العدد 4296 - الأربعاء 11 يونيو 2014م الموافق 13 شعبان 1435هـ

«الثقافة» تستعرض العمارة العربية بمعرض العمارة الدولي الرابع عشر بإيطاليا

جناح وزارة الثقافة في مدينة فينيسيا قدم قراءة معمارية عامة وشاملة للدول العربية
جناح وزارة الثقافة في مدينة فينيسيا قدم قراءة معمارية عامة وشاملة للدول العربية

الوسط - محرر الشئون المحلية 

11 يونيو 2014

شاركت وزارة الثّقافة في معرض «Fundamentalists and Other Arab Modernisms»، والذي انطلق منذ الخميس الماضي (5 يونيو/ حزيران 2014) في مدينة فينيسيا بالجمهوريّة الإيطاليّة. وقد شكّل جناح وزارة الثّقافة معاينة للخارطة العربيّة من خليجها إلى محيطها، حيث استلهم المعمار العربيّ وتحوّلاته خلال مئة عام، بالاتّساق مع موضوع المعرض العامّ والمقام تحت عنوان: «أساسيّات– Fundementals».

ويقدم جناح وزارة الثّقافة، الذي يستمرّ حتّى نهاية المعرض في الثّالث والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني هذا العام، قراءة معماريّة عامّة وشاملة لدول الوطن العربيّ، تتناول دراسة للعلاقة ما بين تلك الدّول والمستعمرات الأوروبيّة في المنطقة، كما يتابع حركة النّموّ العمرانيّ اللّاحق لتلك المستعمرات بما شكّله من انصهار ما بين الحضارات، واستيعاب للطّارئ الذي فرضته التّغيّرات السّياسيّة والحِراك الاقتصاديّ وما طرأ على تركيبة المجتمعات المدنيّة.

ويتّخذ الجناح، الذي تابعت تفاصيله رئيسة المشروعات الهندسيّة بوزارة الثّقافة نورا السّايح، ونفّذه قيّما المعرض جورج عربيد وبرنار خوري صاحبا (المركز العربيّ للعمارة – ACA)، مكتبةً دائريّة ضخمة وثريّة، صُمّمت بواسطة مكتب (DW5) للمعماريّ برنار خوري. هذه المكتبة تتضمّن مراجع معماريّة تقدّم مئة معمارٍ عربيّ على مدى 100 عام في الفترة ما بين 1914م حتّى 2014م، وتعلوها قبّة بشاشات عرضٍ قام بتصميمها Safar Studio، وتعرض الشّاشة الأناشيد الوطنيّة لاثنين وعشرين دولة عربيّة.

تشكّل هذه المشاركة لمملكة البحرين تجربة فريدة واستثنائيّة، كونها لا تنقل تجربة فرديّة محدودة بجغرافيّتها، بل اتّسعت لتشمل الوطن العربيّ بكامله، في خطوة لإيصال ثقافته العمرانيّة وهويّته المكانيّة إلى العالم.

واستثنت هذه المشاركة شخوصًا بعينهم، مركّزةً على أرشفة مئة عامٍ من المعمار العربيّ، ومستعرضةً أهمّ المفاصل التّاريخيّة المهمّة وعلاقتها بالمكان. ويأخذ الجناح زوّاره في رحلة اكتشاف وتعمّق في العلاقات ما بين الأوطان العربيّة والمستعمرات والوصايات الأوروبيّة على المنطقة، إلى جانب استعراض الهويّة الأصيلة والحداثة المعماريّة، وتسعى البحرين من خلال ذلك إلى معاينة تلك التّقاطعات التّاريخيّة، وأثر تلك الظّروف والمتغيّرات السّياسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة على الأنماط التّصميميّة والعمرانيّة.

وبالتّوازي مع هذا المعرض، أصدرت وزارة الثّقافة كتاب «مختارات من عمارة العالم العربيّ 1914 - 2014»، والذي يوثّق مجموعة من موادّ البحث والدّراسات لذلك المعمار، من خلال 7 مقالات وأبحاث مختلفة تكوّن المحتوى العلميّ للمعرض، وتقدّم لمحة تاريخيّة عن تطوّر العمران في الوطن العربيّ من خلال تناول المكوّنات الجغرافيّة للمنطقة، والتي تشمل: العراق، شبه الجزيرة العربيّة، مصر، بلاد الشّام، شمال القارّة الأفريقيّة العربيّ وجنوب القارّة الأفريقيّة العربيّ. ويقدّم كلّ مبحث مجموعة من الوثائق لأهمّ المعالم المعماريّة في تلك المنطقة خلال الفترة من 1914م حتّى 2014م، جُمِعت كلّها في إصدار وثائقيّ يتوافر في القاعدة المعلوماتيّة الإلكترونيّة للمركز العربيّ للعمارة، كما أنّها متاحة خلال بينالي فينيسيا في جناح البحرين.

بهذه المادّة الغنيّة والعميقة، أصبحت مشاركة وزارة الثّقافة في معرض العمارة الدّوليّ الرّابع عشر، إحدى أهمّ المحطّات التي لفتت أنظار الزوّار والمعماريّين والإعلاميّين، وقد شكّلت مادّة جذب؛ كونها ذات مضمون ضخم وزاخر لا ينفرد بتجربة معيّنة، ويختصر أهمّ الملامح العمرانيّة في المنطقة وعوامل توجّهها للحداثة.

يذكر أنّ هذه المشاركة تُعتَبر لدعم (المركز العربيّ للعمارة) في تشكيله قاعدة بيانيّة لتوثيق وتأريخ العمارة العربيّة في كلّ الوطن العربيّ، وهو الأمر الذي يتّفق عمومًا مع فكرة بينالي فينيسيا لهذا العام، التي تهتمّ برصد (استيعاب الحداثة في الفترة ما بين 1914 و 2014) والتي تهتم برصد مئة عامٍ من التّاريخ المعماريّ الحديث وعناصره لتكون مرجعًا للمعماريّين وللعلاقة من جهة أخرى مع المجتمع والعملاء. وقد شاركت فيه 65 دولةً من مختلف أنحاء العالم، تقدّم جميعها اشتغالاتها في الحقل الموضوعيّ ذاته، وللمرّة الأولى تنضمّ 10 دول، هي: كوستاريكا، الجمهوريّة الدومينيكيّة، الإمارات العربيّة المتّحدة، أندونيسيا، ساحل العاج، كينيا، المغرب، موزمبيق، نيوزلندا وتركيا.

تُعتَبر هذه المشاركة هي الثّالثة بالنّسبة إلى مملكة البحرين، إذ حصدت في مرّتها الأولى في العام 2010م جائزة الأسد الذّهبيّ في معرض (ريكليم) الذي انتقل لاحقًا إلى دول أخرى، أتبعتها مشاركة مميّزة في العام 2012م من خلال معرض (خلفيّة).

العدد 4296 - الأربعاء 11 يونيو 2014م الموافق 13 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً