قالت وزارة التربية والتعليم إنها ضمَّنت كتب التربية للمواطنة القيم الوطنية والحضارية الإنسانية، وأنه تم بناء المناهج وفق أسس تأخذ في الاعتبار مختلف التحولات الدولية والإقليمية والمحلية، كما تمّ إدماج المواثيق الدولية في منهج التربية للمواطنة، وتعزيز المنهج بالقوانين الداعمة لحقوق الطفل ومراعاة مبادئ المواطنة.

ونوهت إلى «الوسط» أنها قامت بعقد شراكات خارجية لتعزيز تعليم المواطنة وحقوق الإنسان، من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع مكتب التربية الدولي التابع إلى اليونسكو تمتد من 2012 إلى 2017 من أجل تقديم استشارات تربوية وعقد برامج تدريبية وغيرها من الأنشطة الداعمة والتي من شأنها خلق بيئة تربوية نتاجها مواطن صالح ينبذ العنف والإرهاب ويدعم التسامح والسلام والأمن في نطاق تقبل الآخر والعيش معه تحت راية الوطن الواحد.

وأكدت حرصها على تعزيز الصورة الإيجابية عن مملكة البحرين، وتعزيز القيم الأساسية التي يتمتع بها الشعب البحريني كالتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتعصب، وذلك عن طريق تطوير وتعزيز تعليم المواطنة وحقوق الإنسان والتربية عليهما كأولوية مطلقة، تتجلى في تحولهما من مادة دراسية مدعومة بمفاهيم وقيم مواطنية مبثوثة في عدد من المواد الأخرى إلى خيار جوهري، يجعلها ضمن المحاور الأفقية وباعتبارهما ممارسة يومية مستمرة، في نطاق المدرسة ككل، ومهمة موكولة لجميع العاملين فيها، لذلك عملت إدارة المناهج على نشر هذه القيم وبثّها داخل مناهجها ومقرراتها وكراسات الأنشطة والأدلة والمساقات الإثرائية، وبرامج تنمية القدرات المهنية التي قامت بوضعها، لتكون بذلك أحد المبادئ التي ترتكز عليها جميع المناهج الدراسية، وتحديداً التربية على المواطنة وحقوق الإنسان.

وتطرقت الوزارة إلى جهودها في مجال نشر وتعليم المواطنة وحقوق الإنسان في الوسط المدرسي، على عدد من المستويات، وهي: مستوى المناهج الدراسية من خلال وضع الخطوط العريضة للمنهج الوطني كقاعدة تربوية وتعليمية تنبني عليها الأطر التوجيهية لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، ولمجالات التعليم المختلفة، وصولاً إلى المقررات الدراسية الخاصة بكل مادة، ومن بينها الإطار التوجيهي للتربية للمواطنة وحقوق الإنسان، وهندسة البرنامج الدراسي لمختلف المراحل والصفوف التعليمية في المدارس الحكومية والخاصة بمملكة البحرين، كما ذكرت أنها وفي هذا الإطار اتجهت إلى وضع مناهج موحدة لرياض الأطفال بمملكة البحرين.

أما فيما يتعلق بمستوى الكتب المدرسية فقد ذكرت الوزارة أنها ومع بداية سنة 2005م قامت بوضع كتب مدرسية خاصة بتعليم المواطنة وحقوق الإنسان في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي تغطي كامل الصفوف ضمن مادة مدرسية مستقلة بذاته ، كما أنشأت وحدة مستقلة لهذه المادة داخل إدارة المناهج، فيما لفتت إلى أنه وعلى مستوى كراسات الأنشط تم وضع كراسة للأنشطة في التعليم الثانوي بعنوان: «التربية للمواطنة وحقوق الإنسان للمرحلة الثانوية، في حين أشارت إلى جهود متعلقة بمستوى الأدلة لحلقات التعليم الأساسي، منوهة إلى أنه الآن في طور المراجعة والطباعة وجهود في مستوى المساقات الإثرائية وأخرى على مستوى الدورات التدريبية والشركات الدولية والخارجية.

وفيما يتعلق بالرؤية المستقبلية لوزارة التربية والتعليم في نشر ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان في الوسط المدرسي، فقد أوضحت أن رؤيتها تشتمل على عدد من النقاط، وهي مشروع خطة استراتيجية للتربية على حقوق الإنسان والمواطنة داخل الوسط المدرسي والتي نوهت إلى أنها تتفرع إلى أربعة عناصر كبرى، هي: إدماج القيم والمفاهيم والمهارات المستوجبة عند بناء المناهج الدراسية والكتب المدرسية، تدريب المدربين في مجال إدماج حقوق الإنسان/ الطفل في المناهج الدراسية والكتب المدرسية، وحقوق الإنسان والبيئة التعليمية، ومتطلبات نجاح الخطة.

وذكرت أن أهم هذه القيم تتمثل في التفكير النقدي، الحرية، ونبذ العنف والعنصرية، والمسئولية، والاحتياجات الخاصة، ونبذ التمييز على أي أساس كان، والتسامح الديني والسياسي، ومقاومة الصور النمطية للمرأة، والسلام، والتضامن.

وواصلت أن لدى الوزارة مشروعاً حول الميثاق التربوي في الوسط المدرسي، موضحة أنه يعمل على ضبط وتحديد منظومة القيم التي تحكم الوسط المدرسي، والتي تشتق من توافقات المجتمع على الصعيد الديني والأخلاقي والاجتماعي، من حيث هي قائمة على سلوكيات تتجلّى في الحوار والتسامح واحترام الآخر، والقبول بالاختلاف، ونبذ العنف، تشجّع هذه القيم روح المبادرة والتعاون، وتجعل القاسم المشترك بين الأطراف التمسك بالوطنية والعمل بروح المواطنة فضلا عن خطة لنشر ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان والعيش المشترك في الوسط المدرسي من خلال اتخاذ إجراءات مؤسسية لتفعيل الهيئات الممثلة داخل الوسط المدرسي، وبرمجة أنشطة تدريبية للغرض تدور حول التثقيف السياسي والمدني وآليات التصدي للعنف، إلى جانب تدشين أنشطة لتعليم المواطنة وحقوق الإنسان في رياض الأطفال: وتتمثل مجالات هذه الأنشطة في مجال بناء قواعد العيش المشترك والتي تحتوي على لوحة قواعد السلوك ولوحة توزيع المسئوليات، ومجال بناء القيم التي تحتوي بدورها على العلاقة مع الآخر المختلف، وتعزيز الصورة الإيجابية للوطن والاعتزاز بالهوية الوطنية، فضلاً عن مشروع الإطار التوجيهي للتربية للمواطنة وحقوق الإنسان وهندسة البرنامج الدراسي لمختلف المراحل والصفوف التعليمية في المدارس الحكومية والخاصة بمملكة البحرين والذي ينبني إطارها التوجيهي على عدد من القيم والمبادئ كالعيش المشترك، دولة القانون، تكافؤ الفرص والديمقراطية.