العدد 4298 - الجمعة 13 يونيو 2014م الموافق 15 شعبان 1435هـ

إخفاق جنيف... والخداع الدائم لـ «الموالين»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عبّرت 47 دولة (أضيفت الأرجنتين لاحقاً) أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، عن «قلقها الشديد» تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، داعية في الوقت نفسه إلى إنشاء مكتب دائم للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في المنامة، وذلك خلال أعمال الدورة الـ26 لمجلس حقوق الإنسان التي بدأت أعمالها يوم الثلثاء (10 يونيو/ حزيران 2014)، وتستمر حتى 27 الجاري.

بيان الدول الغربية، عن أوضاع حقوق الإنسان في البحرين ليس جديداً، فقد سبق ذلك البيان بيانان آخران من قبل، إذ صدر في 9 سبتمبر/ أيلول 2013 بيان مشترك وقَّعته 47 دولة، وأبدت الدول الموقِّعة «قلقاً شديداً» على أوضاع حقوق الإنسان في البلاد، بينما أشادت باستئناف الحوار آنذاك في أغسطس/ آب 2013.

وقبل ذلك، في (28 فبراير/ شباط 2013) وقعت 44 دولة بياناً مشتركاً حثت فيه حكومة البحرين على الإسراع بتنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وتوصيات المجلس للبحرين في إطار آلية المراجعة الدورية الشاملة.

لم يكن مستغرباً أبداً، صدور البيان الثالث خلال عامين فقط لمجموعة كبيرة من الدول الغربية تتحدث فيها، عن انتهاكات حقوق الإنسان، وتعبر عن قلقها الشديد اتجاه الأوضاع في البلاد، في ظل أن العالم قرية كونية صغيرة جداً أصبحت مرتبطة عبر جزئيات من الثانية، لا يمكن أن تواجه بحملات علاقات عامة أو ملايين تصرف هنا أو هناك أو بوفود وجيوش من الدبلوماسيين والبرلمانيين لتحسين الصورة السيئة لحقوق الإنسان، في ظل جملة من الانتهاكات الواضحة للعيان كالمحاكمات القاسية المستمرة، واعتقال الأطفال، واستمرار القتل خارج القانون، وإسقاط الجنسيات، وتشديد القوانين، وتراجع كبير على مستوى الحريات وغيرها.

انشغل الإعلام المحلي، وبعض «الأبواق» بترديد عبارات كثيرة منها تفهم «الغرب» لحقيقة الأوضاع في البحرين، وخرج مسئولون يردّدون العبارة ذاتها، ويتحدثون عمّا أسموه بـ «تفهم» المؤسسات والمنظمات الغربية لحقيقة ما تشهده البحرين وإنجازاتها، وإدراكها أيضاً الزيف والتشويه الذي عمد إليه البعض لإظهار صورة مغايرة عن الواقع المزدهر للبحرين، وكان ذلك في أواخر 2013 ومطلع 2014، حتى خرج عليهم البرلمان الأوروبي في (6 فبراير 2014) ليصوّت بالأغلبية على قرارات جديدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.

لحق ذلك قبل أيام فقط إخفاق جديد على الصعيد الدبلوماسي البحريني في مجلس حقوق الإنسان بجنيف عندما أصدرت 46 دولة (بالإضافة للأرجنتين التي لحقت بها أخيراً) بياناً معاكساً لما كان يتحدث عنه مسئولون ونواب وصحف عن «تفهم» الدول والمنظمات الغربية لحقيقة الأوضاع في البحرين.

بالعودة قليلاً للوراء سنكتشف مستوى «كذب» غريب وعجيب، ففي يوم السبت (2 فبراير 2014) قال رئيس الوفد البرلماني الذي قام بجولة في العواصم الأوروبية النائب أحمد الملا (هو نفسه حالياً رئيس الوفد البرلماني في جنيف) إن «الوفد البرلماني حصل على دعم المجموعة الأوروبية بشأن الإصلاحات في البحرين، وما يتم على أرض الواقع من تغيير كبير وإيجابي في سنوات قصيرة في حرية الرأي والتعبير والقانون والعمل السياسي».

