مازالت الحقيبة تمثل مشكلة أولياء الأمور، ولازالت تفتقد للجدية من قبل المعنيين. فلازال أولياء الأمور يشكون الإذن الصماء من وزارة التربية والتعليم، في حين إن أكثر المدارس لا تستجيب لنداءات أولياء الأمور في وجود حلول لمشكلة الحقيبة المدرسية.
بالمقابل، هناك بعض الدول المتقدمة استبدلت الحقيبة المدرسية بدخول التكنولوجيا مثل جهاز «الآي باد»، كحل يستطيع الطالب الاستغناء عن ثقل الحقيبة المدرسية وخطرها، وتوجد بدائل كثيرة من الممكن أن نستخدمها بدلاً من الحقيبة التي تضر صحة الطفل مستقبلاً، ومن شأنها أن تقلل من عدد المصابين في انحناءات العمود الفقري.
وللوقوف على تداعيات مشكلة الحقيبة المدرسية، قمنا بإجراء تحقيق مع أطباء عظام وعلاج طبيعي ومع أولياء أمور، وطلبة متضررين من الحقيبة المدرسية.
مريم إبراهيم في الخامسة عشر من عمرها أصيبت بانحناء في الظهر في الصف الثالث الابتدائي بسبب ثقل الحقيبة المدرسية، تقول والدة مريم إنه «لا يمكن لأحد أن يرى هذا الانحناء إلا الاختصاصيون في الطب، وعندما عرضنا ابنتي على الأطباء نصحونا بإجراء العملية».
وأضافت «قمنا بعرض ابنتي على مستشفى متخصص بعلاج العمود الفقري في ألمانيا، وقد كانت التكلفة عالية جداً، وكان التركيز في العلاج الطبيعي للانحناء مع تفصيل جاكت يسمى (corset) لمعالجة الانحناء».
من جهة أخرى يتحدث فواز محمود (13) عاماً بأنه تعرض لكسر في كعب رجله بسبب ثقل الحقيبة المدرسية، فيقول:»عندما كنت في المدرسة وفي وقت انتهاء الدوام الدراسي كبقية الطلاب نزلت من الدرج قاصداً بوابة المدرسة، ولكن عند نزولي وبسبب ثقل حقيبتي انحنى جسمي لجهة واحدة مما أدى إلى التواء رجلي».
ومع تزايد هذه الحالات المتضررة من ثقل الحقيبة المدرسية، يضيف الطبيب المختص بالعلاج الطبيعي عبدالله باقر، بأنه «صادفتني حالات كثيرة من الإناث والذكور، إلا إن نسبة الإناث كبيرة وذلك لأن عظام وعضلات الإناث أضعف».
وأضاف أن «الحقائب المدرسية قد تسبب الأذى لمناطق الظهر والرقبة مما يؤدي إلى تشوهات وآلام مزمنة في الفقرات، من ضمنها الانزلاق الغضروفي وانحناء الحوض إلى الأمام، وقد يصل إلى إعاقة دائمة وذلك أن الأطفال في مرحلة النمو، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الأمراض بعد عمر 14».
حقيبة آمنة
وفي استبيان حول طريقة لبس الحقيبة لجعلها آمنة على الطفل ولكي لايتأذى منها، أظهرت النتائج أن من الأفضل لبس الحقيبة على كتفين وليس على كتف واحد، وذلك بنسبة 84.31 في المئة.
مريم عمران (مدرّسة) ترى أن بالفعل الحقيبة ثقيلة، وتقول: «لكن من ناحيتنا نتعاون مع الطلبة ونستطيع التحكم في ذلك من خلال تنظيم العمل اليومي وتدريب الطفل على حمل الكتب التي درس بها وترك الباقي في درج الطاولة أو صندوق خاص به».
تراجع العلاج
وأشارت والدة الطالبة مريم إبراهيم إلى أن «الوزارة لم تأخذ خطوة جادة تجاه الموضوع رغم أن الحالات المكتشفة كثيرة في مدرسة ابنتي ومع اتفاق مع الممرضة تم الفحص على عدد من بنات المدرسة وتم اكتشاف 20 حالة، وكثير من أولياء الأمور يفتقدون للتثقيف الجيد لملاحظة الإصابة، فالأمهات لا يدركن مدى خطورة هذه المشكلة، حيث إنها تبدأ بالظهور عندما يبدأ الطالب أو الطالبة بالبلوغ لأن النمو حينها يكون سريعاً».
وحول استبيان أجريته عن الوزن المناسب للحقيبة المدرسية، كانت نتيجة الاستبيان أن 70 في المئة اتفقوا على أن وزن الحقيبة يجب أن يكون أقل من 15 كيلوجراماً.
