حققت الشراكة التي تمّت بين خبير الفن المعاصر في دار كريستيز للمزادات، لويك غوزير، والنجم السينمائي العالمي ليوناردو دي كابريو، بتخصيص 11 ساعة متفرقة لمزادات تذهب عائداتها لصالح مؤسسة الفنان العالمي التي تهدف إلى الحفاظ على آخر مناطق الحياة البرية في الأرض، وتشجيع علاقة تآلف بين البشر وعالم الطبيعة، نجاحات كبيرة. وبحسب ما نشرته الصحف ووكالات الأنباء العالمية فإن المزاد الخيري الذي تم تنظيمه في مايو/ أيار 2014، من قبل المؤسسة في دار كريستيز بنيويورك قد حقق 38.8 مليون دولار أميركي من التبرعات ومن مزاد فني أقيم في صالة كريستيز للمزاد في نيويورك، في ليلة واحدة.
وتُعنى مؤسسة دي كابريو بتمويل مشاريع المحافظة على الحياة الفطرية، وإنشاء محميات وموائل طبيعية لإنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض.
وقام دي كابريو بإقناع فنانين للتبرّع بعدد من اللوحات أو المقتنيات الفنية التي بحوزتهم، وقيام رسّامين بتخصيص لوحات بعضها أنجز لهذا الغرض، وحوت موضوعات متطابقة مع اهتمامات المؤسسة.
وقال الممثل العالمي: "إننا نواجه نقطة تحوُّل في الأزمة البيئية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، وبقاؤنا يعتمد على حماية الطبيعة". وأضاف "هناك أقل من 3200 من النمور تركت في البرية، وفقدنا 90 في المئة من أسماك القرش في العالم، ويبدو أننا قد نفقد الفيل الإفريقي تماماً في السنوات العشر المقبلة إذا لم نتخذ الإجراءات اللازمة". بحسب تصريحات نشرتها مجلة "فوربس" قبل عام من قيام المزاد الأخير في نيويورك.
الموقع الإلكتروني لدار كريستيز للمزادات، نشر تقريراً يغطّي لقاء ضم دي كابريو والرسام العالمي والتون فورد (فنان تشكيلي أميركي ولد العام 1960 في لارتشمونت بولاية نيويورك)، في المُحترف الفني للأخير بنيويورك، وخبير الفن في دار كريستيز لويك غويز، ومدير مؤسسة دي كابريو جاستن وينترز، نقدّم المقتطفات المهمة منه:
يحظى النجم السينمائي بحضور عالمي ليس فقط كونه واحداً من النجوم الكبار، ولكن لأنه أيضاً واحد ممن كرّسوا جهودهم لحماية البيئة، وعمل طوال سنوات باهتمام بالغ على ما يعرف بـ "القضايا الخضراء" تصميماً على العمل على قضايا الحفاظ على البيئة.
ليسوا كثيرين أولئك الذين يمكنهم تسمية الحيوانات التي هي في طريقها إلى الانقراض - بصرف النظر عن طائر الدودو (طائر الدودو أو دودو، هو طير من فصيلة الطيور المنقرضة ويبلغ من الطول متراً؛ أي ثلاثة أقدام تقريباً. لا يستطيع الطيران ومشابه لفصيلة الحمام التي عاشت في جزر موريشيوس)، وغيره.
دي كابريو يثبت ويقدّم علامات على مدى جدّيته، حتى حينما كان طفلاً، ويكون أمام قائمة وضعها، تظل بالنسبة إليه أكثر تحديداً في الأولوية التي يمكن أن يدركها في تلك السن.
يقول: "كطفل، كان لديَّ هاجس يتعلّق بالحيوانات التي تم اصطيادها لتنقرض من قبل شخص/أشخاص ما، مثل حيوان الثيلسين (ويسمى أيضاً بنمر تسمانيا أو ذئب تسمانيا، ينتمي لأستراليا ولغينيا ولتسمانيا. انقرضت الثيلسين في القرن العشرين. ذو حجم كبير وهو مخلوق ذو شعر قصير وذيل يشبه ذيل الكلب ينسدل الذيل من الجسم كما في الكنغر، وقد شبّهه كثير من المواطنين قديماً بالضباع وذلك لسلوكه غير الطبيعي، تميّز الثيلسين بالخطوط السوداء على الظهر والجزء الخلفي من الجسم وعلى الذيل ولهذا أطلق عليه لقب "الببر" يبلغ عدد تلك الخطوط نحو 21-23 خطاً، وتبدو تلك الخطوط أكثر وضوحاً في الثيلسين حديثي الولادة والصغار حيث تتلاشى تلك الخطوط مع التقدم في السن. يتراوح طول الثيلسين البالغ بين 100-130 سم بالإضافة إلى ذيله بطول 50-65 سم. كانت أكبر عينة بطول 290 سم من الأنف حتى نهاية الذيل. يصل ارتفاع الثيلسين البالغ 60 سم، ويتراوح وزنه بين 20-30 كيلوغراماً، وهناك اختلاف بسيط في الحجم بين الجنسين حيث الذكر أكبر من الأنثى)، والحمام المهاجر، والموا (طائر بعشرة أنواع فردية وهو من الطيور التي لا تطير ويعيش في نيوزيلندا. أكبر جنسين له هما من نوع، Dinornis robustus و Dinornis novaezelandiae، ويصل طولهما إلى 3,6 أمتار، نحو 12 قدماً، ويزن 250 غراماً. تصنف طيور الموا من جنس النعاميات، والسلالات العشر له لا تمتلك أجنحة، وهي تفتقر الأجنحة الصغيرة التي تمتلكها النعامة، وكانت هذه الطيور هي المهيمنة في البيئة الطبيعية لنيوزيلند)، والكواجا (حمار وحشي منقرض منذ العام 1883 من حُمُر جنوب إفريقيا شبيه بحمار الزرد. وقد وجد مرة بأعداد هائلة في إقليم كيب بجنوب إفريقيا. والمرة الوحيدة التي صوّر فيها الكواجا وهو على قيد الحياة كانت في حديقة حيوانات لندن بمنتزه ريجينت في لندن).
أتذكر أنني كنت أبحث عن الصور وأمعن التفكير قائلاً: "لا يهم إلى أين أذهب، بغض النظر عن المدى الذي أقطعه سفراً، فلن أرى هذه الحيوانات على قيد الحياة في البرية".
في مايو/ أيار الماضي، افتتح دي كابريو مزاداً خيرياً في دار كريستيز لجمع مبالغ كبيرة، أخذاً بهذه المهمة إلى أبعد من ذلك. قبل المزاد، اجتمع مع والتون فورد في مُحترَفه بمانهاتن ليرى إلى أين وصلت اللوحة التي يشتغل عليها وخصصت للمزاد الخيري الذي تقيمه المؤسسة.
حبهم للحيوانات، افتتانهم بالتاريخ الطبيعي واحترامهم للقفزات التي تتحقق على الأرض؛ ومع شخص فصيح اللسان مثل فورد يمكن أن يظهر انبهار بالكلام في ثنايا تلك الفصاحة. "مقتصر على البشر"، عنوان لوحة مائية بارتفاع مترين لإنسان الغاب يتأرجح على فرعٍ كامرأة عارية تتمشّى، مع اثنين آخرين من فصيلة إنسان الغاب، ومدينة تحترق في الخلفية. اللوحة عمل مطابق لموهبة فورد. لوحة كبيرة الحجم؛ لذا يتطلب تنفيذها بلوغ حافة القدرات والإمكانات: تحقيق عمل بهذا الحجم من الناحية التقنية يعد إنجازاً غير عادي، ناهيك عن الجمال والدقة الواضحة في الصورة. انه يبث المتطلبات التقنية الملحّة باعتبارها تحدياً لنفسه "ما يأتي سهلاً، اجعله يأتي صعباً".
اللوحة المذكورة هي استكشاف للتبادل بين الإنسان والممالك الحيوانية، استكشاف يبدو مناسباً بشكل فريد، وخصوصاً لهذا النوع من المزادات.
ثمة قواسم مشتركة بين الفنانيْن، أهمها الالتقاء في العالم الطبيعي وقضاياه.
يعمد فورد إلى تخطيط ما سيقوم بتشكيله في الورقة الضخمة تلك، من المقدّر للتخطيط أن يكون نمراً، ولكن هذه المرة من خلال أسطورة فيتنامية. بعد كلام طويل يصف فورد العمل الآخر بأنه تقريب للتصورات التي لدى الحيوان، وسيكون عنوانه "الحيوان يتصوّر".
يقول فورد: "عندما بدأ دي كابريو يتحدث معي عن الحيوانات حضر كل ذلك في وقت واحد؛ إنه حقاً يملك رأساً مشدودة تتلمس الطرق المؤدية إلى كيفية الحفاظ على تلك الحيوانات". وهذا هو سبب إدخاله هذا العمل للبيع في المزاد.
في الجلسة نفسها، يعتقد فورد أن متحف التاريخ الطبيعي في نيويورك، يعرض صوراً خاصة واستثنائية، بعضها من أروع ما رسم من مناظر طبيعية. سترون هناك التحنيط، والنحت "هو واحد من الأشياء العظيمة في العالم".
لويك غوزير أخصائي الفن في دار كريستيز الذي تعاون مع دي كابريو لإقامة المزاد هو من سيتولى إدارته لقد عملا معاً في الاعتناء بما تجمّع لديهما. "الاختيارات نمَتْ عضوياً. كانت مزيجاً من ذوق ليو وطعمي - لم نتفق على كل شيء في البداية ولكن من خلال العملية، أعتقد أننا نجحنا في إقناع بعضنا بعضاً بجميع الفنانين.