مازالت غالبية البيوت البحرينية تعيش هذه الأيام حالة استنفار شديدة بسبب فترة الامتحانات، وذلك لتضمن النجاح والتفوق لأبنائها، فهذه تسعى لإنجاز واجباتها المنزلية حتى تتفرغ في فترة الظهر والعصر وحتى أول المساء للمذاكرة مع فلذات أكبادها، وهذا يحرص على توفير أجواء الطمأنينة والراحة لأبنائه لينعموا بهدوء نفسي يمكنهم من التميز دراسياً... وهذه تأخذ ولدها لمدرس خاص، وتلك لمعهد للمذاكرة... وتلك تراقب أبناءها وتسترجع معهم ما درسوه، وأخرى تعد أسئلة شبيهة بمادة الامتحان لتتأكد من جاهزية أولادها وبناتها... وأخرى وآخر، كلهم على أعصابهم ويتحملون مسئوليات فوق طاقاتهم في أحيان كثيرة... هم جميعاً سواء أبوك أو أمك أو أختك أو أخوك تحملوا مسئولياتهم وأدوا واجبهم من أجل هدف واحد، وهو نجاحنا وتفوقنا، فهل سنتحمل نحن المسئولية ونحقق الهدف المرجو من إعلان حالة الاستنفار طوال هذه الفترة؟!.
هم سعوا لتعليمنا من أجل مستقبل أفضل لنا، فإن ضغط عليك ذووك، فلا تحزن هم يضغطون عليك لصالحك ومستقبلك... فإن أنت فضلت اللعبة والراحة والترفية على المذاكرة والجد خلال هذه الفترة الوجيزة الممتدة من سبعة إلى عشرة أيام، فلن تنعم بتسعين يوماً سعيداً في الإجازة الصيفية، بل ربما لا قدر الله ترسب في بعض المواد نتيجة إهمالك، أو ربما تضيع على نفسك سنة دراسية كاملة، ما سيؤدي لبقائك في الفصل الدراسي نفسه مع طلاب أصغر منك سناً، بينما أقرانك سيكملون مشوارهم فرحين في صفوف أعلى منك، فهم نعموا بتسعين يوماً سعيداً في الإجازة، إضافة إلى أنهم قد أكملوا سنة دراسية... بينما أنت فقد تحول التسعين يوماً إلى حزن بسبب إهمالك، كما أنك أضفت سنة دراسية أخرى على نفسك بدل أن تقلص عدد السنوات الدراسية.
هل تقبل على نفسك ذلك، فإن كان أولياء أمورنا قد تحملوا مسئولياتهم تجاهنا ووفروا لنا الأجواء الجيدة للدراسة، بل وسعوا للمذاكرة معنا، فَلِمَ لا نتحمل نحن أيضاً مسئوليتنا ونذاكر لننجح ونتفوق ونحقق الهدف الذي يصبون إليه؟!.
اسعوا أصدقائي من أجل مستقبل أفضل وحياة هنيئة، وكافئوا ذويكم بتفوقكم ونجاحكم، مع تمنياتنا للجميع بالتفوق والنجاح.
مناهل
العدد 4296 - الأربعاء 11 يونيو 2014م الموافق 13 شعبان 1435هـ