اتسعت دائرة القتال بين الجيش العراقي وراديكاليين من المسلمين السنة اليوم الأحد لتطال مركزا جديدا في شمال العراق، في الوقت الذي نفى فيه علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نورى المالكي ما تردد عن وجود قيادات أو قوات من الحرس الثوري الإيراني تعمل علي دعم الجيش العراقي للحيلولة دون سقوط العاصمة العراقية بغداد بيد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" كغيرها من المدن العراقية.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة ومقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الذين حاولوا السيطرة على بلدة تلعفر غربي مدينة الموصل التي يسيطر عليها المتمردون. وقتل 18 شخصا على الأقل من عناصر داعش فيما تم تدمير خمس آليات مدرعة خاصة بتلك الجماعة السنية المتطرفة أثناء القتال، بحسب ما نقله موقع شفق نيوز عن مسؤول أمني. لكن داعش زعم أنه أجبر " الالاف " من قوات الحكومة على الفرار وأنه سيطر على إحدى مناطق البلدة.في غضون ذلك، نفي علي الموسوي في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ما نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية عن أن أكثر من ألفي متطوع من القوات الإيرانية دخلوا العراق لتعزيز جيش المالكي، ووصف ذلك بـ "الأكاذيب".
وقال الموسوي : "هذا الحديث كاذب ويراد منه تشويه المواجهة بين العراقيين ككل وبين المتطرفين الإرهابيين كداعش ومن على شاكلتها .. هذا الحديث يراد به تشويه المعركة ويعطيها أبعاد آخري غير أبعادها الحقيقية ".ووصف الموسوي الوضع الراهن بكونه مؤامرة علي العراق لا شخص رئيس الوزراء نورى المالكي، قائلا إنها "مؤامرة على وجود العراق كدولة ..هؤلاء الإرهابيون أعلنوا أهدافهم بصراحة ولديهم خرائط رسموها ولوائح فيما يتعلق بأسس وقواعد لحكمهم نشروها فيما يعرف بوثيقة المدينة فيما يتعلق بهدم المزارات وملابس النساء والآن الجميع يري بالموصل الإعدامات الجماعية وعقوبة الجلد والمحاكم الشرعية ".
وكان ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" قد أصدر قبل يومين ما سماه بـ"وثيقة المدينة" في نينوى ونشرت بعدد من الصحف العراقية، دعا فيها إلى هدم المزارات الدينية ووجوب احتشام النساء ومهاجمة الجماعات والفصائل المسلحة مهما كانت مسمياتها وتحريم التدخين والخمر والمخدرات. كما اعتبر التنظيم العمل مع الحكومة وفي صفوف الجيش والشرطة "عمالة وردة يقتل أصحابها"، مؤكدا أن باب التوبة مفتوح وأنه قد تم تخصيص أماكن لاستقبال التائبين.كما نشر داعش مساء أمس السبت وصباح اليوم الأحد في عدة مواقع إعلامية تعني بأخبار التنظيمات الجهادية مجموعة من الصور التي تظهر إعدام مقاتليه لعشرات الجنود العراقيين في محافظة صلاح الدين.وانتقد المستشار الإعلامي نهج بعض وسائل الإعلام العربي في التعاطي مع المشهد الراهن بالعراق من حيث الخطأ والخلط في توصيف تلك التنظيمات المسلحة بكونها ثورية لا إرهابية، محذرا من أن عاقبة ذلك ستكون وخيمة على الجميع.
وتسبب القتال بالعراق في نزوح نحو 800 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة. وذكرت الولايات المتحدة أمس السبت أنها أرسلت حاملة طائرات إلى منطقة الخليج. وتم سحب جميع القوات الأمريكية من العراق أواخر 2011 بعد احتلال دام ثماني سنوات عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.