وزّعت وكالة الأنباء (د ب أ) أمس صوراً لخمسة أفغان، أربعة منهم فوق الستين، يجلسون على سرير واحد، وهم يرفعون أيديهم اليسرى الملفوفة بالشاش.
هؤلاء الخمسة بلحاهم الطويلة البيضاء، كانوا من ضمن أحد عشر شخصاً، ألقت طالبان القبض عليهم وقطعت أصابع أيديهم اليسرى، لأنها تحمل الحبر المستخدم في لجان الانتخابات، دلالة على مشاركتهم في جولة الإعادة السبت الماضي، لانتخاب رئيس جديد لأفغانستان.
جماعة طالبان وأشباهها، لا تملك فكراً ولا مشروعاً ولا هدفاً واضحاً في الحياة. وكل ما ترتكبه من أخطاء وفظائع واستباحة للدماء، يعيد إلى ذاكرة المسلمين ما كانوا يقرأونه في كتب التاريخ في القرن الأول والثاني الهجري، من فئة الخوارج، الذين كانوا يقرأون القرآن فلا يجاوز تراقيهم، بتعبير الحديث النبوي. وكانوا نبتاً شيطانياً ابتليت به الأمة في عهد الإمام علي (ع)، حيث تنبأ لهم بأن يكون آخرهم «لصوصاً سلابين»، وكانوا أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في اختطاف التجربة الإسلامية وتحويلها إلى ملك عضوض.
الصور تثير في نفسك الكثير من المشاعر المتضاربة، لا تدري أتضحك أم تبكي، وأنت تشاهد صور هؤلاء الشيوخ الذين ترتسم على وجوههم المنهكة علامات الاستسلام، وتتخيّل نفسك إلى جوارهم لتسألهم عمّا يشعرون، وبم يفكّرون، وكيف ينظرون إلى من قطع أصابعهم دون جناية أو سرقة أو ذنب.
هذه المدرسة الشاذة المتشدّدة، التي تستهين بدم المسلم وعرضه وماله، خلافاً لوصايا الرسول (ص) الخالدة في خطبة الوداع، وتقوم بكل ذلك باسم الإسلام. وقد رأينا نظائرها وامتداداتها في الجزائر ومالي والصومال، والعراق واليمن والشام، وآخرها «داعش» التي أثارت هذه الزوبعة في العراق.
العراق ظلّ ينزف لأكثر من ثلاثين عاماً تحت حكم النظام الدكتاتوري السابق، واستمر نزفه بوتيرة اكبر بعد سقوطه، بسبب تحالف بقايا النظام مع الحركات التكفيرية التي استدرجت إلى العراق، كما كان يقضي المخطط الأميركي بداية الغزو. وهو ليس سراً مجهولاً، وإنما كان حديثاً يتبجح به أقطاب إدارة جورج بوش الابن، من اليمين المتطرف، حيث كانوا يصفون العراق بالثقب الأسود لجذب الإرهابيين من كافة البلدان. وهو ما تسبب في إطالة أمد معاناة العراقيين وقتل مئات الآلاف، وأوقعهم بين مطرقتي الإرهاب والاحتلال.
في الأزمة السورية، ظلّت هذه القوى تحظى بدعم ومباركة بعض بلدان المنطقة، حتى حدث التحول ضدها مطلع هذا العام، وإعلانها منظمات إرهابية. حتى النواب المتحمّسين لنصرتها وجمعوا الأموال لصالحها، اضطروا لتبديل جلدهم وأعلنوها جماعةً مارقة. لكن مع الغزوة الجديدة على العراق، يعودون لإعلان تضامنهم معها. فهؤلاء النواب المتخلّعون، ضد «داعش» في الشام، ومعها في العراق.
أحد النواب الكويتيين السلفيين، من ذات السنخ، كتب في «تويتر» يوم «غزوة الموصل» مبتهجاً، بأنه حلم بصدّام قبل 300 يوم، وبشره بعوته إلى حكم العراق، وسأل: بماذا تفسّرون الحلم؟ ولم يوفره الجمهور من تعليقاته اللاذعة، فالحلم يعرّي صاحبه ويكشف طواياه، والجمهور يحتقر نائباً تافهاً يتمنّى في باطنه عودة دكتاتورٍ إلى الحياة، غزا بلده قبل خمسة وعشرين عاماً، وشرّد شعبه وحوّلهم إلى لاجئين ستة أشهر، وأحرق مئات الآبار النفطية وترك جروحاً غائرة في نفوس الكويتيين لن ينسوها لأجيال.
