العدد 4298 - الجمعة 13 يونيو 2014م الموافق 15 شعبان 1435هـ

لماذا كل هذه الاحتجاجات ضد كأس العالم في البرازيل؟ (1 – 3)

لم يكن من المرجح أن ينصت البرازيليون إلى النداء الجريء الذي أطلقه ميشيل بلاتيني - ذلك اللاعب الشهير في حينه، الذي يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم - يوم 26 أبريل/ نيسان الأخير: «أيها البرازيليون، ابذلوا جهداً لمدة شهر... والتزموا بالهدوء»!.

تفتتح دورة كأس العالم لكرة القدم في ساو باولو يوم 12 يونيو/ حزيران لتختتم يوم 13 يوليو/ تموز في ريو دي جانيرو.

وفي غضون ذلك، لايزال القلق قائماً من احتمال تصاعد موجة الاحتجاجات الحالية أثناء انعقاد هذا الحدث الرياضي العالمي.

وقد يكون من المفيد إلقاء نظرة إلى الوراء. ففي الواقع، بدأت حملة معارضة استضافة البرازيل لكأس العالم في شهر يونيو العام 2013 عبر مظاهرات واحتجاجات متنامية. فلماذا كل هذه المعارضة العارمة لأكبر احتفال عالمي لكرة القدم في بلد يعتبر «معبد» هذه الرياضة؟.

على مدى عام كامل، سعى علماء الاجتماع وخبراء السياسة لإيجاد إجابة عن هذا السؤال، ولاسيما في ضوء حقيقة أن مستويات معيشة البرازيليين قد تحسنت تحسناً كبيراً منذ أن تولي «حزب العمال» حكم البلاد منذ 11 سنة.

فقد أسفرت القرارات المتعاقبة برفع الحد الأدنى للأجور عن زيادة كبيرة في دخل الفقراء. كذلك فقد تحسنت نوعية حياة الشرائح الأقل دخلاً بفضل برامج مثل «منحة الأسرة» و «البرازيل بدون فقر». وهكذا ترك عشرون مليون برازيلي الفقر وراءهم، في حين سجلت الطبقات المتوسطة تقدماً ملحوظاً في مستوياتها المعيشية.

ومع ذلك، لاتزال البرازيل تحتاج إلي قطع شوط طويل لتصبح دولة ذات قدر أقل من عدم المساواة وعدم التكافؤ، ولتكون قادرة على توفير أحوال مادية اللائق للجميع، ذلك أن عدم المساواة لاتزال في أوجها في البرازيل.

لكن ما حدث منذ أن فقد «حزب العمال» أغلبية ممثليه في مجلسي البرلمان، هو أن تقلصت أيضاً قدرته على المناورة والتصرف، وهي القدرة التي أصبحت الآن محدودة للغاية. ونتيجة لذلك، وفي سعيهم من أجل تحقيق غاية التحرك نحو توزيع أكثر عدالة للدخل، لم يكن أمام قادة حزب العمال - وعلى رأسهم الرئيس السابق لويز إيناسيو لولا دا سيلفا - أي خيار آخر سوى تشكيل تحالفات مع الأحزاب المحافظة.

بقلم إغناسيو رامونيه

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 4298 - الجمعة 13 يونيو 2014م الموافق 15 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً