العدد 4297 - الخميس 12 يونيو 2014م الموافق 14 شعبان 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الشُّكْرُ عَلَى الْمَصَائِبِ وَالْبَلَاءِ

تقدم أن الشكر هو مقابلة الإحسان بالإحسان، وحقيقته متوقفةٌ على معرفة المُنعِم المُتفضِل، كما أنه ينقسم إلى شكر بالقلب، واللسان، والجوارح. كما أنَّ عين الشكر تتجسد في فعل الطاعات وترك المعاصي، وهنا إشارة جديرة بالالتفات وهي موقعية الشكر من المصائب والبلاء.

تعترض الإنسان في حياته الكثير من الشدائد والنوائب والمصائب التي تستلزم منه الصبر ورباطة الجأش، وقدرا من قوة الاستقرار والثبات عند مواجهته لها، قال تعالى: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ» (البقرة: 155). ولقد عُرِّفَ الصبر بأنه «حبس النفس عن الجزع تعظيماً لله سبحانه»، وهذا ما اعتبره العلماء عين الشكر. لماذا؟

تعظيم الخالق العظيم يتم من خلال العديد من الطرق، ومنها حثُّ النفس والعمل بما يرتضيه سبحانه من طاعات ومنعها عن ارتكاب ما نهى عنه من المعاصي والسيئات، ومعلوم أن الشكر ضده الكفر، وما من شك بأن الشاكر للمولى جلَّ وعلا يمنع نفسه عن الكفران بل وحتى ميل نفسه إليه، وهذا ما يعبَّرُ عنه في كلمات الأخلاقيين بــ «عين الصبر عن المعصية». وعليه فإن منع النفس عن الجزع هو في الحقيقة توفيق ونعمة تستلزم الشكر عليها.

توضيح

تعتبر العين جارحة من جوارح الإنسان، بها ينظر إلى عجائب صنع الصانع الحكيم، وما أبدعه في كل ذرة من ذرات الكون، فهي نعمة تستوجب منا شكر المنعِمِ بها علينا، كما أَنَّ منعها من النظر إلى ما نُهي عنه يعدُّ صبراً على المعصية التي هي في الأصل حقيقةٌ للشكر.قال الإمام علي زين العابدين (ع): «وَأَمَّا حَقُّ بَصَرِكَ فَغَضُّهُ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ وَتْرَكَ ابْتِذَالِهِ إلاَّ لِمَوْضِعِ عِبْرَةٍ تَسْتَقْبِلُ بِهَا بَصَراً أَوْ تَسْتَفِيِدُ بِهَا عِلْماً فَإِنَّ الْبَصَرَ بَابُ الاعتبار».

كل صبر يستلزم الشكر

البلاء مقيد بالدنيا، وغير منفكٍ عن نعِمٍ لازِمَةٍ لَهُ، ومن ثوابٍ في الآخرة ادخره الله للمبتلى الشاكر لأنعمه، والصابر على بلائه والراضي بما كتبه له، فهو في كل حالاته شاكرٌ لِلمُنْعِمِ غير منقطع.

مقام المحب والجمال

للعبد الذائب في محبة الله وجماله مرتبة لا يفرح معها بنعمة، ولا يتألم معها بمصيبة أو بلاء، فكل ما يصدر من المحبوب جميلٌ، والمدار في كل ذلك المعرفة، فكل النعم من الله، وكذلك هي المصائب والبلايا. فنرى الإنسان يفرح بالنعم ويشكر عليها، ويصبر على البلاء، ويرضى بقضاء الله وقدره، ويشكره على ما هو عليه وفيه.

أنموذج المعرفة

يذكر المؤرخون عقيلة الهاشميين زينب بنت علي (ع) في محاورتها لعبيدالله بن زياد بعد واقعة كربلاء في مجلس الكوفة تجسد، فقد روى السيد ابن طاووس بعد كلام طويل «فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ: كَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ اللَّهِ بِأَخِيكِ وَأَهْلِ بَيْتِكِ؟ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلًا، هَؤُلَاءِ قَوْمٌ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ فَبَرَزُوا إِلَى مَضَاجِعِهِمْ، وَسَيَجْمَعُ اللَّهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ فَتُحَاجُّ وَتُخَاصَمُ».

