العدد 4296 - الأربعاء 11 يونيو 2014م الموافق 13 شعبان 1435هـ

"ولاتنهرهما" لـ "واحة بربورة" حظي بـ 40 ألف مشاهدة

ضمن جهود فردية تعمل بمعزل عن همِّ الالتفات إليها، لأنها تريد تقديم وإيصال قيمة، اجتماعية، أو فنية، أو أخلاقية، يأتي جهد "فرقة أسرة واحة بربورة للإنتاج الفني"، ضمن جهود جهات تعمل في الظل. لا طرف... لا جهة رسمية يمكن أن تعير أدنى اهتمام، أو حتى الأدنى من المتابعة والتنويه إلى طبيعة وقيمة تلك الجهود التي تُقدَّم على رغم الإمكانات المحدودة.

فرقة أسرة واحة بربورة للإنتاج الفني أبرزت واحداً من جهودها متمثلاً في فيلم سينمائي قصير لا يتجاوز 7 دقائق و50 ثانية بعنوان "ولا تنهرهما". حاز الفيلم متابعة أكثر من 40 ألف مشاهد على "يوتيوب" خلال فترة بسيطة. الفيلم كتبت قصته، جيهان صالح، سيناريو وحوار خليل حبيب، مدير التصوير، عباس هلال، مونتاج، عبدالله أمان، وبطولة، سعيد عبدالله، وحسن هلال، وتمثيل، محمد بطي، علي مال الله، وليد حسن، علي الصميخ، علي مشعل، وقاسم بطي، والأطفال، محمد الوزير، حيدر رضا، وجود العبّار. مساعد المخرج، قاسم بطي، وإخراج علي عبدعلي، فيما اطلع بالإشراف العام المخرج، جميل أحمد.

تبدأ قصة الفيلم من الأرض/ الحقل. يبدأ بطل الفيلم (سعيد عبدالله) سيد حسين في الدور الطلب من "حجي مكي" إنهاء عمله في النخلة لأن "المعزّب" في طريقه لتفقد العمل. تحضر النخلة عنواناً للأصالة. تحضر الأرض (التصوير تم في المعامير والنويدرات) في المقام الأول ضمن مضامين عديدة للأصالة تلك. سيد حسين، وحجي مكي يكتنزان بها. بذلك الالتصاق الجميل بالأرض. ذلك واحد من المضامين المباشرة التي يبدأ بها الفيلم. تنتقل الكاميرا بعد ثوانٍ إلى سيد حسين وقد غادر عمله في الأرض. الكاميرا تقدم لقطة خاطفة لطبيعة "الفرجان" بيوت قديمة، سكك ضيّقة. طفل يطل من نافذة البيت (أحد أبنائه). مع وصوله البيت المتهالك من هيئته، يستقبله أطفاله الثلاثة، استعداداً لوجبة الغداء، ثوانٍ يدخل الابن الرابع حسن ويطلب منه والده الانضمام إليهم، وبصوته المرتفع ورعونته يرفض مشاركتهم وجبة الغداء. يريد جهاز اللابتوب! "يشعر بحرج كلما جلس مع أصدقائه وهو من دونهم لا يملكه". يرتفع صوته يتسع تذمره ... يكتفي الأب بوعد أن يؤمّن له الجهاز. نظرة أحد الأطفال في الملاسنة التي تحدث بين الاب وابنه حسن، كانت جميلة ومعبرة. الكاميرا التقطت تلك اللحظة بكل ما تضج به من تكثيف وحساسية. يغادر الابن الأرعن المكان.

وفي دورة لا تتغير، يعود سيد حسين إلى الحقل يعمد إلى جز نباتات شبه ذاوية، يتفقد شجرة الرمان. الكاميرا خاطفة ولكنها مكثفة بالكثير من القيم. يمكن لأي منا أن يفكك الرموز الذي لاحظه وبلغه. هي الأرض نفسها بكل الحمولات والرمز الذي تتضمنها. عودة إلى البيت. الكاميرا خاطفة أيضاً. على بسطته في السوق في امتداد شارع داخلي، يبيع بعضاً مما تنبت الأرض، تنتابه وعكة أثناء أدائه العمل. مرور الابن حسن مع أصدقائه، ونظرات لم تكُ حاسمة. نظرة الأرعن، أم النقيض له؟ اختلط الأمر مشهد وحيد كان غير ناضج.

مشهد الأب على فراش مرضه كان سريعاً أيضاً. أحدهم يطرق الباب، يبادر الابن (حسن) إلى فتحه ليفاجأ بجهاز اللابتوب الذي كان سبباً في رعونته وارتفاع صوته في مشهد الفيلم الوحيد (على الأقل في الفيلم. ثمة من لا يحتاج إلى جهاز لابتوب كي يكون سبباً في وقاحته ورعونته في زمننا هذا). يختتم بعودته إلى غرفة والده منحنياً على يده مقبِّلاً إياها.

