يقدم "مهرجان دبي السينمائي الدولي" بالشراكة مع مؤسسة أرسنال للأفلام وفن الفيديو التي تتخذ من برلين مقراً لها والمتخصصة في مجال فنون السينما والتلفزيون، لجمهور وعشاق الفن السابع مجموعة مختارة من أشهر إنتاجات السينما العربية التي وردت في أحدث إصدارات المهرجان بعنوان "سينما الشغف: قائمة مهرجان دبي السينمائي لأهم 100 فيلم عربي"، وذلك على مدى ست أمسيات بدءاً من يوم غد الجمعة (13 يونيو/ حزيران 2014) وحتى الأربعاء 18 من الشهر نفسه في مقر مؤسسة أرسنال في برلين.
وكان "دبي السينمائي" قد أصدر خلال دورته السابقة كتاباً بعنوان "سينما الشغف: قائمة مهرجان دبي السينمائي لأهم 100 فيلم عربي"، وذلك ضمن احتفالاته بمرور عشرة أعوام على انطلاقه. وجاء الكتاب نتيجة لاستفتاء على أهم الأفلام في تاريخ السينما العربية شارك فيه أكثر من 500 من نخبة النقّاد والمخرجين والكتّاب والروائيين والأكاديميين وخبراء صناعة السينما من كافة أرجاء العالم العربي والغربي، ليصبح مرجعاً هو الأول من نوعه من حيث أهمية الحفاظ على الإرث السينمائي العربي.
وتتنوع الأفلام المختارة للعرض في أمسيات أرسنال بين إنتاجات السينما المصرية والسورية واللبنانية والتونسية والفلسطينية، وتتضمن أفلاماً لعمالقة الإخراج من أمثال يوسف شاهين ومحمد ملص، بالإضافة إلى فيلم المومياء للمخرج شادي عبدالسلام الذي جاء على رأس قائمة كتاب "سينما الشغف".
وقال عبدالحميد جمعة،رئيس مهرجان دبي "يسعدنا التعاون مع مؤسسة أرسنال وتقديم تلك المجموعة المختارة من الأفلام العربية التي وردت في قائمة كتاب "سينما الشغف: قائمة مهرجان دبي السينمائي لأهم 100 فيلم عربي"، وإطلاع جمهور برلين على إبداعات وتاريخ السينما العربية. ونحن نتطلع إلى مشاركة هذا الإرث السينمائي العربي وإلقاء الضوء على ماضي وحاضر السينما العربية عبر تنوع الأفلام التي تم اختيارها، ونأمل أن يجد عشاق السينما في برلين مادة غنية في هذه الأفلام تلبي شغفهم السينمائي."
وتتضمن قائمة الأفلام المختارة فيلم "بيروت الغربية" للمخرج اللبناني زياد دويري. تدور أحداث الفيلم الذي تم إنتاجه عام 1988 بينما تضع الحرب الأهلية اللبنانية أوزارها، في ربيع 1975، إذ يتتبع العمل خطى مراهقين إبان تلك الحرب في دراما تمتزج فيها الأحلام الطفولية بوقائع الحرب.
كذلك يعرض فيلم "باب الحديد" الذي أخرجه المصري الراحل يوسف شاهين (1926 – 2008)، والذي احتل المرتبة الثانية في القائمة. وتدور أحداث الفيلم الذي تم إنتاجه عام 1958، في محطة القطارات المركزية في القاهرة، التي اشتهرت باسم باب الحديد، ويرسم لوحة مستوحاة من واقع حياة المهمشين في المجتمع المصري.
ومن الأفلام أيضا فيلم "المومياء" إخراج المصري شادي عبدالسلام (1930- 1986)، والذي تصدر فيلمه قائمة كتاب "سينما الشغف: قائمة مهرجان دبي السينمائي لأهم 100 فيلم عربي". وتدور أحداث الفيلم في عام 1881 وهي مستوحاة من واقعة حقيقية تتمثل باكتشاف "خبيئة جبل الدير البحري" وقد طال انتظار عرض هذا الفيلم على مستوى عالمي، وخاصة بعد أن قام بترميمه المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي عام 2009 عبر مؤسسته "مؤسسة السينما العالمية".
كذلك يعرض فيلم "أحلام المدينة" وهو باكورة أعمال المخرج السوري محمد ملص، تدور أحداثه في خمسينيات القرن الماضي حول الاضطرابات السياسية في سوريا، وما تعرض له كباقي أقرانه من الأطفال من فقدان لحسّ الطفولة في مواجهة الظلم والطغيان. وهو عبارة عن سيرة ذاتية جزئية عن فترة عاشها محمد ملص، ويعتبر الفيلم أيضاً تحولاً قاده محمد ملص في مسار السينما السورية.
كما تم اختيار فيلم "صمت القصور" إخراج التونسية مفيدة التلاتلي، ويروي الفيلم قصة التحرّر في حقبة ما بعد الاحتلال، حيث تصل تلك الشابة إلى مناصب عليا في ظل حقيقة أمها التي كانت تعمل خادمة في قصور أحد الأمراء.
بالإضافة إلى ذلك سوف يعرض فيلم "يد إلهية" وهو إنتاج 2001 للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، ويدور الفيلم حول الصراع العربي الإسرائيلي وانعكاساته على واقع الحياة اليومية عبر لوحات سوريالية من العنف غير المبرّر.
ومن الأفلام المصرية أيضا يعرض فيلم "الأرض" إنتاج 1969 للمخرج يوسف شاهين من وحي رواية الأديب المصري عبدالرحمن الشرقاوي. يروي أحداثاً وقعت في ثلاثينيات القرن الماضي وقصة الصراع بين الفلاحين وطبقة الإقطاعيين التي سيطرت على الأطيان الزراعية المصرية في السابق، محاولاً اكتشاف تلك العلاقة بين أحلام الفرد البسيط في مواجهة بطش رأس المال الإقطاعي المتسلط.
وأخيرا يعرض فيلم "الكيت كات" إخراج المصري داود عبدالسيد، وهو لوحات من كوميديا اجتماعية ناقدة، تأخذ المشاهد إلى أعماق مشاكل الفرد بكثير من السخرية في أحد الأحياء الفقيرة في القاهرة، وذلك عبر مخيلة رجل ضرير.