لم أكن أتوقع أن تكون ردود فعل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري سيب بلاتر بهذا الحجم وهذا المستوى من الانفعال وهو يرد على الصحافة الانجليزية ويتهمها بأن وراء حملتها على تنظيم الدولة العربية الخليجية الصغيرة قطر مونديال 2022 دوافع عنصرية بحته، وان كل اتهاماتها برشوة «الفيفا» وأعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي هي اتهامات باطلة لا تستند على وثائق او مستندات، ولكنها تبحث عن مصلحة كيانها الانجليزي وأحلامها الوردية في ان تكون البلد الرسمي لتنظيم نهائيات كأس العالم 2022.

فالعالم اليوم أصبح اصغر بكثير من اي وقت سابق وأصبحت لغة الاتصال هي اللغة الرسمية، واصبحت المصالح تلعب دورا واضحا في كل قرار رياضي يتخذ بشأن تنظيم هذا الحدث الكروي العالمي الذي يعد الأبرز والأضخم ولا يضاهيه سوى دورة الألعاب الاولمبية الصيفية. كما وان رئيس «الفيفا» والمكتب التنفيذي للاتحاد لم يتخذ قراره بتنظيم قطر للمونديال بصورة اعتباطية، بل على العكس فهم يراعون مصالحهم وأصوات دول قارة آسيا وإفريقيا بالدرجة الأولى لكون دول اوروبا تريد ان تستحوذ على تنظيم جميع البطولات العالمية المهمة التي يكون لها عائد مالي وفير، في حين تعطي دول قارتي آسيا وإفريقيا الفتات من الخبز؛ لان دولهم فقيرة ومتواضعة المستوى وليس من بينهم من الدول الخمس العظام.

تأكيد بلاتر على رغبته بتجديد رئاسته لولاية خامسة مثلت لطمة قوية لأعدائه في دول أوروبا، وتأكيده على أن قطر ستنظم مونديال 2022 ضربة موجعة في وجه الانجليز والحرس القديم، وعلينا نحن العرب أن نستفيد من هذه الدروس ونتعلم جيدا بأن هناك من لا يتمنى الخير لنا او لدولنا الإسلامية العربية.