آلام الرقبة
قال أخصائي العلاج الطبيعي والمتخصص في علاج وتأهيل مشاكل العمود الفقري، رئيس جمعية العلاج الطبيعي البحرينية هاني مهدي حسن: «إن من أعراض حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة هي الإصابة، وأن يكون هناك ألم في الرقبة وأعلى منطقة الكتف يصاحبها في بعض الأحيان صداع، آلام في منطقة أسفل الظهر، ظهور ميلان في العمود الفقري إلى الأمام أو إلى الجانب مع تغير مستوى كتف أو الحوض ليصبح أحدهما أعلى من الآخر».
ويضيف أن «من أهم الآثار الناتجة عن حمل الحقيبة المدرسية زيادة الحمل على فقرات أسفل الظهر وزيادة الشد العضلي على عضلات الأكتاف ووسط منطقة العمود، بالإضافة إلى زيادة ميلان العمود الفقري على أحد جانبي الجسم مما يسبب انحناء في العمود الفقري».
من جهته، أفاد الاختصاصي الطبيعي عبدالله باقر بأنه «عندما تكون الحقيبة ثقيلة على الظهر يكون الجذع في وضع أمامي مما يسبب ضغطاً على العمود الفقري، مما يدفع بالرأس إلى الأمام والنظر إلى الأسفل ورفع الرأس وتكون الرقبة منحنية بشكل كبير مما يسبب ضغطاً شديداً عليها يسبب أيضاً تشوهاً في الظهر بسبب الانحاء إلى الأمام».
جيل متكامل القوة الجسدية
من مدرسة جدحفص الثانوية تتحدث الطالبة فاطمة إبراهيم عن تجربتها بشأن الحقيبة المدرسية، فتقول: «طوال 12 سنة من الكفاح الدراسي مع حقيبتي التي تعتبر جزءاً من مظهر الطالب، كنا نعاني بشكل كبير من حجم الحقيبة المدرسية التي كانت تؤثر سلباً علينا وخصوصاً في المرحلة الثانوية».
وشرحت «هناك كثير من الكتب الثقيلة وتحتوي على أكثر من مقرر في حين إننا ندرس نصفه أو ربعه في فصل واحد، ولكننا نضطر لحمله بشكل يومي. هذا يشكل عبئاً على الحقيبة المدرسية».
وأضافت «أتمنى من مشروع مدارس المستقبل أن يكون له خطط مستقبلية من هذه الناحية واستبدال الحقيبة المدرسية بأجهزة إلكترونية متطورة حتى نحصل على جيل متكامل القوة الجسمية ولا يعاني من أي تشوهات جسدية وانحناءات في العمود الفقري والرقبة».
وتتفق مع رأي الاختصاصي عبدالله باقر بشأن تقليص حجم الكتب الدراسية، حيث إنه «في بعض المواد الدراسية توجد كتب تحتوي على محتوى لفصلين دراسيين، وبالتالي ذلك يزيد من عدد الصفحات مما يؤدي إلى زيادة وزن الكتاب. فيجب أن تحتوي الكتب على محتوى لفصل دراسي واحد فقط».
كما أضاف أنه «يجب توافر خزائن خاصة للطالب في المدرسة مما يسمح للطالب بوضع الكتب في الخزانة وهذا يساعده على عدم حمل جميع الكتب بشكل يومي».
وينصح باقر «بممارسة التمارين الرياضة، وذلك للمحافظة على القوة البدنية بالإضافة إلى عمل برنامج لتوعية أولياء الأمور بكيفية اختيار الحقيبة المناسبة».
من جهة أخرى، تشكي أم علي (ولية أمر) من حال أبنائها قائلة: «أبنائي يعانون كثيراً من ثقل الحقيبة المدرسية وحملها، في حين تطلب المدرسات من أولياء الأمور توفير الراحة الجسدية لأطفالنا عن طريق شراء حقائب غالية الثمن لا يستطيع الجميع توفيرها لأبنائهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة».
واستدركت بأن «من أسباب ثقل الحقيبة هو الجدول الخاطئ الذي تضعه المدرسة، فهي لا توزع المواد بطريقة صحيحة»، مضيفة «قد اشتريت لابنتي حقيبة ذات عجلات ولكنها تضطر لحملها على الدرج. أتطلع في السنة الدراسية المقبلة أن تكون الحقيبة خفيفة الوزن، وأخشى على أبنائي فهم الآن صغار ويشكون من ظهورهم، فماذا سيكون في المستقبل؟».
جمانة حسن أحمد، طالبة في المرحلة الابتدائية بمدرسة فاطمة بنت أسد، تروي لنا معاناتها قائلة إنها تعاني من ألم في ظهرها وكتفها بشكل يومي وتشكي من ثقل الحقيبة، وإذا تركت كتبها في المدرسة تتلقى معاملة سيئة من بعض المدرسات، فهناك تسجيل يومي لإحضار الكتب، متمنية من وزارة التربية والتعليم الوصول إلى حل سريع ينهي معاناتها اليومية.
