كما جاء في بيانههم الاول. وانتو تهللون لهم. خلكم على عماكم.

    • زائر 31 | 10:45 ص

      لا تحشر السيستاني في الامة

      السيستاني رجل إيراني الجنسية و لم يحصل على الجنسية العراقية إلا قبل 9 سنوات .... نحن لم نره أو نسمعه يتكلم العربية في يوم من الأيام و لم نعرفه و لم نختره ... فإن كنت تريده أن يكون ضميرا لأحد فاجعله ضميرا لطائفته و كفى.

    • زائر 35 زائر 31 | 4:18 م

      من انتم؟

      ومن انت ومن تكون؟ وهل لانه ايراني يخرج من الامة؟ ولماذا هذه العصبيات الجاهلية بعد ان وحدنا الاسلام؟ اليسوا ائمة مذاهب السنة اغلبهم من ايران؟ ثم اذا لم تسمع عنه فهذا مستواك والا فانه مرجع ديني كبير. ولا يبلغ هذه النرتبة الا ضليع في الكتاب والسنة.

    • زائر 30 | 10:45 ص

      من المحرق

      وليش المرجعية لم تفتي حين غزت امريكا العراق فى سنة 2003 ام ان الدولارات لا يستطيع المفتي مقاومتها لانها بالعملة الصعبة.
      اما حين ثار شعب العراق فى وجه هذا الارهابي المجرم العميل المالكي صدرت الفتوي بمقاومة المحتجين وقتلهم لانهم يثورون ضد حاكم ظالم مجرم سجن وقتل شعب العراق علي الهوية والطائفية البغيضة والعجيب الغريب تشجعون كل الثورات فى الدول العربية الا فى سوريا والعراق بلعتوا عظم لان من يثور مختلف المذهب فلذلك ليس من حقة ان يثور بل يجب ان يقتل من حاكم طائفي.
      كفي قتل فى سوريا والعراقز

    • زائر 25 | 4:58 ص

      الى زائر 24

      نحن من أصول مذهبنا أن الفقيه كلمته أعلى من كلمة الحاكم سنيا كان أو شيعيا الا أن يكون الحاكم نفسه فقيها وذلك نادر جدا فتعلم أبجديات المذهب الشيعي وبعد ذلك تستطيع التعليق والتحاور واما بهذا المستوى الضحل في معرفة المذهب الشيعي فالسكوت أفضل لك من التهريج ياهذا !!!!!!!!!!!

    • زائر 28 زائر 25 | 7:33 ص

      بل أنت الذي يجب عليه التوقف عن التهريج يا هذا!

      ألم يرفع الشاه سلطان حسين محمد باقر المجلسي كبير علماء الشيعة في عصره ليكون فقيه بلاطه ... ألم يبرر باقر المجلسي جرائم الدولة الصفوية علما بأنها ارتكبت المجازر بحق السنة في إيران و أرغمت جميع سكانها على اعتناق المذهب الشيعي بحد السيف؟ التاريخ اليوم يعيد نفسه .. عندما حدثت الثورات في ليبيا و مصر و تونس و اليمن خرجتم تتطبلون لها و لكن ما إن وصل الحريق لسوريا حتى سمعناكم تتحججون بالمقاومة و تارة بالقاعدة و التكفيريين ... أنتم أناس وصوليين لأبعد درجة.

    • زائر 29 زائر 25 | 10:25 ص

      رد على زائر 28

      هل هذا كل ما ضخوه في أسماعكم لترددوه ؟!
      التاريخ لا يؤخذ من أفواه الحمقى، والوقائع لا اعتبار لها حتى لو طعمت باسماء شخصيات دينية!
      والتلقين ليس بالضرورة يقود إلى العلم الصحيح، فتبينوا ودققوا قبل أن تكشفوا عن سذاجتكم ...

