تزور صالون أبعاد للفنون التشكيلية للخطاط عبدالشهيد خمدن في منطقة عالي وهو بيته الذي حوّله الشغف بالخط العربي وجمالياته إلى صالون فني، فيأخذك إلى رحلة فنية تمتد أربعة عقود على الأقل، ابتداءً من تفتق بذور الموهبة إلى المهنة ثم الاحتراف، بعدها تتجول في صالة العرض فتجد الجدران تزينت بأعماله التي تأخذك في رحلة بصرية تمثل سيرة الفنان عبر لوحات فنية منتقاة معارض مختلفة وبتقنيات متعددة في الاشتغال على إبراز جماليات الخط العربي، ثم تختم الجولة بالحديث عن عزمه استقبال معارض فنية قادمة في صالونه الفني، وبتنظيمه لدورات وورش عمل مفتوحة في مجال أصول الخط العربي بقيادة الخطاط خمدن نفسه، وفي مجال فنون الرسم بمشاركة الفنان التشكيلي إسماعيل نيروز.

في حديثك مع الفنان والخطاط عبدالشهيد خمدن يأخذك هوى الخط العربي إلى رحلة فنية تمتد إلى أربعة عقود، وموهبة تفتقت لديه منذ الطفولة حيث تفتح بذور الموهبة بتشجيع المعلمين الذين يذكر منهم مدرس التربية الفنية بمدرسة الإمام علي سابقاً بالمنامة إبراهيم أمين، وعلي الشيخ بشير، ثم تردّده على محل الخطاط عزيز أمين في المنامة، وإعجابه بخطه الجميل، وخطوط كل من عزيز زباري، وأحمد بهلول حيث كان لهما محل للخط العربي باسم بلاستك الجزيرة، بعد ذلك يأخذك إلى رحلته المهنية مع الخط العربي التي ابتدأت عملياً في 1972 حيث عمل خطاطاً في تلفزيون البحرين مع الخطاط حسن أميري في خط أسماء المخرجين والممثلين والعاملين وكتابة مقدمات الأفلام، حينها كان التلفزيون تحت إدارة شركة «ART T.V»، ثم عمل خطاطاً في وزارة الدفاع مع عبدالإله العرب في 1975، وكذلك عمل في مجلة «المسيرة» مع الخطاط مجيد عيسى، ومجلة «صدى الأسبوع»، وعمل في خط الإعلانات وبطاقات التهنئة والمعايدات والمناسبات المختلفة، ثم في وزارة التربية والتعليم في مركز التقنيات في 1977 وفي إدارة التدريب حيث ساهم في برنامج تدريب المعلمين على الخط العربي بغرض تحسين مستوى الكتابة عند طلبة المدارس، ثم يأخذك في رحلة أخرى، هي عضويته في جمعية البحرين للفنون التشكيلية، ومشاركته في المعارض الفنية الشخصية أو المشتركة في البحرين وخارجها منذ 1989 حتى افتتاحه لصالون أبعاد للفنون التشكيلية في 22 أبريل/ نيسان 2014.

أبعاد للفنون التشكيلية

هكذا ارتأى الفنان والخطاط عبدالشهيد خمدن أن يتوّج مسرته الفنية في صحبة الخط العربي بافتتاح صالونه الفني «أبعاد للفنون التشكيلية» والذي جمع فيه حزماً من أعماله الفنية، من معارض سابقة، بما يمنح الزائر سيرة بصرية للرحلة الفنية التي اشتغل فيها خمدن على تشكيل ملامح الحرف العربي على طريقته الخاصة.

هكذا أخذه الشغف بالخط العربي لأن يجعل من بيته يتسع لهذا الحلم فسكن النصف الأعلى وترك الطابق الأول لهذه الأمنية الجميلة واختار اسم «صالون أبعاد للفنون التشكيلية» ليكون صالة فنية، ومعرضاً دائماً، ومكتباً للتنسيق، وورشة للعمل وتعلم أصول الخط العربي والفنون المختلفة.

قسم الفنان خمدن صالونه الفني «أبعاد» إلى ثلاثة أقسام: هي مكتب للتواصل والدعاية الإعلان عن المشاريع الفنية التي سيضمها الصالون، وصالة تضم أعماله التشكيلية في الخط العربي، وتتسع للمعارض الفنية المختلفة للأصدقاء، ومحترف إبداعي يشمل مجموعة من الورش القادمة التي سينظمها لاحقاً.

يحمل هذا الصالون الفني «أبعاد» مجموعة من الوظائف منها أنه سيكون محترفاً فنياً يمارس فيه الفنان خمدن إبداعه في الخط العربي، وورشة فنية يختبر فيها خمدن رؤاه في تشكيل حروف الخط العربي وتطويع قواعده الصارمة إلى لعبة الطباعة والألوان، وقناة للتواصل مع الأصدقاء والفنانين والمؤسسات الفنية والثقافية المختلفة، ومدرسة موسمية تنشط في تعليم أسس الخط العربي وفنون الرسم.

لوحات مختلفة

تتجول بعينيك في جدران صالون «أبعاد» الفني فيشدك خط الثلث بأصوله الرصينة وخط النسخ، والخط الديواني بتصاميم مختلفة في مجموعة الأعمال الفنية التي تراوح بعضها بين اللونين الأبيض والأسود، وأعمال أخرى بمختلف الألوان، التي اتشحت بها خطوط الفنان عبدالشهيد خمدن، ويلفت نظرك إلى أنه في كل مجموعة من اللوحات قد استخدم خمدن تقنية معينة، فمرة كان الأبيض والأسود هو أول ما يشدك في العمل فتكتشف أنه حاول في تلك الأعمال أن يتعانق مع طقوس وأشكال التعاويذ ويستلهما فنياً، ثم تجد لوحات أخرى وقد اتشحت حروفها بالألوان فتجد أن تلك اللوحات هي مجموعة من أعمال فنية استلهم فيها خمدن مع قصائد مجموعة من الشعراء هم كريم رضي، وإيمان أسيري، وعلي الستراوي، وتستوقفك لوحات أخرى فتجد أنها جزء من معرض استلهم فيه الفنان نصوص الشاعرة الراحلة أمينة الحماقي قبل وفاتها.

الخط والرسم

أخيراً أعلن صالون «أبعاد» عن طرحه ورشتين فنيتين الأولى في مبادئ وأسس الخط العربي، بقيادة الخطاط عبدالشهيد خمدن نفسه، والثانية في فنون الرسم بقيادة الفنان التشكيلي إسماعيل نيروز، وذلك ضمن البرنامج الفني للأيام المقبلة والذي يبدأ من 1 يوليو/ تموز 2014 ويوافق مطلع شهر رمضان الكريم، ويستمر طوال العام.