وحش كاسر يدخل إلى حياتنا، ويجعلها حالكة، يطرحنا نتلوى لساعات، وأيام، يسلب منا النشاط، ويغتصب الفرحة، الألم يشوب حياتنا دوماً، وإن كنت لم تتألم فأنت لست على قيد الحياة!
الألم نعمة من نعم الله، فكيف لك أن تشعر بلذة الفرح إن لم تذق مرارة الحزن والألم، ولكن عند دخول الألم لك، سيستوطن كيانك ويعمل على إشباع ذراتك به، ويطرحك وجعاً، الفرح والألم حكايات ولكل حكاية نهاية، فعندما يفنى الفرح تماماً هكذا سيفنى الألم، فإذاً لماذا تحمل على كاهلك وجع الألم ووجع التفكير به؟ ليرحل الألم ولتقوى عليه احلم... نعم احلم، احلم في مرحلة ما بعد الألم كيف ستكون؟ وماذا ستفعل؟ سيزول تدريجياً ذاك الألم ويخف وطؤه عليك، يقال في البحث عن العقل الباطن إنك عندما تتحدث عن مرضك ستزيد من حدته، ويتمكن منك أكثر، ولكل فكرة نقيض، فاعمل بنقيضها، تكلم بأنك لست متعباً، لست إلا إنساناً تغمر ذراتهُ السعادة. يوجد نوعان من الناس منهم من يتجاهل الألم ومنهم من ينكره، إن تجاهلت الألم فهذا يعني أنك تعلم بالعدو الذي أمامك، ولكن لا تعير له اهتماماً لضعفه، وإن أنكرته فهذا يدل على أنك خائف وتهرب منه، وعند خوفك من الشيء سيكبر حجمه.
إذاً باستطاعتك أن تكون المحارب لألمك دائماً، ولا تجعله العدو الذي يهزمك في يوم، وإن ضعفت تسلح بالحلم وإقناع النفس.
حوراء جعفر
هذه الدائرة التي أحكم غلقها وقد أصبحت كالطوق الخانق الذي منع الصوت من الوصول والحق من أن يسمع جعلت المجتمع يتراجع إلى الخلف في عطائه وإبداعه بل حتى في أخلاقه وتعاملاته، وهذه الأمثلة عليك يا أخي القارئ أن تقرر ماذا عليك أن تفعل أو تواجه.
إلى متى سيقبل الإنسان على نفسه أن يعيش في محيط وهو عالم بظلمه؟ إلى متى سيقبل أن تهدر إنسانيته حتى يكسب رضا الناس عنه، إلى متى سيقبل أن يستقي العلم ممن لا علم عنده على رغم علو مرتبته العلمية؟
كثيرا ما يقف الإنسان حائرا أمام بعض المواقف التي قد يتعرض لها أو تقابله أثناء يومه سواء في محيط عمله أم في محيطه الاجتماعي، تزرع فيه إحساسا قد يثقل في صدره ويتساءل أحيانا ماذا يجب عليّ فعله؟ هل أبادر أم أنسحب، هل أناقش أم أصمت؟ فيأخذه النزاع على هذه الأمور بعيدا في فكره فيجد ذلك الموقف الذي كان أمامه قد انتهى وهنا تبدأ المرحلة الثانية في الفكر ويبدأ نوع جديد من التساؤل لماذا لم أفعل شيئا مما أنا مؤمن به؟ لماذا وقفت صامتا إزاء موقف كان لابد لي من دور فيه؟ وهكذا تبدأ في حياة كل منا معركة داخلية ما بين أن نكون ما نحن عليه وما بين أن تتكون شخصية أخرى قبلت على نفسها أن تتقوقع في محيطها وترفض الإفصاح أم إعلان ما بداخلها حتى لا تتعرض لما هو أشد من ذلك.
إلى متى سيقبل الإنسان أن يفقد صحته حتى يشار إليه بالبنان؟ إلى متى سيقبل أن يوأد حلمه وطموحه وفكره وعقله وإبداعه وقدرته على العطاء والإنتاج حتى تنتهي رغبته في كل ذلك؟ إلى متى سيقف أمام كل هذه الامور متفرجا من دون أن يجد الحلول التي قد تعيد إليه إنسانيته وقدرته على الوقوف والمواجهة حتى يصل إلى القناعة التي آمن بها طول عمره؟ ليس هناك أحد منا لم يتعرض لموقف في حياته فرض عليه هذا النوع من الأسئلة المحيرة سواء كانت في مجملها أم بعضها، وقد يجد البعض منا الحلول فيبادر إليها وقد لا يجد غيره ذلك، فتظل هذه الأسئلة حبيسة بداخله يتعايش معها كل يوم في فكره حتى تؤدي به إلى قبول الواقع المظلم ويعيش حالة الرضا ويقنع عقله بذلك فيصبح كالآلة التي تعمل من دون الإحساس بأي شعور.