قيمة الأشياء تلك يتم دفعها من تعب وشقاء. لا يهم كيف ومتى؟ بالنسبة إلى كثير من الأبناء. ومع ذلك، لا يحول الفقر دون تلبية بعض الأشياء تلك بالعسر الشاهر علاماته في حيوات أولئك الناس البسطاء في كل شيء. في توفير حتى غير الضروري منها، والتي لن تتوقف بغيابها الحياة. تلك الأثرة، وذلك البذل فوق الطاقة، وذلك الجهد والتآخي مع المرارات، سعياً وراء سدّ حاجات تقفز من هنا وهناك، وفي انعدامها وضيق ذات اليد، تضطرب الأحوال ويشذ السلوك.

القصة بسيطة ومباشرة. أداء سيد حسين كان مقنعاً. تركيز الكاميرا على قسمات وجهه قالت كلاماً كثيراً. لم يكن الفيلم مكتظاً بالحوار... بالكلام طوال الدقائق السبع والخمسين ثانية. بضع كلمات. لذا لا مجال للحديث عن الأداء. يكشف الأداء الكلام.

يذكر، أن كاتبة القصة، جيهان صالح، تعمل مرشدة نفسية وباحثة اجتماعية متطوّعة في جمعية النويدرات الخيرية، وهي منسقة أيضاً في "مدى الشبابي" التابع إلى الجمعية، ولها اهتمامات بالقضايا الاجتماعية كالتي تطرقت لها في القصة وهي تجربتها الكتابية الأولى.

وقالت في شهادة مكتوبة: "لأننا غالباً ما نعمل دون شهاداتنا العلمية، حاولت أن أوظّف بعضاً منها بالاهتمام بالعمل التطوّعي. للأمانة كان تشجيعاً من الشاب علي مشعل أن أكتب القصة وهو المعنيّ بواحة بربورة".

يذكر، أن كاتب السيناريو خليل حبيب، هو كاتب للقصة القصيرة، ومؤلف مسرحي للأطفال. مؤلف مسرحية "حكاية أرنوب". مهتم بالشأن المسرحي المدرسي، ومخرج مسرحي، ورئيس فرقة أسرة واحة بربورة للإنتاج الفني.

شارك بفعالية في إنشاء نادي المسرح في المدرسة وتم عرض مسرحيات من بينها مسرح دُمى منها: "من هي؟"، "مكان عجيب"، "الجميلة الأمينة"، "أنا مريض"، "أمي"، "أنا أعمى"، "انتخبوني"، ومؤلف فيلم "أبغي أعرّس".

العدد 4296 - الأربعاء 11 يونيو 2014م الموافق 13 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 6:35 ص

      ابداع

      ماشاء الله عمل في غايه الإبداع وفقتم لتقديم المزيد أن شاء الله

    • زائر 9 | 12:32 ص

      ما شاء الله

      الله يعطيكم العافيه ...عمل رائع جدا جدا ..اللقطات رائعه والموسيقى مؤثره..

    • زائر 8 | 4:17 ص

      خيرُ الكلام

      الفلم جميل وممتع، لدرجة اطفالي تأثروا به ويشتاقون لمشاهدته، وفي احد المرات بينما اقوم بتوصيل ابنتي للروضه كانت منزعجة وتبكي، وانا في مسيري شاهدة الحاج سعيد عبدالله يمشي، فاستوقفته لحظة للحديث مع طفلتي بابتسامة أبوية لطيفة فتغيرت دموعها لفرح في لحظة بل احس بأن الأنشراح اوسع صدرها وذهبت لروضتها بشكل مغاير، من هنا يكون التأثير العاطفي والعشق الأبوي الراقي ليس مجرد تمثيل في بضع دقائق بل يتجسد على الواقع. الحاج سعيد أب بالمعنى الحقيقي. تحيات أنور بطي

    • زائر 7 | 1:54 ص

      بوركتم

      عمل رائع
      الله يعطيكم الف عافية
      بوركتم

    • زائر 6 | 1:53 ص

      نشجع هذه الاعمال ونتمنى لها دوام التوفيق

      اعمال نتمنى لها للرقى والتميز دائما

    • زائر 4 | 1:53 ص

      الى الامام دائما

      بالوفيق ابو قاسم

    • زائر 3 | 1:21 ص

      يعطيكم العافية

      عمل جميل جدا يا شباب ...وفي ميزان حسناتكم

    • زائر 2 | 11:32 م

      روووووعة

      عمل جميل جداً وبالتوفيق

    • زائر 1 | 10:33 م

      التعاون

      تعاون مشترك بين القرتين النويدرات والمعامير والبطل الحاج سعيد عبدالله حسين من قرية النويدرات نتمني المزيد يا شباب
      والله يعطيكم الف عافية

اقرأ ايضاً