قالت مجلة «ميد» إن الخبراء والمحللين النفطيين دأبوا خلال السنوات الماضية على التنبؤ بأن أسعار النفط ستهبط الى ما دون 100 دولار للبرميل، لكن لما لم تستطع هذه التوقعات الصمود امام تطورات الأسعار الحالية، فانه يمكن أن نعتبر من الأخبار السارة بالنسبة إلى الدول المنتجة للنفط أن ثمة عاماً آخر من ثبات الأسعار المرتفعة مع تهافت التوقعات في الاتجاه المعاكس.
وقالت المجلة إن كثيراً من المحللين في العامين 2012 و2013 ظنوا خطأ أن دورة السلع - السوبر - التي بدأت العام 1999 كانت على وشك الانتهاء، وأن أسعار النفط ستدخل مرحلة من تراجع اسعار النفط تمتد 20 عاماً. وقد ساهم ازدهار الغاز الصخري في أميركا الشمالية في زيادة العروض الكبيرة من النفط من قبل منتجين خارج نطاق «أوبك» وساد الاعتقاد لدى الكثيرين بأن من شأن ذلك أن يحدث ضغوطاً كبيرة على أسعار النفط ويطيح بها الى ما دون حاجز الـ95 دولارا.
على أن مثل هذه التقديرات لم تر النور، حيث إن ادارة معلومات الطاقة التابعة إلى وزارة الطاقة الأميركية تتوقع ان يبقى متوسط اسعار النفط خلال العام 2014 في حدود 104.88 دولارات للبرميل، وهذا يعني تراجعا بواقع 3.53 دولارات أو 3.25 دولارات للبرميل عن أسعار العام 2013، وهو سعر سيكون بلا شك مصدر سعادة بالغة للدول المنتجة الرئيسية للنفط.
وقالت المجلة إن معظم اقتصادات دول الشرق الأوسط تعتمد بشدة على صادراتها من النفط والغاز، كما أن الغالبية العظمى من الموارد الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي والدول المنتجة الأخرى تتدفق من الموارد النفطية، ولذلك فانه على رغم أن الأسعار ستبقى على المدى المتوسط، وتحديداً في العام 2014 فوق حاجز المئة دولار، فإن النظرة المستقبلية على المدى المتوسط لن تكون على هذا النسق ولن تكون ميالة نحو الارتفاع.
ورأت المجلة أن انتاج النفط الخام من خارج اوبك مهيأ للارتفاع بواقع 1.9 مليون برميل يوميا في العام 2014، مستمدا الزخم من فورة الانتاج من النفط والغاز غير التقليديين في أميركا الشمالية، واذا اضفنا الى ذلك ما يتوقع من زيادة كبيرة في انتاج أعضاء اوبك، فان الوضع العام يجب أن يدق ناقوس التحذير من احتمالات تراجع الأسعار.
وختمت المجلة بالقول: «ان اسعار النفط ظلت بصورة تاريخية تتراجع بشكل دراماتيكي عندما تكون لدى منظمة «أوبك» طاقة انتاجية كما ان المسائل الجيوسياسية الحالية تعني ان الوقت لم يحن بعد لمثل هذا التراجع، أما اذا شهدت الساحة تغيرات جوهرية فربما تعود الى الأذهان تقديرات العام 2012 التي توقعت ان تتراوح الأسعار بين 85 و95 دولاراً للبرميل، الأمر الذي سيحولها الى حقيقة واقعة».
العدد 4297 - الخميس 12 يونيو 2014م الموافق 14 شعبان 1435هـ