على غرار الكثير من النيجيريين سيتابع دانلامي معازو مونديال 2014 في بيته على شاشة التلفزيون، وليس في الاماكن العامة خوفا من هجمات محتملة لجماعة بوكو حرام الاسلامية.
لذلك وقف ضمن حشد لدى الموردين المحليين لاجهزة فك تشفير الاقمار الصناعية للتأكد من الحصول على احدها، على غرار المئات من سكان كانو العاصمة التجارية لشمال نيجيريا.
شرح دانلامي: "انا هنا منذ 3 ساعات كي اتمكن من مشاهدة المباريات في منزلي لانه ليس ممتعا ابدا الذهاب الى الاماكن المهددة من قبل بوكو حرام".
مخاوف معازو تستند الى وقائع: "أطلقت بوكو حرام، المجموعة المسلحة بشدة، حركة تمرد دامية في شمال البلاد منذ خمس سنوات، واستهدفت سابقا عشاق كرة القدم".
عدة هجمات قاتلة استهدفت عشاق اللعبة في الاسابيع الماضية. قتل في جوس (وسط) ثلاثة مشجعين جاؤوا لمتابعة نهائي دوري ابطال اوروبا في انفجار قنبلة خارج مركز للنقل.
في نيسان/ابريل قتل اعضاء مفترض انضمامهم الى بوكو حرام شخصين ارادوا متابعة ربع نهائي دوري ابطال اوروبا في بوتيسزكوم (شمال-شرق).
خسر اربعون شخصا حياتهم هذا الشهر في انفجار داخل ملعب لكرة القدم بعد مباراة في مدينة موبي الصغيرة، واتجهت الاتهامات مجددا صوب بوكو حرام.
هذا الاسبوع، دفعت الاتهامات مسؤولي ولاية أداماوا (شمال-شرق) الى اغلاق الامكنة العامة الناقلة لمباريات كرة القدم.
نعمة لبائعي الشاشات
في عدة اشرطة فيديو اعتبر زعيم بوكو حرام أبوبكر شيكاو كرة القدم والموسيقى مؤامرات غربية لابعاد المسلمين عن دينهم ودعا الى اقفال قاعات بث المباريات.
وتباحثت شرطة كانو مؤخرا مع مسؤولي نقابات مسيري الصالات لتعزيز الامن بغية تفادي الهجمات: "لقد اعطيناهم امورا اساسية. وضعنا قواتنا بحال تأهب مرتفع واجهزة مخابراتنا تراقب مراكز النقل خلال المباريات"، بحسب ما ذكر ماغاجي ماجيا المتحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس.
برغم هذه الضمانات لا يثق عشاق "النسور الممتازة" بالوضع الامني، ما رفع مبيع شاشات التلفاز بشكل كبير. قال احد الموزعين: "ارتفعت مبيعاتنا بنسبة 400%".
مساء الخميس لم يكن هناك جموع كبيرة في مراكز نقل المباريات في كانو لمشاهدة المباريات الافتتاحية بين البرازيل وكرواتيا (3-1).
قال صافيانو ناسيرو وهو احد وكلاء المركز: "كانت نسبة الحضور أقل بنحو 35% من المعتاد لان الناس خائفة. هذا مؤشر باننا ندخل في موسم أعمال سيء".
حتى الشجعان الذين انتقلوا لمتابعة المباراة في مكان عام كانوا عصبيين بعض الشيء. قال عبد القادر اماني وهو عاشق للعبة: "شاهدت المباراة في حديقة مفتوحة بقلق كبير. اخترت هذه الحديقة عن قصد، لانه سيكون بمقدوري الهرب بسهولة بحال وقوع اي هجمات، لكني لم استمتع في الواقع وكنت منزعجا".
في المتجر، قام جميلو أحمد بتجديد اشتراكه لان المشاهدة على شاشة عملاقة لا توازي فقدان حياته: "لا نعيش مرتين".
ووقعت نيجيريا في مجموعة سادسة تضم الارجنتين والبوسنة والهرسك وايران ونيجيريا.