العدد 4296 - الأربعاء 11 يونيو 2014م الموافق 13 شعبان 1435هـ

استحقاقات البعثات الدراسية ووزارة التربية والتعليم

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

في نهاية كل عام دراسي ينتظر طلبة وطالبات المرحلة الثانوية العامة المتفوقون استحقاقاتهم من البعثات الدراسية بتوجس شديد، ويتخوّفون كثيراً من إجراءات وزارة التربية التعليم الضبابية أن تبخس حقهم التعليمي كما حدث في السنوات الثلاث الأخيرة خصوصاً، وبدعة 40 في المئة للمقابلات الشخصية، و60 في المئة للتحصيل الدراسي. وإجبار الطالب على اختيار 12 تخصصاً مختلفاً، تجعل الطالب وأسرته في أجواء نفسية مريبة، تجبره أن يعيش في قلق دائم على مستقبله الدراسي.

وليس خافياً على أحد أن وزارة التربية والتعليم طبقت هذه الآلية من العام 2011، التي لا يفهم من خطواتها غير التربوية إلا استهداف الطلبة والطالبات المتفوقين من فئة معينة، من الحاصلين على معدلات تراكمية عالية، من أجل إبعادهم عن تحقيق رغباتهم الدراسية الأولى. وهذا ما دفع بعض المنظمات الحقوقية المحلية في السنوات الماضية لإصدار البيانات التي تندد بخطوات الوزارة التي مارستها في البعثات الدراسية، ومطالبتها العدول عنها واعتماد المعدلات التراكمية لتحديد استحقاقات الطلبة المتفوقين في البعثات الدراسية والرغبات التي تتناسب مع ما حصلوا عليه من معدلات مرتفعة.

لقد كانت نتائج تطبيق هذه الآلية في السنوات الثلاث الماضية وخيمة على الطلبة المتفوقين الذين بذلوا الجهود الكبيرة من أجل الحصول على معدلات تراكمية عالية، وقد تضرّر منها عشرات الطالبات والطلبة المتفوقين، ولم يتمكنوا من تحقيق رغباتهم الدراسية الأولى التي تحقق طموحات وطنهم في المستقبل المنظور. فالمتفقون والمتفوقات ممن تضرّروا كثيراً، دراسياً ومالياً ونفسياً من سياسة الوزارة في البعثات الدراسية، مازالوا هم وأسرهم يعانون من تبعاتها السلبية، التي سمحت للطالب المتفوق الحاصل على المعدل التراكمي الأقل يحصل على رغباته الأولى، واستبعاد الطالب المتفوق الحاصل على المعدل الأكبر، فقط بسبب الانتماء المذهبي. وبطبيعة الحال هذه الآليات في اختيار المرشحين للبعثات الدراسية التي لا تحقق لهم رغباتهم التعليمية الأولى، قد حرمت الكثيرين من استحقاقهم الدراسية، ما أضاف أعباء مالية كبيرة على عواتق أسرهم، والكثير من أولياء الأمور وقفوا عاجزين عن تسديد الرسوم العالية التي تفرضها الجامعات الخاصة، ولهذا لم يتمكنوا من تحقيق رغبات أبنائهم وبناتهم الدراسية لمحدودية مواردهم المالية.

هذا التلاعب المتعمد بمصير الطلبة المتفوقين الدراسي، الذي تمارسه وزارة التربية في البعثات الدراسية، يضر كثيراً بمستقبل الوطن في مختلف المجالات العلمية والطبية التي يحتاجها المجتمع ويحرم المجتمع من أقوى كفاءاته وعقوله. ونقول لوزارة التربية: ألا يكفيك ما فعلتِهِ من ضغوط نفسية ومعنوية ومادية على هذه الفئة الطلابية المتميزة وعلى أسرهم في السنوات الثلاث الماضية؟ أليس الواجب الأخلاقي والإنساني والوطني جميعاً، يدعوك إلى احترام الكوادر الوطنية المتميزة؟ وإذا كان كذلك، فلماذا تتعاملين مع هذه الفئة خلاف تلك الأخلاقيات الإنسانية؟

إن عدم تقدير الكفاءات التعليمية المتميزة تخالف أسس ومبادئ التعليم، فالاستخفاف بهذه القدرات الوطنية لا يتوافق مع كل النواميس الأخلاقية والتربوية في جميع الأحوال والظروف، وكل ما ندعوه هو احترام جميع القدرات والطاقات الوطنية الخلاقة، وأن لا تكون المؤثرات النفسية السلبية والمعايير المذهبية البغيضة متقدمة على مصلحة الوطن وقت توزيع البعثات الدراسية، وهم لم يطالبوا بأكثر من استحقاقاتهم الدراسية العادلة.

إن الشفافية والوضوح وعدم اللف والدوران في توزيع البعثات الدراسية يجعل الجميع يتحدث عن هذه القضية بإيجابية ورضا، أما الغموض والضبابية وعدم نشر أسماء ومعدلات الطالبات والطلبة المتفوقين الحاصلين على البعثات والرغبات الدراسية في الصحافة المحلية كما كان يحدث في السابق، فذلك يجعل جميع المتضررين من هذه السياسة الحالية يضعون علامات استفهام كبيرة على هذه التصرفات غير التربوية، وليس هناك أية مبررات منطقية تمنع الوزارة من الالتزام بمبادئ الشفافية والعدالة في توزيع البعثات الدراسية.

إن إصرار الوزارة على التكتم غير المبرر على هذه المسألة يزيد الشكوك لدى المهتمين بالتعليم في هذا البلد الطيب، فلهذا ندعو وزارة التربية للمرة الألف، إلى اتباع الأساليب التربوية الواضحة التي لا تسمح لأحد أن ينتقدها في البعثات الدراسية أو التوظيف، أو الترقيات والحوافز والمكافآت؛ أو في استهدافها لموظفي معهد البحرين للتدريب أو فصلها وتوقيفها لعشرات الطلبة الجامعيين من كلية البحرين للمعلمين، أو تعاملها المتحامل مع بعض الروضات، أو ممارساتها غير العادلة مع حراس أمن المدارس.

إن أخذ الوزارة بمبدأ الشفافية يساعدها في الدفاع عن صحة إجراءاتها وسياساتها، أما إصرارها على رفض مبدأ الشفافية فإنها تثبت خلاف ذلك تماماً، وكل ما نتمناه أن يأتي اليوم الذي فيه يصبح فيه التعليم في بلدنا الطيب في أحسن حال، لنفخر ونشيد به جميعاً، ونسأل الله أن يكون ذلك قريباً.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4296 - الأربعاء 11 يونيو 2014م الموافق 13 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 1:13 م

      هذا أخطر ملف

      أقصد التعليم
      الله يعين هذا الشعب على هذه السياسة الطائفية الخطيرة

    • زائر 8 | 5:29 ص

      يا استاذ سلمان

      صرتم بهذه التقارير تقضون مضاجعهم ومضاجع كتابهم ( المتصيحفين ) بذييء اللسان والعقل والذين لا يستطيعون رد الحجة بالحجة ويعمدون للشتم والتخوين والسب وهذا اسهل الطرق للتعبير عن مكمون بذاءة النفس ، وهذه صفاة الوضيعين في المجتمعات المتحضرة فالمثقف يناقش الفكرة ويرد عليها اما الضعيف فيرد ببذاءته وما تعلمه في محيطه ويحسب بذلك انه رد ردا مفحما او مقنعا ، ومادروا ان ردوهم في مقابل حقائقكم تزيد المتابع تمسكا بالحقائق والضحك على تفاهاتهم .

    • زائر 7 | 2:54 ص

      ايام الدولة الاموية

      كانت دراسة الطب فقط للموالين اما شيعة على فمحاربون في ارزاقهم بسبب حبهم وموالاتهم لمولى الموحدين الامام علي ويقول لك بلد مو طائفي عيل وين البلد الطائفي يقول لك العراق والعراق رئيسه سني رئيس والبرلمان سني المحافظيه كل واحد سني يكون على منطقه سنية والسنه يصلون الى اعلى المراتب في الجيش العراقي مافيه بلد طائفي مثل البحرين في الكون كله

    • زائر 6 | 1:27 ص

      محاكم دولية

      يجب جر هؤلاء الى المحاكم لأخذ جزاهم في الدنيا.

    • زائر 10 زائر 6 | 7:52 ص

      محاكم دولية

      سؤال للمتخصصين في القانون الدولي: هل ممكن فتح ملف لكل هذه المخالفات لدى محاكم دولية تعنى بهذه الامور؟

    • زائر 5 | 1:21 ص

      الاية الكريمة

      لا يحيق المكر السيى~ إلا بأهله.

    • زائر 4 | 11:10 م

      لن يتغير شيء مدعوم من الاعلى هذا الوزير لينتقم من مكون كبير

      مدعوم ومطلوب منه تنفيد ما جاء في التقرير المثير فهو ينفد المطلوب منه شفهيا وليس كتابيا وهو مطيع لذلك عمر في هذه الوزارة ولا تستبعد وجوده في الوزارة القادمة طمر البشر في حرمانهم من البعثات ودمر التعليم بإرجاعه القهقري عشرات السنوات وعمق التمييز والطائفية ولك بإغلاق الحضانة دليل

    • زائر 3 | 10:41 م

      في الصميم

      احسنت أستاذنا الفاضل

    • زائر 2 | 10:29 م

      كل ما ذكرته صحيحا وما خفي أعظم

      نعم كل ما ذكر صحيح ومهما حاولوا الدفاع عن أنفسهم بمواضيع إنشائية خيالية فلن يغير من الواقع المر شيئا ً ولي موقف مع زميلة نشطة ولها الكثير من الإنجازات تقدمت لوظيفة مدير مساعد عدة مرات ورفض طلبها بسبب المذهب وتم ترقية النطيحة والمتردية أنا الحوافز فحدث ولا حرج توزع حسب المذهب وكلما كان المعلم أو المعلمة على قدر كبير من الإهمال والغياب والتسيب ففرصة الحوافز قريبة منهم وأما البعثات فإبنتي إحدى الضحايا وليس لنا إلا أن نقول حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 1 | 10:26 م

      87% يدرس طب في الايرلندية على حساب الدولة

      من المهازل طلاب 98 و 99 بالمائة لا يحصلون على بعثة طب و 87 بالمائة في الجامعة الايرلندية يدرس طب على نفقة الدولة

اقرأ ايضاً