وأفادت الممرضة أنيسة عبدالله بأنه «لابد من التخلص من بعض الكتب وتركها في المدرسة مع وجود نسخ في المنازل، ولابد من إجراء فحص طبي للبدن لكل الطلبة من جميع المراحل لضمان سلامتهم وبعدها تسجيل الحالات والبدء في علاجها وتشجيع المدارس التي تحوي على أقل عدد من الإصابات».
مطالب عديدة وشكاوى كثيرة، لم يكن هناك حل نافع يخفف عناء حمل الحقيبة على الطلبة الصغار قبل الكبار. فالأغلبية يتطلعون لحلول جذرية تتشارك فيها وزارة التربية مع المدارس وأولياء الأمور، لوجود خزائن مدرسية لحفظ الكتب، وذلك للحفاظ على صحة أجسام الطلبة.
ونطرح تساؤلاً، ماذا لو كان العام الجديد عاماً مليئاً بالتكنولوجيا، محافظاً على القوة الجسدية للأطفال، يقوم على أساس وجود الكتب وجميع الملفات على أجهزة «الآي باد»، فمن المرجح أن يكون هناك حلول آنية ومستعجلة لحل مشكلة لازالت تؤرق أولياء الأمور والطلبة من ثقل الحقيبة المدرسية.
مبادرات كثيرة من العديد من المدارس والمعلمين، متمنين من وزارة التربية والتعليم أن تسلط الضوء أكثر حول هذه القضية.
العدد 4297 - الخميس 12 يونيو 2014م الموافق 14 شعبان 1435هـ
لنلغي الحقيبه
لماذا لا نلغي الحقيبه و تكون المناهج محفوظه في آيباد شخصي لكل طالب لمواكبة السبوره التفاعليه والاعتماد على التطور التكنلوحي بدل الكتب المطبوعه
ابو حافظ
عندي اقتراح ،، ليش ما الوزير النعيمي يخلي اولاده يشيلون اشناط او هو بنفسه يجرب يشيل شنطه ويشعر بالمعانات وفي هالحر ،، وفي ناس ما عندها مواصلات ،،
كلام صحيح
نعم كلام صحيح شنط المدرسية اصبحت ثقيلة جدا ومصيبة ان جدول موجود من غير فايدة لان في الاخير مطلوب جميع كتب وكراسات .
على راي شمطوط والله فششششلتونا الحين اكثر دول متقزمة والفقيرة ايضا بستعملون اي باد و و امثلة مغرب العربي وكثير من دول العربية
الموضوع يحتاج الى حل سريع
حرااام اولادنه يحملون هالاوزان تتأثر صحتهم اتذكر لما كنا في المدرسة شكثر كانت الاثقال الي نحملها الحين احنا في 2014 المفروض في تطور (ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء) نطالب وزارة التربية بأخذ الموضوع بجدية اكثر وجزاكم الله خيرا ام علي تركي
الحقيبة المدرسية
نجن كطلاب نعاني فعلا من مشكلة ثقل الحقيبة المدرسية نتمنى من وزارة التربية و التعليم ان تحل هذه المشكله
الحقيبة المدرسية
موضوع ممتاز و شيق .. أتمنى من وزارة التربية و التعليم أن تستجيب للمطالب المرجوه ... كل أسرة بحرينية تعاني فعلا من مشكلة ثقل الحقيبة المدرسية و تريد حل جذري لهذه المشكلة ... فهل يا وزارة التربية و التعليم ستأخذ الموضوع بجدية ؟؟؟
وين المعلمات
معلمات الحلقة الأولى يمكنهم السيطرة بدرجة لا بأس بها ولكن يوم الخميس فيرجى من الوزير وزن حقسبة اي طالب حلقة اولى ليتفاجأ بثقلها وليحضرها التلميذ يوم الأحد بنفس الوزن
وين الوزارة
بصراحة الوزارة تصدر تعليمات للمدارس بترتيب جدول الحصص بحيث تتوزع المواد العلمية والعملية ولكن مجرد اوامر فلا تأخذ بعين الاعتبار كيفية تنظيمه والصعوبة التي تواجه الادارة واحتساب ساعات الرضاعة واجتماعات الأقسام وغيرها من الأمور. التنظيمية!!!!!!
فاطمة
اتمنى من الجهات المختصة اخذ الموضوع بعين الاعتبار ، حيث اصبحت الحقيبة المدرسية فوبيا بالنسبة للاطفال في هذا الوقت . .
المنو
بناتي في الإبتدائي واحدة تحمل شنطة وزنها 10 كيلو والثانية 8 كيلو