    • زائر 22 | 3:22 ص

      المرجعية اليهودية

      صمتت المرجعيات المنحطة عن ظلم اهل العراق وبالاخص اهل السنة وقتلهم وتهجيرهم غضت النظر عن المليشيات الطائفية التي تعيث فسادا في العراق ... عندما يدافع اهل السنة عن ارضهم وعرضهم يصبحوا ارهابيين وعندما تعتدي الملشيات الطائفية على اهل السنة يسمونهم مجاهدين ... الظلم ظلمات يوم القيامة وموعدنا في الاخرة

    • زائر 27 زائر 22 | 5:30 ص

      احي مراجعنا فهم اشرف الناس

      والله محد حمى السنه في العراق غير المراجع لكنك انت يهودي او احد اجدادك يهودي لانك غير مؤدب

    • زائر 18 | 2:27 ص

      علي نور

      استاذنا الفاضل ، امالكي اللي تتحدث عنه بانه حصل على اعلى الاصوات في الانتخابات الشرعية لا تنسى ان هو كان ماسك الداخلية والدفاع وصارت انفجارات كثيرة في العراق وهو كان المفروض يتنحى دام ان ما عنده قدرة على ايقافها ويخلي غيره يمسك الجفاع والداخلية ..العراق مافيه كهربا في عهده كهربا ما في وتقول ان حصل اعلى الاصوات ؟

    • زائر 14 | 1:24 ص

      بخصوص المرجعيه

      الاستاذ قاسم اين المرجعيه عما كان يدور في العراق من طائفيه بقيضه واقصاء لاهل السنه؟

    • زائر 12 | 1:00 ص

      القرضاوي

      القرضاوي لم يكتف بدماء المصريين والليبيين والسوريين والان يعيد الكرة على العراقيين.

    • زائر 10 | 12:56 ص

      القوم ابناء القوم

      ما قيل للأمام الحسين ولأبيه من قبله يقال اليوم للمرجعية ومن هو على خطى اهل البيت ، من اتخذ الضلال وقطع الرؤس منهجا لن ترى منه غير الذي يحدث اليوم من قتل ودمار .

    • زائر 9 | 12:43 ص

      تبقى عاليه رغم سهام الجهله

      المرجعية الشريفة في النجف هي حالة رائده في التعاطي مع الاحداث الجسام و هذا الامر صعب ان يفهمه اصحاب عقول العصافير اللذين لا يفرقون بين الثور و الثورة

    • زائر 7 | 12:18 ص

      هدمت قبة الامامين ولم تدعوا المراجع للنفير العام ولكن

      المراجع مدركون ان هناك مخطط خبيث اكبر من العراق لذلك اصدروا فتاويهم بالجهاد الكفائي لادراكهم لما يحاك ويخطط للعراق.
      الفرق كبير بين عالم رباني يخاف الله ويحاسب الف مرة لان يسفك دم بريء وبن من تكون الدماء ارخص ما تكون لديه فيصدر فتاواه للقتل والحرق والتدمير بعنون الثورة

    • زائر 6 | 12:15 ص

      عيل ليش ما نصدقكم لين قلتوا تبون دولة مدنية ديمقراطية

      اليوم دولة مدنية ديمقراطية و بكرة الخيط و المخيط بيد المرجعية .... لا لعبوا غيرها كان غيركم أشطر. مثل الإخوان المسلمين وصلوا للسلطة بصناديق الإقتراع و ما إن وصلوا حتى بدؤوا بتحويل الدولة إلى دولة الحزب الواحد.

    • زائر 5 | 11:54 م

      اي دين هذا الذي رجاله تجار سفك دماء وحروب لا تنتهي

      رجال دين لا يبرزون الا في الفتن والحروب وسفك الدماء فأي دين هذا الذي رجاله مشعلي فتن ومحبين لحرق الناس والزج بهم في حروب طاحنة بغية الاموال والارصدة المالية. كم من الأموال تريدون حصادها مقابل هؤلاء الجهلة الذين تذهب ارواحهم هباء منثورا من اجل ثرائهم.

    • زائر 13 زائر 5 | 1:16 ص

      اي

      عرفنا علي دينك حتي نستفيد وحفظ الله العراق من كل شر

    • زائر 20 زائر 5 | 3:21 ص

      من شهد للعروس

      هو رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، وهو عالم دين سني معروف من البصرة ، إذا امتلأ القلب بالزيف فاض على اللسان !

    • زائر 4 | 11:25 م

      بوعبدالله

      من يشهد للعروسه غيرك

    • زائر 8 زائر 4 | 12:33 ص

      يوم يبي دولة ديمقراطية مدنية

      و يوم يبي دولة المرجعيات الدينية.

    • زائر 11 زائر 4 | 12:59 ص

      كلمة صادقة.