كثير منا فقد بشريته وأطلق العنان لنفسه للتجبر والتسلط ورفض النقاش والنقد والوقوف مع الخطأ ومحاباة الأحبة وذوي القربى، فأنشأ بذلك إنسانا ضعيفا منافقا غير قادر على العطاء والإبداع.
صالح علي
التفاؤل في الأرض والسماء عند المساء، بعد صبر وأمل بدعاء، فبالأرض ننتظر، وننتظر حتى يدب النبض.
بعروق الهمم تثور على اليأس وتنتفض، وتتعالى للقمم. ولسواد الليل السرمدي تدحض، ليسود العدل، وعليه الأمل والتفاؤل يقبض.
وفي السماء تتقاطر غيم الحيرة رجاء، تتوسل بالهداية بصفاء، فيغاث الناس بخير ونماء بعد طول عناء وجفاء.
ويتجدد الأمل ونرسم للحياة بقاء، فبالأمل والعزيمة والإصرار فباسمه نعمل المستحيلات، وعلى أرض الواقع. فمنكم نرفد معاني الإباء وحب الأوطان بعنفوان وكبرياء. ولكم دروس سطرت بكلمات ألهمت العقلاء، وعبير حرف زين النبلاء.
أحمد البدري
أشعر وكأنَّ داء الحزن قد استوطن صدور الناس، فأراهم يميلون إلى الحزن والكآبة والانطواء، فيقضون معظم أوقاتهم في النوم الذي اعتبروه مهرباً لهم من هذه الحياة، والضيق هي مرحلة يمرُّ بها الجميع والناجح من يتخطاها ولا يجعلها عقبة تُعرقل مسرى حياته، هل تساءلتم يوماً عن مدى روعة حياتكم وجمالها؟ فغيركم لا يرى، لا يسمع، وهناك من هو فاقد لوالديه، وحيد في حياته، ومع ذلك لايزال يبتسم على الدوام، وأنتم من أجل غبار خانق وأقصد به توافه الأمور تسجنون أنفسكم بين جدران الحزن والكآبة، يخيَّل إليكم بأنه الحل الوحيد لرحيل الغبار، وهل فكرتم يوماً كيف سيزول الغبار وأنتم تسجنونه معكم في مكان مُحكم كما لو تخشون ضياعه؟
ومع الأسف أراكم تعتادون على هذا السجن، فأصبح كالمنزل لكم كلما حل غبار حتى ولو كان بسيطاً، وكما قرأت يوماً «السعاده تقرع بابنا كل يوم، لكننا لا نسمع صوت قرعها، لأنه يضيع بين أصواتنا العالية وصياحنا وندبنا للحظ» (حكيم).
ويا حسرتاه على شباب قد ولَّى بين قضبان من حديد، أنتم من صنعها، وأحكم اقفالها، وأصبح داء الحزن كالأوكسجين داخلها تتنفسونه ولا تستطيعون الخروج منها... ابتسموا... وانظروا للحياة من جميع النواحي وأطلقوا العنان لبصيرتكم وسترون أن الحياة أجمل وأروع مما تعتقدون.
سأسألكم سؤالاً بسيطاً وبعدها يمكنكم اختيار الأفضل لكم... ماذا ستجنون من تفكيركم السلبي وانطوائكم؟ بينما تستطيعون بابتسامة واحدة تكوين صداقات عدة، وإدخال السعادة والفرح لقلوبكم، التي أنهكتموها بسبب قليل من الغبار، افتحوا باب السجن الذي تقطنون خلفه، وسترون كيف ستنجلي الظلمة ويحل محلها النور وستتحول الكآبة إلى ابتسامة عريضة والوحدة إلى اختلاط بالعالم. تمعَّنوا هنا... ستفهمون معنى السعادة الحقيقي... «إن السعاده تنتقل بالعدوى... لا تنتظر عدوى أحد... كن حاملاً لهذا الميكروب» (جيم رون).
كوثر محمد
عافك الخاطر بس لي لا تردين
حبك نزعته من قلبي يا بنيه
راحة ما شفت منك طول لسنين
وإللي شفت منك بس الأذية
ما نفعك الغرور ومنهي تكونين
في غرور خلك وخلك يا شقيه
لو تندمين ما يفيد الأسف الحين
صرتي لي ضدي وفي الشطانه قوية
في إذنك أقول أمر وانتِ تسمعين
كلامي ترمينه وراك ويش هالأذية
قلبي جرحتينه لا مثلها السكاكين
وقلتِ إلي هذه أجمل هدية
روحي لا للرجوع لي الدنيا بتزين
باعيش عيشة الهناء ونفسي هنية
قلتها وباقولها لي لا تردين
حبك نزعته بالمرة يا بنيه
جميل صلاح
العدد 4298 - الجمعة 13 يونيو 2014م الموافق 15 شعبان 1435هـ