استنكرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، اليوم الأربعاء (11 يونيو/ حزيران 2014)، إرسال رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا رسالة تهنئة لوزير الدفاع المصري السابق عبد الفتاح السيسي بعد توليه منصب الرئاسة في مصر.
وفي بيان صحفي نشرته على موقعها الرسمي على الانترنت تحت عنوان "لأننا انتفضنا من أجل الحرية فإننا لا نقبل تهنئة المستبدين"، واطلع عليه مراسل "الأناضول"، استنكرت الجماعة ورفضت قيام الجربا بإرسال تهنئة للسيسي الذي وصفته بـ"المنقلب على الشرعية الدستورية في الشقيقة مصر".
واعتبرت الجماعة تهنئة الجربا للسيسي بأنه "يتنافى مع ما تمّ التوافق عليه بين مكونات الائتلاف الوطني من إقرار للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة؛ مّا يضر بسمعة الائتلاف ومستقبله".
واشارت الجماعة إلى أن الثورة في سوريا قامت على مبادئ توافقت عليها المعارضة، وفي مقدمتها "محاربة الدكتاتورية والاستبداد وكذلك السعي لنيل الحرية وتحقيق العدالة وحقوق الإنسان، وتم التوافق على أنّ صناديق الاقتراع وما تفرزه من نتائج تكون أساساً ينبغي القبول به والالتزام بنتائجه".
ويأتي بيان الجماعة بعد يوم واحد من إعلان المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني تقديم استقالته من عضوية الائتلاف السوري المعارض.
وفي رسالة وجهها للهيئة العامة للائتلاف، ووصل مراسل "الأناضول نسخة منها، برّر البيانوني قرار استقالته بأن الائتلاف "لم يعد يعبّر عن آمال الشعب السوري وتطلّعاته في تحقيق أهداف ثورته المجيدة".
وكذلك بسبب تفاجئه، بحسب قول البيانوني، بتوجيه الائتلاف ممثّلاً برئيسه، رسالة تهنئة لما أسماها "الثورة المضادّة" في مصر "الشقيقة"، يبارك لـ"الانقلابيّين (لم يسمهم) نجاحَهم في الانقضاض على ثورة الشعب المصريّ"، في إشارة إلى ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والتي وصفها بأنها كانت "إحدى الثورات الملهمة لثورة الشعب السوري المندلعة ضد حكم بشار الأسد مارس/آذار 2011".
واعتبر البيانوني أن هذه التهنئة لا تختلف كثيراً - في نظره- عن تهنئة "المجرم" بشار الأسد بفوزه المزعوم في "انتخابات الدم المزيّفة" في سوريا، وتُخرج الائتلاف عن نهجه الثوري الوطني الذي اختطّه له المؤسسون، على حد قوله.
وذكر مصدر مقرب من البيانوني لمراسل "الأناضول"، أن الأخير تقدم باستقالته بصفته الشخصية كونه عضو بالائتلاف كـ"شخصية مستقلة"، وليس باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا.
ولم يتبيّن حتى الساعة فيما إذا تم قبول استقالة البيانوني أو فيما إذا وصلت إلى رئاسة الائتلاف بشكل رسمي من عدمه.
وهنأ رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، أحمد الجربا، مساء الإثنين الماضي، السيسي، بتوليه، رئاسة مصر، الأحد الماضي.
وفي برقية، بعث بها إلى السيسي واطلع مراسل وكالة "الأناضول" على نسخة منها، أعرب الجربا عن أمله في تعزيز التعاون مع مصر في ظل قيادة السيسي، وأن تلعب مصر دور فاعلا في وصول الشعب السوري إلى تحقيق أهدافه في الحرية والعدالة والمساواة.
وأطاح الجيش المصري بقيادة السيسي، وبمشاركة قوى سياسية ودينية، في 3 يوليو/ تموز الماضي، بالرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بعد احتجاجات شعبية واسعة ضد حكمه، في خطوة اعتبرها أنصاره "انقلابا عسكريا"، فيما رأها معارضوه "ثورة شعبية".