واصلت أسعار النفط، أمس (الجمعة)، ارتفاعها في آسيا على وقع تصعيد أعمال العنف في العراق وزحف الجهاديين نحو بغداد، ما يبعث مخاوف من بلبلة صادرات هذا البلد الذي يعتبر من كبار منتجي البترول.
وبلغ سعر النفط المرجعي الخفيف «لايت سويت كرود» تسليم يوليو/ تموز أعلى مستوياته منذ 18 سبتمبر/ أيلول 2013 متقدماً 73 سنتاً إلى 107.26 دولارات فيما ارتفع سعر نفط برنت بحر الشمال لفترة التسليم ذاتها 57 سنتاً ليبلغ 113,59 دولاراً.
وحذر ديزموند شوا من شركة سي إم سي ماركتس من أن «أية بلبلة في عرض ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك قد يلقي بثقله على انتعاش (الاقتصاد) العالمي الذي بدأ هذه السنة».
وأعرب محللو شركة فيليب فيوتشرز عن المخاوف ذاتها، محذرين من «عودة الانكماش» في الاقتصاد العالمي في حال ارتفاع أسعار الطاقة.
وشن مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في مطلع الأسبوع هجوماً واسعاً استولوا خلاله على مساحات كبيرة من الأراضي شمال العراق وأحكموا سيطرتهم يوم الثلثاء الماضي على الموصل ثاني مدن البلاد وتكريت ووصلوا إلى أقل من 100 كلم عن بغداد.
وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول (الخميس) أن فريقه يدرس «جميع الخيارات» فيما يتعلق بتصاعد العنف في العراق والتقدم الصاعق للمسلحين الإسلاميين المتطرفين في اتجاه العاصمة في الوقت الذي حثه برلمانيون على السماح بغارات جوية.
وفي ختام اجتماع مغلق، دان مجلس الأمن الدولي بأعضائه الـ 15 أمس الأول (الخميس) كل الأعمال الإرهابية التي يشهدها العراق، داعياً كل الفرقاء العراقيين للبدء بحوار وطني عاجل.
وينتج العراق حالياً 3.33 ملايين برميل في اليوم بحسب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي يعتبر ثاني دولة منتجة فيها بعد السعودية وقبل إيران والكويت.
وارتفع سعر برميل النفط الخفيف المرجعي أمس الأول (الخميس) إلى 106.53 دولارات في سوق التداول في نيويورك (نايمكس).
أما أسعار النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت) الذي يجري التداول به في سوق لندن، فأقفلت على 113.02 دولاراً بارتفاع 3,07 دولار، وهو أعلى مستوى تبلغه منذ 10 أيلول/ سبتمبر.
من جانبها، استبعدت وكالة الطاقة الدولية أن تؤثر الاضطرابات في العراق حيث يشن المقاتلون الإسلاميون هجوماً أمام تقهقر الجيش، على إنتاج النفط في هذا البلد على الأمد القريب ولو أنها أدت إلى ارتفاع أسعار النفط في العالم تحت تأثير التوقعات ببلوغ الطلب العالمي مستوى قياسياً العام 2014.
وجاء في تقرير وكالة الطاقة الدولية لشهر يونيو/ حزيران 2014 أنه «على رغم أن الأحداث الأخيرة في العراق مخيفة، إلا أنها قد لا تشكل خطراً كبيراً على الإنتاج النفطي العراقي في الوقت الحاضر»، مؤكدة على توقعاتها للطلب العالمي بمستوى 92.8 مليون برميل في اليوم لهذه السنة.
وبالإجمال ارتفع الإنتاج العالمي للنفط بمعدل 530 ألف برميل في اليوم ليصل إلى 92.6 مليون برميل في اليوم بفضل ارتفاع في الدول غير الأعضاء في أوبك أتاح تعويض التراجع في إنتاج دول الكارتل كما أعلنت وكالة الطاقة.
ومن المرتقب أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى مستوى قياسي يبلغ 92.8 مليون برميل في اليوم بحسب توقعات أكدتها أمس وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ مقراً في باريس.
وقالت وكالة الطاقة إنه سيتعين على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إنتاج مليون برميل إضافي من الخام يومياً في النصف الثاني من العام 2014 لإحداث توازن بالسوق العالمية التي ستشهد ارتفاعاً موسمياً كبيراً في الطلب.
ويزيد هذا بنحو مليون برميل يومياً عما أنتجته المنظمة في مايو/ أيار عندما ارتفع الإنتاج 85 ألف برميل يومياً إلى 29.99 مليون برميل يومياً بفضل زيادة في الإنتاج السعودي عوضت تراجع إنتاج ليبيا.
واتفقت أوبك في وقت سابق هذا الأسبوع على بقاء أهداف الإنتاج دون تغير حتى اجتماعها المقبل في نوفمبر/ تشرين الثاني عند 30 مليون برميل يومياً.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إنها أبقت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغير إلى حد بعيد مقارنة مع توقعاتها الشهر الماضي بنمو 1.3 مليون برميل يومياً في 2014.
وقالت الوكالة: «فقد إمدادات من العراق وليبيا - التي تراجعت إمداداتها لأقل من 100 ألف برميل يومياً في مطلع يونيو من 1.4 مليون قبل عام - يحول أنظار السوق إلى السعودية صاحبة أكبر فائض في الطاقة الإنتاجية في أوبك والتي تعتبر على نطاق واسع... البنك المركزي... الجدير بالثقة في سوق النفط».
وأضافت أن «الطاقة الفائضة الفعالة تقدر بنحو 3.31 ملايين برميل يومياً تحوز السعودية 80 في المئة منها».
وزادت أهمية الطاقة الفائضة السعودية مع تصاعد التوتر في العراق ثاني أكبر منتج في أوبك.
العدد 4298 - الجمعة 13 يونيو 2014م الموافق 15 شعبان 1435هـ