وأكد الملا أيضاً أن «مجموعة أصدقاء دول مجلس التعاون في البرلمان الأوروبي، أكدت أيضاً معرفتها التامة بما تواجهه البحرين من تدخلات خارجية واضحة، وممارسة إعلامية ذات أسلوب التضخيم و(البروبغندا)، البعيدة عن الحقائق والمهنية الإعلامية، الأمر الذي ساهم في نشر المزيد من المغالطات عن الأوضاع في البحرين». والسؤال: أين هذه المجموعة أثناء التصويت على قرار البرلمان الأوروبي في فبراير؟! وأينهم من بيان الـ47 دولة في مجلس حقوق الإنسان بشأن البحرين مؤخراً؟!

الواقع يقول إن الشارع الموالي في البحرين أو «شعب الفاتح» هو الآخر أصبح ملمّاً بحجم «الكذب» والتزييف الذي يُمارس بحقه، ويدور حوله، فما يقال له في الإعلام المحلي عن الانتصارات «الوهمية» للدبلوماسية الرسمية والنيابية والخارجية، والذي يخالف جملة وتفصيل ما يسمعه عن مواقف دولية وبيانات وقرارات.

من يقرأ بيانات نواب موالين وردّات فعلهم، يصاب بنوبة من الضحك الشديد على لغة التشنج الكبيرة الموجودة فيها، وكذلك سيتلمس حالة الخوف والقلق الشديدين المصحوبة بالانفعال الزائد، وهو التوصيف الذي فسّرت فيه النيابة العامة سبب حالة وفاة موقوف في سجن الحوض الجاف (السبت 8 فبراير 2014)، إذ رجحت أن السبب «نتيجة المشاجرة القولية وما صاحبها من انفعال زائد، قد أثر عليه خاصة مع حالته المرضية، ما أدى إلى وفاته».

النائبة سوسن تقوي أصابها بيان الـ46 دولة غربية في جنيف بحالة «هستيرية» حتى ذهبت سريعاً لوصف ذلك البيان بـ «الابتزاز»، كما أصاب الوفد البرلماني في جنيف الحالة ذاتها، التي جعلته يعتبر ذلك البيان بمثابة «استهداف».

في مثل هذه الحالة، فإننا ننصح الوفد البرلماني للعواصم الأوروبية وجنيف والنائب سوسن تقوي، بعدم «الانفعال الزائد مع الحالة المرضية التي يعيشونها» التي تكشف عن وضع «هستيري»، قد تعجّل من موتهم سياسياً لدى قواعدهم الموالية التي اتضح لها حجم الزيف والخداع الكبير الذي يمارس عليها من قبل «متمصلحين».

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4298 - الجمعة 13 يونيو 2014م الموافق 15 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 3:03 م

      بمن يرشد الجاهلون؟

      اكثر ما يثير استغرابي هو كيف يمكن ان يصدقو كذب الحومة و المستفيدين منها خصوصاً و منهم اصحاب شهادات عليه ربما عذرت من ليس متعلم و لكن الفاهمين لا عذر لهم عندي

    • زائر 36 | 11:54 ص

      صدقت والله كاتبنا العزيز

      هذه حقيقتهم

    • زائر 35 | 11:53 ص

      عجبتني واجد

      عجبتني واجد فكرة المشاجرة القولية وما يتبعها من أثار وتشنجات انفعالية ههههه

    • زائر 34 | 11:52 ص

      مشكلتهم

      مشكلة البعض أنهم لا يريدون ان يفهموا حقيقة ما يدور حولهم، وانهم اتكاليون حتى في إنضاج أنفسهم او الفهم، والاستيعاب ويعتمدوا على الدولة في كل شيء حتى في الصيام وغيرها، ولا يكلفون انفسهم عناء التفكير

