لقد انزاح الفقر كمظهرٍ خارجي في بلادنا الخليجية وظهرت الشوارع الفسيحة والسيارات الفارهة والانارة لتقلب الليل نهاراً! ومياه البحر والمجاري المعدلة بتكنولوجيا الآخرين للزراعة التي قلبت الشوارع الجرداء ومناطق صحراوية الى جنانٍ خضراء، واستوردت المعدات المتطورة، للبناء والتبريد والمواصلات والتعليم والصحة، إلخ استهلاك فقط ودون انتاج ودون ان تُعطى لنا مفاتيح الحضارة للصناعة الحديثة!
كما نُعطي الاطفال شيئاً لإلهائهم، ولنا الحق في اخذ ذلك الشيء وقت نشاء، وهكذا هي بلادنا نعيش لنستهلك! وحتى قطع الغيار لا يمكننا اصلاحها لاننا لا نمتلك المعرفة، وعلينا شراء غيار جديد وبأثمانٍ باهظة وحضارة الإسراف والحاجة لجعلنا طوعَ الايادي ولاستنزاف اموالنا ونحن من يسمح بذلك مع الاسف!
انهم بتفوقهم علينا بالصناعة يتحكمون كما يشاؤون ونحن مُضطرون لقبول شروطهم لاننا ضُعفاء وأميو خبرة ومعلومات صناعية!
اما في الهند (بانجلور) في (الـcybercity المدينة الالكترونية) والتي قالت منذ بضع سنوات قليلة لنا ان نتصور كيف تحولت تلك القرية الصغيرة والفقيرة بانجلور الى احسن واغنى مدينة مزدحمة كل ذلك بسبب الخدمات التي طلبتها مقابل التعامل مع تلك الشركات العملاقة!
وبدأت العمل بغرفٍ متواضعة المساحة لانتاج الاجهزة الالكترونية والسوفت ويير (softwear) واجهزة الاتصالات وقطع الغيار، الخ.
هذه البلاد لا تمتلك البترول أو المال بالقدر الذي نمتلك كنسبة وتناسب، ولكنها مَلكَت عقول ابنائها بتدريبهم والتخطيط لمواجهة العصر الحديث بصناعاته المتطورة واصرتْ على الشركات الكبرى باعطائها (الملكات الفكرية) مقابل خدماتٍ لها يعني (تعطيني واعطيك).
وبذا تمكنت الهند بعد التحرر من صناعة السيارات والطائرات والصواريخ ومعظم احتياجاتها من الاجهزة والادوات الاخرى وبالاكتفاء الذاتي في كل شيء تقريباً، وامتلاك الذرة النووية لعمليات التسليح والطاقة البديلة، وهي الفترة الزمنية نفسها التي بدأت بلادنا العربية في التحرر والتي لا توجد لديها عُشر الامكانات، وتعيش في اسوأ ايامها بالانتاج والامية والالوف من العاطلين، وهذا يرينا الفرق، عندما تقوم الحكومات العاقلة والديمقراطية على وضع السياسيين المناسبين والمؤهلين من صنع القرار فهي تقدم البناء الصحيح وبتنفيذ البرامج والتخطيط لعشرات السنوات للتطوير الذاتي ومن ثم التصدير، بمفكريها والسياسات الحكيمة تجعل اسمها يرفرف عالياً بالبلدان المتطورة والمتقدمة.
واذ اتساءل هل هنالك تواصل لدينا أو من يفكر بجلب المصانع ووضع الشروط مع الدول المصدرة؟ للمساهمة في الصناعة، كابتعاث ابنائنا للتدريب، وتأسيسها في بلداننا!
والبدء بمصانع صغيرة كقِطع الغيار ثم نطورها الى سيارات أو الادوات الكهربائية والاجهزة الالكترونية كما فعلت الهند وبحجيراتٍ صغيرة، الخ.
ان الشعوب لا يمكنها ان تعتمد على العيش من بيع النفط والسياحة الترفيهية وتجارة المال والبنوك التي يعمل بها الكثيرون (التجارة المؤقتة) وهي من الانشطة غير المضمونة وقد يخسر ويُسرح موظفيه، اما الصناعة فهي مهمة جداً لاسناد حياتنا وحضارتنا!
ان بلادنا مهما كانت ثرواتها ومهما كان ترف حكامها واغنيائها بقصورهم المتناثرة في العالم مع طائراتهم وسياراتهم ورفاهيتهم فإنها لن تدوم ولن يحترمنا العالم اذا بقينا في خانة الاستهلاك ولم نُضف اليه شيئاً من اجل الانسانية!
هل آن الاوان يا تُرى، علنا نحلم بمدينة الكترونية حديثة في البحرين لعمل الكمبيوترات والتليفونات العصرية؟ ان الاحلام قد تتحقق احياناً.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4299 - السبت 14 يونيو 2014م الموافق 16 شعبان 1435هـ
مقارنة حكومة هنود بحكومة عرب !!!
ونعم المقارنة
ومع توفر الاموال النفطية واحتكار النفط
يمكن صنع المستحيل
مع توفر القوة العاملة الذكية
وكل شي
لا تحتاج إلا إلى
سلطة تنفيذية ذكية
وهدفها الارتقاء
وليس الافتخار بإنجازات لا احد يعرف عنها شيئا
شكرا للكتابة
الجميع يُصنع الا العرب
العرب الامه التي انتشرت ونشرت العلوم قد اصابها المرض والخذلان ونقمةوالبترول التي ارعتنا الى مستهلكين عوضاً عن مصنعين نحتاج حركة من الاعماق والتخطيط كي ننقذ الامه والا سينتهي البترول وسنغرز في الرمال وننتهي كلم في الصميم
الاشخاص هم من ىؤسسون
كلام واقعي واهمية الاهتمام بالتصنيع علنا نحاول