      كلمة حق وصدق من كاتب لا يكذب على قرائه ولا يستغفلهم في حق شخصيات امينة وصادقة ومخلصة لله ولشعبها والعراق .

    • زائر 16 زائر 4 | 2:18 ص

      يابو عبدالله العروس عندكم موب عندنه

      من المعروف أن فقهاء الشيعة على مر العصور لم يسجدوا للحكام واذا حدث على سبيل الفرض فتلك نهاية ذلك الفقيه بعكس المذهب السني لايمكن لأي عالم الا أن يسبح بحمد السلطان ومنضوي تحت عبائته يأتمر بأمره ونهيه بل ويرى العالم السني أن الحاكم ولي أمرة فكيف يخرج عليه . فتأكدو من عروسكم يابو عبدالله

    • زائر 21 زائر 4 | 3:22 ص

      بل دولة داعشية

      وانتم تريدون دولة تكفيرية جاهلية يحكمها الدواعش.قاتل الله الجهل والعصبيات الجاهلية.

    • زائر 23 زائر 4 | 3:26 ص

      داعس هددت حتى الكويت والسعودية

      والله قرات المقال وليس فيه دعوة لدولة دينية ولكن هذا ما تصنعه لكم خيالاتكم. الرجل تكلم ضد داعش ااتي هددت باقامة دولة الخلافة من لبنان وسوريا الى العراق وصولا الى الكويت. وهي التي هددت السعودية ايضا بالغزو.الى متى تخدعون انفسكم وتدافعون عن القتلة؟

    • زائر 24 زائر 4 | 3:48 ص

      زائر 16 - الفقهاء الشيعة لا يسجدون للسلاطين إلا في حالة واحدة

      الحالة الواحدة هي أن يكون السلطان شيعي ..... كما كان الفقهاء أيام الدولة الصفوية فقد كانوا أداة السلطة و سوطها. فلا تزيف التاريخ و تتلبس بلباس القداسة .. أنتم كغيركم في الضعف لا تعظون إلا الرحمة و التسامح و لكن ما إن تصلوا إلى السلطة فلا يرى منكم الرائي إلا حد السيف أو رأس الرمح.

    • زائر 26 زائر 4 | 5:04 ص

      ردا على زائر 24

      نحن من أصول مذهبنا أن الفقيه كلمته أعلى من كلمة الحاكم سنيا كان أو شيعيا الا أن يكون الحاكم نفسه فقيها وذلك نادر جدا فتعلم أبجديات المذهب الشيعي وبعد ذلك تستطيع التعليق والتحاور واما بهذا المستوى الضحل في معرفة المذهب الشيعي فالسكوت أفضل لك من التهريج ياهذا !!!!!!!!!!!

    • زائر 32 زائر 4 | 3:03 م

      أخي زائر 24

      ألم يكن الشاه المقبور شيعياً ؟ لمَ أطاح به شعبه شر إطاحة و رماه في مزبلة التاريخ و هو من نفس مذهبه؟ الجواب ببساطة لأنه لم يقم العدل و لم يحكم بما أمر الله.

    • زائر 3 | 10:24 م

      لكن الغرب ووكلاءه سيدمرون الاخضر و اليابس

      فقهاء الفتنة لن يتركوا العراق يعيش بسلام بشيعته و سنته، اكراده وعربه، خلقوا لبث الفتن، هذا هو عملهم و سيحققون مئاربهم بالمال والسلاح، السياسيون في العراق وفي عموم المنطقة فاسدون، لا يهمهم سوى المغانم السياسية و المادية فلتحترق الاوطان، أمة غبية جاهلة تعيش ارذل عصورها.

    • زائر 2 | 10:17 م

      المرجعية بيانها واضح ولكن من في قلبه مرض يتبع ماتشابه منه

      بيان المرجعية الى جميع العراقيين بكل مكواناتهم الدفاع عن العراق ولم يقل على الشيعة الدفاع عن طائفتهم

    • زائر 1 | 10:10 م

      زائر

      كانت ولا زالت المرجعيه هي صمام الأمان على طول التاريخ وهي التى وقفت وثبتت في ثورة العشرين ووقفت في كثير من الأزمات في وجه من يريد بالإسلام والمسلمبن شرا
      حفظ الله علمائنا ومقدساتنا في كل مكان من شر الحاقدين والارهابيين ورد كيدهم الى نحورهم

اقرأ ايضاً