    • زائر 33 | 10:07 ص

      حالة شعب التجمع

      مشكلة شعب تجمع... اذا لم تكذب عليه الحكومة وتشغل مجموعة ال... يعتقدون ان الحكومة تعد لهم مصيبة.لذلك هم يطالبونهم بأن تكذب عليهم حتى يرتاحون.وهذه حالة نفسية مستعصية وصعبة لذلك هم يتابعون سوسو وعقربا الرمل يومياً ويعرفون حجم الدجل في مواضيعهم ومع ذلك يصدقونهم.هذه حالة التبول اللاإرادي التي يخافونها بعد ان كشفهم تجمع الخردة

    • زائر 32 | 7:03 ص

      لن يسمعوا لك ابداً

      الشعب الموالي اصبح ملما بحجم الكذب الذي يدور حوله.... ما اعتقد لازالوا يصدقون من اعتداوا على كذبهم، غريب هذا النوع من البشر

    • زائر 31 | 7:02 ص

      بسك تراك فضحتهم

      من ما يميز الكاتب السرد الموثق وبالتواريخ، والذي لا يمكن لاحد ان ينكر وقوعها ربط وتحليل موفق

    • زائر 29 | 7:00 ص

      مقال جميل

      حقائق يسردها الكاتب ولكن لا يوجد من يستوعب وعلى عيونهم غشاوة

    • زائر 28 | 6:29 ص

      حجي زايد

      لا بيصير شي ولا شي - إذا الحكومه تكذب على الموالاة - هذولا الجمعيات بعد يكذبون عليكم - يعني إجتماع حقوق إنسان لازم يقول شي عن انسان - يروح إجتماع مافيه كلام - مافيه تحفيز - مايصير - حالهم و حال نوابنا نفس الشي - الارجنتين تأخرت كانو يفكرون بيعطونهم فلوس - كلها تسكر يابن عسكر ونا خوك - حتى كاتب المقال لو دازينه شوي كان اليوم صوته غير..

    • زائر 27 | 5:48 ص

      مجلس عقيم .

      لم يكن هذا المجلس فاقداً للمصداقيه فقط بل فاقد للحس السياسي ليس هناك نائب واحد يجيد الحديث في السياسه ..
      اتمنى ان تختفي جميع هذه الوجوه من المجلس القادم حتى ينعم البحرينين بنواب اقوايا حتى ولو كانو موالين

    • زائر 26 | 5:42 ص

      يستحق القراءة هذا المقال

      يستحق القراءة

    • زائر 25 | 5:42 ص

      الله يكون بعونهم

      بحق الله يكون بعونهم من وين وين يلاقونها الكل يقص عليهم

    • زائر 24 | 5:41 ص

      ليست الأمرة الاولى ولا الاخيرة

      نعم... اخواننا من الموالين يعيشون حالة من التجهيل المتعمد والاستغفال .

    • زائر 23 | 5:40 ص

      وقاع مر يعيشه الموالون

      الواقع مر الذي يعيشه الموالون في البحرين، فالكل يقص عليهم ولا يقول لهم الحقيقة

    • زائر 22 | 5:35 ص

      الكل يعرف ما قلت و قالت الدول في الامم التحدة

      لكن الجميع ينظر للمصالح و لا استبعد ان يكون نوع من الابتزاز فلم نؤى منهم غير الكلام بلا فعل

    • زائر 20 | 4:31 ص

      الي زائر 2

      الي زائر 2: علاوة الحفاضات تكفي

    • زائر 19 | 4:20 ص

      اعتب عليك يا هاني

      ان تخاطب من ليس لديه في السياسة قيد انملة بهذا الخطاب وتعطيهم حجم .سوسن تقوي يدوب مدرسة تربية رياضية كانت تكره شي يسمى سياسة علاوة عل عدم فهمها لها من الاصل .ولكن المنسب والجاه اغراها للوصول كما الباقين وخذ مثالا حيا ماذا زو قارنت بين من ذكرت والنائبة الكويتية الهاشم التي تهز المجلس في الكويت الشقيقة وبين ما لدينا رجالهم قبل نسائهم اما نوبات الهستيريا فهم فيها ليل نهار ويكفي كم القوانين الهستيريا التي يصدرونها يوميا وكانهم يبيضون قوانين هؤلاء ليس لهم دخل بالسياسة هؤلاء شوية ناس معقدة .