جواهر الكلام

روي عن الإمام الصادق (ع): «أَدْنَى الشُّكْرِ رُؤْيَةُ النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ يَتَعَلَّقُ الْقَلْبِ بِهَا دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجِلَّ، وَالرِّضَا بِمَا أَعْطَى، وَألاَّ يَعْصِيهِ بِنِعْمَتِهِ أَوْ يُخَالِفُهُ بشيء مِنْ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ بِسَبَبِ نِعْمَتِهِ». وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

أحمد عبدالله


سُعار

ضجرت ويأست الكلاب من حرص وعبث الزعيم في أكل لحوم البشر وإن امتلأ بطنه. تركت له التوحش وكلبت على اصطياد الغذاء النباتي.

هو أنا

مجرد إنسان عادي ينتبه إلى خطواته. يفكر بالرأي ويعارضه. آخر ما كان يتخيله أن يتأقلم الانزلاق في هلاوس الآخرين.

سقط الأخلاق

ساق مزهواً دراجته. ارتطم بكهل وأخذ يهزأ به. ناداه الكهل: «هل فقدت شيئاً؟». عاد وبحث، فلم يجد ما يتوجب إنجازه. بإشفاق، أخبره الكهل: «سقطت منك أخلاقك».

دغدغة

عاقبته بالصمت. تظاهر لها بالانزعاج. شكرها في سره على متعة حكمتها.

صورة

احتجّت الصغيرة أن لا صورة شخصية لها، وهي طفلة. ردّت أمها: «كنتِ مريضة، وكنا ندعو الله أن يحفظ لنا نسختك السماوية».

رعاية الصبر

فتحت النافذة فبصرت طفلاً يعدو، وهو مسرور. فجاءت إلى ركن السكينة والهدوء، ووضعت كف طفلها المقعد في كفها، وشعرت بغبطة. لم تشبع من النظر إليه بعد أن دنت خطوة من الحقيقة المجهولة.

مساهمة

سقطت الحشوة المؤقتة من ضرسي. عدت إلى طبيب الأسنان دون موعد. قرأت كتاباً صغير الحجم في مساحة الانتظار. جاء دوري. شكرت الطبيب واستأذنته أن آتي غداً لقراءة كتاب جديد. خرجت تاركاً الكتاب في صالة الانتظار لقارئ آخر.

يوسف فضل


أتذكر يوماً

كنت صغيرة ألعب، أمرح

لا أعرف سوى أكل الحلوى

وقعت مني الحلوى يوماً

نزلت قليلاً كي آخذها...

سبقتني امرأة أخذتها

فنظرت إليها متعجبةً

قالت: عذراً متسائلةً

هل أنت فتاة عربية؟

قلتُ وأنا شامخة

نعم يا سيدتي عربية

رمت الحلوى هناك بعيداً

قلت لماذا فعلت هذا!

قالت: لأنني فلسطينية

أقصد كنت فلسطينية

ألعب أمرح، آكل زيتوناً تليه حلوى شرقية

وهذه الحلوى يا عربية ذكرتني بأنني فلسطينية

وبأنني أقوى امرأة في العالم

لأنني مازلت حية

قلت وماذا يا سيدتي؟

نزلت دمعة

اختفت البسمة

قالت: حلوى

مازلت أتذوق نكهتها

قلت شهية؟

قالت: أكثر من ذلك

نكهتها نكهة صهيونية

حشوتها رصاصة غربية، ممزوجة بدماءٍ وطنية

قصتها ما أوجع قصتها!

نزعت مني حتى الحرية

عهود علي عسل


المَدينة

نَعشُ المَدينة حَيويْ، يتَبَهرج فيه ضوءٌ مَدارهُ بُقعة ظلام بائسة

حَركة قَوقَعيه صوتها ازدحام تَتهادى تَحتَ وقع المطر

مُلكية الفصول الّتوَت بِسقف مظلات الحماية... سؤال مُتشرد عَن كُل هَذا!

أَهُوَ لَيلٌ هادئ أَم صباح صاخِب؟

رُبما غير مُهم، وإعجابي أهم، و رُبما كان فجراً، والفَجر أحلى وأحلى!

خديجة السَلمان

العدد 4297 - الخميس 12 يونيو 2014م الموافق 14 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً