سيكون جواد نيكونام القائد الملهم لمنتخب ايران الذي يشارك للمرة الرابعة في تاريخه في نهائيات كأس العالم من دون ان يترك اي بصمة باستثناء فوزه "السياسي" على الولايات المتحدة في نهائيات مونديال 1998 في فرنسا.
فبالاضافة الى الصعوبات التي واجهها منتخب "ميلي" خلال استعداداته للعرس الكروي بسبب العقوبات التي طالت ايران بسبب برنامجها النووي، لم ترحمه القرعة فاوقعته في مجموعة صعبة الى جانب الارجنتين والبوسنة الهرسك ونيجيريا بطلة افريقيا.
وفي هذه الظروف ستكون خبرة نيكونام (33 عاما) في غاية الاهمية لكي يتحاشى فريقه فشلا جديدا في النهائيات حيث لم يتمكن في تخطي الدور الاربع في ثلاث مشاركات حتى الان. وعلى الرغم من ان مدرب ايران البرتغالي كارلوس كيروش فتح المجال امام لاعبين يحملون جنسية اخرى للانضمام الى الفريق، لكن نيكونام يبقى المرجع في الفريق بفضل الخبرة التي جناها في الملاعب الاوروبية.
فقد بنى نيكونام خبرته في صفوف اوساسونا الاسباني في الدرجة الاولى على مدى ست سنوات من 2006 الى 2012، واقنع انصار منتخب ايران بعد ان كانوا غير مقتنعين تماما بموهبته وكان افضل هداف لفريقه في التصفيات المؤهلة الى البرازيل برصيد 6 اهداف.
ويستطيع نيكونام شغل مركز لاعب الوسط الدفاعي حيث يقوم بالتصدي لهجمات المنتخب المنافس وحماية رباعي خط الدفاع، لكن ذلك لا يمنعه من التقدم وتسجيل الاهداف خصوصا بانه اختصاصي في تنفيذ الركلات الثابتة لامتلاكه تسديدات صاروخية متقنة.
لكن نيكونام كسب شهرة كبيرة بفضل حركة تحمل معاني رمزية وسياسية. ففي 17 حزيران/يونيو عام 2009، لم يتردد الى جانب لاعبين اخرين في صفوف المنتخب في وضع شارة خضراء ليؤكد دعمه لترشيح المعتدل مير حسين موسوي الى رئاسة ايران في الوقت التي كانت فيه 10 الاف من الايرانيين يتظاهرون لعدم التجديد للرئيس محمود احمد نجاد على خلفية اعمال رشوة.
وعام 2013 ووسط ضغط من الاتحاد الايراني، رفض عرضا مغريا من ناد امارتي هو الشارقة وذلك لان الدوري الاماراتي بات يحمل اسم "بطولة الخليج العربي" وهي تسمية مرفوضة تماما من قبل الايرانيين المتمسكين بتسمية الخليج الفارسي والمعترف بها من قبل الامم المتحدة.
وقال نيكونام في وقتها "الاموال لا قيمة لها اذا ما كان علي الخيار بينها وبين بلادي. لم يجبرني احد على رفض هذا العرض، قمت بذلك من تلقاء نفسي".
ساهمت الحادثتان في تعزيز سمعة نيكونام في بلاده وهو سيشارك في النهائيات العالمية للمرة الثانية في مسيرته بعد مونديال 2006 حيث مني فريقه بهزيمتين وتعادل مرة واحدة.
ويقول نيكونام "خضنا تصفيات في غاية الصعوبة ونجحنا في نهايتها في التأهل الى العرس الكروي. ندرك تماما بان مهمتنا لن تكون سهلة في مجموعة صعبة، لكننا سنبذل قصارى جهودنا لكي نجعل الشعب الايراني فخورا بما نحققه".