    • زائر 16 | 3:21 ص

      اهل الفاتح

      اهل الفاتح شعب الفاتح موالين = مساكين

    • زائر 15 | 3:20 ص

      ليش

      تراهمًمن زمان مخدوعين.،، وفرحنين بذلك

    • زائر 14 | 3:19 ص

      ماذا تريد منهم

      قلتها في النهاية متمصلحين

    • زائر 13 | 3:18 ص

      مقال رائع

      جميل المقال... ولكن لا يفهمون

    • زائر 12 | 2:58 ص

      يقول المثل :

      الضرب في الميت حرام....اصلا المجلس باكمله ميت وهل يغير وفد من اربع او خمس أعضاء تلك الحقيقة

    • زائر 10 | 2:26 ص

      متعودين على الكذب والأصباغ

      الصبغ آخرته الى زوال والكذب حبله قصير والنفاق لا يفيد ومهما عملوا فالحقيقة واضحة وضوح الشمس والله سبحانه وتعالى يظهر حق المظلوم مهما حاول الكذابون والمنافقون طمسه فالله أقوى من كل قوى لكن السؤال بعد لهم عين يرفعون راسهم لكن العبد عبد والسيد طول عمره سيد ورافع راسه

    • زائر 9 | 2:25 ص

      ضلال في ضلال : وظلمات بعضها فوق بعض

      لو رجعنا الى آيات القرآن الكريم من ناحية التلبيس على الناس وخداعهم واضلالهم لوجدت هؤلاء مصداقا تاما للآيات القرآنية . اموالا تصرف وميزانيات تسخّر من اموالنا لضرب عدالة قضيتنا وفي النهاية طلقت فشوش الحمد لله وسيظهر الحق ولكن بعد ان تكون الملايين قد ذهبت ادراج الرياح

    • زائر 7 | 1:59 ص

      وهل الطارئين لهم قواعد من الأساس او ان احد كان يعرفهم !

      ، قد تعجّل من موتهم سياسياً لدى قواعدهم الموالية التي اتضح لها حجم الزيف والخداع الكبير الذي يمارس عليها من قبل «متمصلحين».

    • زائر 6 | 1:01 ص

      للاخرين اعين وادان

      لا تستبدلوا عيونهم بعيونكم فلهم اعين ترى ماحجبتهم عنه النظر ومنعتم عنه السمع وجعلتم من انفسكم عصي تجلد من لا يتفقون معكم ولن يتفقون

    • زائر 5 | 1:00 ص

      مايصبينيمن دهشة فعلا حجم الكذب

      إخفاق كبير في كل المجالات الحقوقية وكذب صريح واخرها كما ذكرت إحدى الصحف بالتحقيق في وثيقة أمريكية تثبت بقيامها والمقصود امريكا بتغيير بعض الأنظمة ومن ضمنها البحرين واقول لماذا تقبل هذه الدولة العظمى هذا الكذب الصريح........................

    • زائر 4 | 12:55 ص

      مسلسل

      حراك مجلس النواب يحتاج إلى كاتب سيناروا بارع يكتب عمل درامي كوميدي يعرض في رمضان القادم بهدف توثيق وكشف العلاقة الحميمية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية

    • زائر 3 | 11:18 م

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،الوفد البرلماني لدولة البحرين ،،يجب عليهم اخذ دوره لتعلم الصدق ،،لان هذه الدوره ليست سارية المفعول ابدا ،،يا مسهل .

    • زائر 2 | 10:11 م

      هههه اصابهم تبول الا ارادي

      يلمعون بالحكومة ومايدرون الشمس لاتغيب ونطالب بقرارات الزامية وليست بس ادانة لتركع الحكومة لمطالب الشعب المحقة

    • زائر 1 | 9:48 م

      ما الفائدة

      أولا شكرا لطرح الموضوع ثانيا ما الفائدة من قلق هده الدول وماذا فعلت الكل يعلم حجم الانتهاكات ولسنا بحاجة لدليل فا لشمس واضحة في رابع النهار
      نسأل الله ان يفرج عنا أهل البحرين من هده السياسات الخاطئة

اقرأ ايضاً