الفكر الشاذ الذي يقطع أصابع الشيوخ الأفغان لمشاركتهم في انتخاب رئيسهم، هو الذي يحلم بعودة طاغية العراق.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4300 - الأحد 15 يونيو 2014م الموافق 17 شعبان 1435هـ
جنكيز خان تلميذ في مدرسة الدواعش
لقد فاق القوم كل جرائم وفظاعات المغول...المغول بكل ما سطروه من سجل اسود دامي ..لو بعثوا اليوم لاستحوا وماتو من الخجل لما تقترف ايدي الدواعش من الفظاعات... ايام المغول الكل من المسلمين تعرض لظلمهم وجرائمهم...اما اليوم فالدواعش جناة مجرمون..محترفون، يذبحون باسم المقدسات واسم الله..والمصيبة انهم يتلقون كل الدعم من حكام المنطقة وتهويل اعلامي لا لتقبيح جرائمهم بل استحسانها للمزيد من القاء الخوف والرعب في قلوب الامنين.
الدواعش اساتذة المغول يا سيد قاسم وقد منحوا الشهادة العليا من الحكام
حقد وغباء مستحكم
هؤلاء الاغبياء سيكونون من اوائل من يقضي عليهم داعش. وكما حدث للطبطبائي الذي هددوه بقطع رأسه. لكن الجماعة مغفلين جداً.
موجودون لدينا في بلدنا
اتباع القاعدة والدواعش موجودن هنا في البحرين وقد رأينا قبل ايام بعض الشعارات على السيارات والتعليقات التي بجريدتكم الموقرة ايضا تدلل على وجود عدد من الدواعش واتباع القاعدة في البحرين مسكوت عنهم لاهداف سياسية
الجهل فيهم وفي داعميهم والمتعاطفين معاهم
في الخليج كثر من داعمي طالبان وداعش ويملكون نفس الفكر المتخلّف
شكرا أيها الكاتب
سلمت يداك... مقال رائع
حتما سيسقط هذا المشروع الدموي
كما سقط المشروع التكفيري التخريبي في سوريا سيسقط في العراق وبسرعة اكبر. ولينعق الناعقون.
لم يسقط بعد في سوريا
مع الأسف يا أخي لم يسقط بعد ، لا زالت داعش الارهابية تسيطر في سوريا على كامل محافظة الرقة و أجزاء كبيرة من محافظات دير الزور و حلب والحسكة ، هذا غير سيطرة المعارضات الأخرى ( كالجيش الحر ) على أجزاء واسعة من محافظات إدلب ودرعا و حماة وحتى داخل محافظة دمشق ( كمدينتي دوما وحرستا في الغوطة الشرقية ) ، . . . . يبدوا لي أن المعركة ستطول قليلا مع هؤلاء ، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح ، و باطلهم سيذهب ولو بعد حين وينتصرر الحق .
هذه هي حقيقتهم
وبعضهم عامل نواب ويطلعون ارهابيين في حقيقتهم
الفكر الضال
الانسان مطية فكره. عندما يكتشف ظلاله(اذا) يكون متأخراً. كاتب مقال في احدي الصحف المحلية كان يثير النخوة لمساعدة الجهاديين في الشام. اخيرا و بعد نشر نواياهم للهجوم علي الدول الخليجية، كتب ضدهم. لم بتعظ و لم يتعلم من تجربته. قبل ايام كتب يمدح المهاجمين في الموصل بينما اهل المدينة يهربون. لوعرف المجنون بجنونه لعقل.
الفكر الجاهلي غلف بالدين فسلب الدين روحه
القرآن لم تطال نصوصه التحريف وهو الثقل الاكبر و لكن طال تأويله ليزيف الفهم و يزداد السوء مع الاحايث المنسوب للنبي تؤل بمزاج رجل الدين او المدعين انهم قائمين عليها هذا كله جعل من الدين اسير الأهواء