أصدرت النيابة العامة مذكرات توقيف بحق أكثر من 20 تونسيا بتهمة استعمال الغش بالهواتف الجوالة في امتحان البكالوريا (الثانوية العامة) الذي يتأهل الناجحون فيه الى التعليم العالي، بحسب ما اعلنت مصادر قضائية اليوم الأربعاء (11 يونيو/ حزيران 2014).
وبأتي ذلك في وقت اعتبرت فيه نقابة التعليم الثانوي ان امتحان البكالوريا لهذا العام "فقد مصداقيته" بسبب الغش خصوصا، في حين لوحت السلطات بعدم التسامح مع عمليات الغش التي يواجه مرتكبوها عقوبات قانونية قد تصل الى السجن 3 سنوات نافذة.
وقال وليد مفتاح الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية في ولاية منوبة (شمال) لفرانس برس ان النيابة العامة أصدرت اليوم مذكرات توقيف ضد 20 شخصا بينهم 3 تلاميذ يجتازون امتحان البكالوريا، بعد ادانتهم متلبسين باستعمال الغش في الامتحان بواسطة الهواتف الجوالة.
وأوضح أن "تلميذا كان يجتاز البكالوريا غادر قاعة الامتحان بشكل نهائي بعد ساعة من توزيع أوراق الامتحان وسربها الى مجموعة أشخاص بينهم طلاب بالجامعة فقاموا بفكّ الامتحان وشرعوا في إملاء نتيجته عبر الهاتف الجوال على طالبيْن داخل قاعة الامتحان".
وافاد ان الشرطة صادرت الهواتف الجوالة والسماعات التي استعملها هؤلاء في عملية الغش.
وأوضح ان القانون التونسي يفرض عقوبات تراوح بين السجن 3 أشهر و3 سنوات على مرتكبي اعمال الغش في الامتحانات.
وقال بلحسن بن عمر الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بولاية أريانة (شمال) لفرانس برس ان النيابة العامة أصدرت في قضية مماثلة مذكرات توقيف بحق ثلاثة أشخاص تورطوا في مساعدة تلميذ يجتاز البكالوريا على الغش في الامتحان باستعمال الهاتف الجوال.
واوضح ان النيابة اصدرت مذكرة "تفتيش" (جلب) ضد التلميذ الذي لاذ بالهرب بعد كشفه متلبسا بالغش.
وأعلنت وسائل إعلام محلية ان النيابة العامة في ولاية الكاف (شمال غرب) اصدرت مذكرات توقيف بحق خمسة أشخاص بينهم تلميذان يجتازان البكالوريا بتهمة استعمال الهواتف الجوالة للغش في الامتحان.
وأوردت وسائل اعلام محلية ان التلاميذ المتورطين في عمليات الغش يستعملون هواتف جوالة ذات سماعات لاسلكية.
وأقرّ وزير التربية فتحي جراي الاربعاء في تصريح لاذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة بأن الغش في امتحان البكالوريا أصبح يمثّل "اشكاليات حقيقية" قائلا "نشأت ثقافة حول البكالوريا جانب منها هو الغش والاحتراف في الغش".
وقال ان "البكالوريا نالها ما نالها في عهد الاستبداد" في إشارة إلى عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي (1987-2011) الذي تتهمه المعارضة وخبراء بـ"إفساد" التعليم الذي كان مفخرة لتونس في عهد سلفه الراحل الحبيب بورقيبة (1956-1987).
وذكر بأن السلطات نشرت مؤخرا بالجريدة الرسمية بيانا حذرت فيه من أن مرتكبي الغش في امتحان البكالوريا سيتم منعهم من إعادة اجتياز الامتحان لفترة تراوح بين عام وخمسة أعوام.
ولفت إلى انها المرة الاولى يتم فيها تفعيل مثل هذه الاجراءات الصارمة قائلا "نحن نسعى الى ان نعيد السمعة الحسنة الى البكالوريا والدراسة" في تونس.
والثلاثاء، اعلن لسعد اليعقوبي الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي ان النقابة رصدت منذ انطلاق امتحان البكالوريا في 4 حزيران/يونيو 15 عملية اعتداء بالعنف على مدرسين من قبل تلاميذ متلبسين بالغش في الامتحان.
وقال "فقدت البكالوريا هذه السنة كل مصداقية بسبب الخروقات والغش".
ويجتاز اكثر من 140 ألف تونسي امتحان البكالوريا هذا العام بحسب احصاءات وزارة التربية.