العدد 4299 - السبت 14 يونيو 2014م الموافق 16 شعبان 1435هـ

شبح التزوير يخيم على الانتخابات الرئاسية في افغانستان

تستمر اليوم الأحد (15 يونيو / حزيران 2014) في افغانستان عملية فرز اصوات الناخبين غداة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي اعتبرت بمثابة نجاح، وسط مخاوف من تزوير قد يثير غضب المرشحين وانصارهما.

والموضوع شائك لان قبول انصار المرشحين او عدم قبولهم نتائج فرز الاصوات سيتوقف على تسوية مسالة التزوير.
واشار المرشح عبد الله عبد الله خصوصا الى اتهامات تستهدف ضياء الحق امرخيل امين سر مفوضية الانتخابات المستقلة التي نظمت قافلة لنقل صناديق الاقتراع التي لم تستخدم من مقر المفوضية الى كابول.
وقال عبد الله ان "امين السر ضبط ويده في الكيس، نريد تحقيقا. نريد اقالته من مهامه".
واكد ايضا ان رقم ال7 ملايين ناخب الذين شاركوا في تصويت السبت خاطىء على الارجح.
وعبد الله عبد الله الذي انسحب من الانتخابات السابقة في 2009 بسبب عمليات تزوير وترك الفوز لحميد كرزاي بحكم الامر الواقع، يعتزم هذه المرة الضغط على السلطات الانتخابية.
وهذا الموقف الهجومي لا يطمئن المراقبين الدوليين مثل الامم المتحدة التي تخشى ان تؤدي مثل هذه الاتهامات الى تعقيد العملية الانتقالية الديموقراطية.
وقد حذر المرشحان، عبد الله عبد الله الناطق السابق باسم القائد احمد شاه مسعود والاقتصادي اشرف غني، مساء السبت من التزوير وتحدثا عن رصد حالات واضحة.
ويتوقع صدور النتائج الاولى في الثاني من تموز/يوليو على ان تعلن اللجنة الانتخابية المستقلة اسم الرئيس الجديد في 22 تموز/يوليو اذا لم يتسبب النظر في الطعون في تأخير ذلك الموعد.
وعادة ما تتحول نتيجة الانتخابات وقبولها من الطرف الاخر والافغان بشكل عام، الى قضية مركزية بعد جولة ثانية اعتبرت ناجحة رغم اعمال عنف ارتكبها مقاتلو طالبان واسفرت عن سقوط اكثر من خمسين قتيلا وفق حصيلة جديدة الاحد.
والسبت، بعد اغلاق مراكز الاقتراع، اسفرت قنبلة محلية الصنع عن مقتل 11 شخصا في شمال افغانستان، بينهم موظفون انتخابيون كانوا عائدين الى منازلهم بعد انتهاء التصويت.
في موازاة ذلك، قتلت القوات الافغانية نحو سبعين من طالبان بحسب السلطات.
وقالت كايت كلارك من مجموعة الابحاث حول افغانستان "افغانستان اناليستز نتوورك" ان "الاقتراع فقط مرحلة من الانتخابات وما زالت هناك امور كثيرة اخرى قد تتغير".
واضافت انه "اذا كانت النتيجة بفارق ضئيل ويبدو التزوير كبيرا ويريد احد المرشحين اثارة صعوبات فان ذلك قد يأخذ اسابيع وربما اكثر".
واوضحت ان مفتاح عملية انتخابية سليمة في افغانستان يكمن في مشاركة كبيرة وفارق ملموس بين المرشحين. وقالت "اذا توفر هذان المعياران فيمكن ان نعول على نهاية انتخابات هادئة".
لكن جواد كوهستاني الخبير المستقل في السياسة الافغانية اعتبر ان "فرق الحملات ستحاول التاثير في عملية فرز الاصوات".
والاحد اعلن الناطق باسم اللجنة محمد نادر محسني ان "اللجنة سجلت حوالى 275 طعنا".
وقال محسني انه في بعض الحالات "أرغم انصار المرشحين الناخبين على التصويت لمرشحهم"، مؤكدا ان بعضهم اشتروا الاصوات بالمال.
واوضح ان مهلة تقديم الطعون ستستمر حتى ظهر الاثنين على ان تستمر اللجنة الانتخابية في دراسة الملفات طيلة عشرة ايام.
من جانب المجتمع الدولي، تتنامى مخاوف من اخفاق هذه العملية الانتخابية الطويلة جدا التي نظمت جولتها الاولى في الخامس من نيسان/ابريل. وصرح نيكولاس هايسون مساعد ممثل بعثة الامم المتحدة في افغانستان للصحافيين السبت "دعونا كلا من المرشحين الى ان يتصرفا كرجلي دولة وليس فقط كمرشحين متنافسين".
من جهته، اشاد البيت الابيض بالانتخابات معتبرا انها "مرحلة مهمة" نحو الديموقراطية، لكنه اكد ان "عمل اللجنة الانتخابية في الاسابيع المقبلة سيكون مهما في شكل خاص".
ويتولى الرئيس الافغاني الجديد مهامه في الثاني من اب/اغسطس وستطرح عليه قضية ساخنة تتمثل في التوقيع على المعاهدة الامنية الثنائية مع واشنطن التي من شانها ان تسمح بابقاء قوات اميركية قوامها عشرة الاف رجل بعد رحيل الخمسين الفا من جنود الحلف الاطلسي نهاية 2014.
وقد رفض الرئيس كرزاي حتى الان التوقيع على تلك المعاهدة، لكن اشرف غني وعبد الله عبد الله قالا انهما على استعداد لتوقيعها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً