أثار بعض صغار العقول مؤخراً ضجة رخيصة الهدف منها التكسب من الإمعان في تمزيق الوطن وضرب التآلف بين أبنائه، والنيل من إخلاص وولاء مكون كبير من مكوناته. فقد نعت هذا النفر الانتهازي أهالي جزيرة سترة بنعوت تخلو من الذوق والحس الوطني المسئول والبعيد كل البعد عن شيم العرب التي نعرفها ونتمسك بها لكونها جزءًا من تكويننا الحضاري والإنساني. لهذا السبب نربأ بأنفسنا الانحدار إلى المستوى الذي رضي هذا البعض لنفسه به.
إلا انه من الواجب علينا التنبيه إلى مخاطر خطاب الكراهية بصفته خطاباً عنصرياً يشحن نفوس البسطاء ويفرّق الصفوف وينشر التطرف ويهدد الأمن والاستقرار في ربوع الوطن. وما الأحداث والمآسي التي تشهدها دول حولنا إلا دليلاً على مخاطر الخطاب العنصري.
لقد تسبب هذا السلوك العنصري بالأذى لوطننا والذي نلمس نتائجه في الإدانات المتكرّرة لبلادنا في المحافل الدولية. فالنفر الإنتهازي المسكون بداء وثقافة الكراهية اعتقد خطأً أن تكرار خطابه المحلي في المحافل الدولية سيقنع الغير بتبني خطابٍ مقته العالم منذ زمن بعيد. فإذا بهذا النفر يصبح عالةً ضررها أكثر من نفعها على وطنه، ما حدا بأحد أعضاء السلطة التشريعية البارزين للتعبير مؤخراً عن استيائه من حجم الضرر الذي يسببه في المحافل الدولية بعض منتسبي الوفود الرسمية ذوي النزعة العنصرية على مملكة البحرين.
وعودة إلى أهلنا في سترة، فالحقيقة التي لا يحجبها خطاب عنصري هي تلك المواقف الوطنية المشرفة في مفاصل تاريخية متعددة، ليس أقلها تلك البيعة الكبرى للشرعية التي قدّمها الأهالي الذين تساموا على الجراح غير نادمين، إدراكاً منهم بأحقية دفع الضريبة من أجل رفعة الوطن وأمنه واستقراره. وعودة قليلة إلى الوراء نذكر هذا النفر الجاهل بالموقف الذي وقفه ذلك الضرير الستراوي في مجلسه إبان استطلاع الأمم المتحدة على رغبة أهل البحرين، والتي أكد فيها أن المواطنين لا يرضون عن حكامهم بديلاً تحت أي ظرف من الظروف، فقال قولته الشهيرة «يا صاحب نحن مع حكامنا والذي ينزل من السماء تقبله الأرض». وهذا الموقف الوطني الذي يتنكر له بعض الإنتهازيين كثيراً ما استشهد به صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في مجالسه العامرة كدليل على الولاء والإخلاص لتراب هذا الوطن.
لن نتحدث كثيراً عن الأحوال المعيشية القاهرة لأهالي سترة، ولا عن الفقر والعوز والبطالة التي سببتها لهم أيادي الإستئثار بعد أن كانت جزيرتهم سلة الغذاء لأهل البحرين قاطبة. فبمثل ظروفهم المعيشية القاهرة هذه يكفر العنصريون ولربما هجروا الوطن حيث الماء والكلأ.
إن السلوك العنصري هو مرضٌ يشكل غشاوة على العقل والبصر، فلا يكاد الشخص العنصري يرى أبعد من أنفه. وهذا ما عكسه جهل هذا النفر بطبيعة الحياة في جزء من وطنه. طبيعة تعكس قيم التعايش والتسامح بين جميع مكونات هذا الوطن. فجزيرة سترة التي نعتها هذا النفر بالعدوانية، يتعايش الناس فيها بمختلف مشاربهم، فنرى داراً للعبادة، ومتاجر ومعارض وأسواقاً يعمل فيها المواطنون والمقيمون بمختلف ثقافاتهم وانتماءاتهم وهم في أمن وسلام، لكون الوداعة والتسامح جزءًا أصيلاً من قيم وثقافة أهل الجزر كما هو الحال عليه في جزيرة المحرق وغيرها من مناطق بلادنا الحبيبة.
وختاماً نقول لأصحاب ثقافة العنصرية الدخيلة: إن إساءتكم لا تمس أهلنا في سترة فقط بل تمس جميع البحرينيين الذين عُرفوا بالتسامح والتعايش على مستوى العالم والمحيط. فشعب البحرين لا يستحق أن تنزعوا عنه هذه الخصال الحميدة أو أن ترسموا له صورةً مغايرةً على مستوى الداخل والخارج. فرحمةً بهذا الوطن الذي أدمى كثيراً من أفعالكم أيها الإنتهازيون والعنصريون الجدد.
إقرأ أيضا لـ "عبدالحسن بوحسين"العدد 4298 - الجمعة 13 يونيو 2014م الموافق 15 شعبان 1435هـ
الرجل تجاوزا لم يخطيء
هم فعلا عدائيون تجاه أمثاله ممن يمزقون الوطن ويسرقون أحلامه
سترة وإن جار الزمان
شكراً استاذي العزيز كنت انتظر هذا الموضوع بفارغ الصبر من رجالات سترة في الرد على هؤلاء المتمصلحين الذين يقتاتون على الفتن وشق الصف الوطني لأن لديهم عقدة مزمنة بأنهم لاينتمون لهذا الوطن وليس لديهم اي ارتباط ومعرفه بشعب البحرين الطيب الاصيل بكل مكوناته . شكراً لكم
اين العرب
انت تقول شيم العرب بس هؤلاء المتمصلحين ليسوا عرب .
زين منه يعرف يلبس الغتره
بارك الله فيك
انهم يريدون تحويلنا الي جنوب افريقيا حيث نظام الفصل العنصرى
من يفتقر الى شئ يطلبه
من يفتقر الى شئ يطلبه الا ما دكرت افتقروا الى الصفات الحميدة فبدلا من طلبها انكروها على غيرهم
سترة الخير
لا تحزن فأن الشجر المثمر هو من يرمي بالحجاره ومن يفعل ذلك فهو دخيل ليس من الوطن وهؤلاء النفر يقتاتون علي اجساد اهل البحرين جميعا وليس بسترة وحدها التي كانت وماتزال منبعا لخير البحرين .
المستنقعات
الأخ عبدالحسن الأصوات الطائفية والعنصرية في البحرين من جميع الأطراف لم تردعها الأصوات العاقلة وهم نبته شيطانية في وطننا العزيز ولدينا قناعة بانهم جميعا ومن جميع الأطراف لا مستقبل لهم والتاريخ وقف دائماً في صالح العقلانية والإصلاح والولاء الوطني وهذه مقايسناوالعلم الذي نستظل به والخارج عن ذلك ليس منا شعارنا الوطن قبل الطائفة. ولينظروا الى المرآة ويسألوا أنفسهم الى من ينتمون؟