انطلقت صباح اليوم الأربعاء (11 يونيو/ حزيران 2014) في جامعة البحرين، فعاليات المقرر المكثف الذي أعده معهد "تنمية القدرات بمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)"، بالتعاون مع جامعة البحرين، بعنوان "الصناعة الخضراء: التحول في مصانع المستقبل، وذلك بمشاركة 30 من موظفي القطاع الصناعي، ومن الجامعات، من أجل تأهيلهم في مجال الصناعة الخضراء.
و بدأ حفل افتتاح المقرر في مركز زين للتعلم الإلكتروني بجامعة البحرين، بكلمة ترحيبية ألقاها - نيابة عن رئيس جامعة البحرين- ، نائب الرئيس للتخطيط والتطوير والمنسق للمقرر المكثف وهيب عيسى الناصر، وأعرب فيها عن شكر الجامعة للثقة الكبيرة التي توليها (اليونيدو) بالجامعة، وقال "إن هذه ليست المرة الأولى التي تتعاون فيها الجامعة مع (اليونيدو)، وإنما سبقتها العديد من الفعاليات و المؤتمرات و ورش العمل في مجال التكنولوجيا و الصناعة النظيفة" .
وأضاف الناصر أن "الصناعة الخضراء و الاقتصاد الأخضر مفهومان مختلفان ولكنهما يصبان في التنمية المستدامة".
وأشار إلى أن "التقارير الدولية تشير أن حجم الاستثمار في الصناعة الخضراء يبلغ حوالي 300 بليون دولار، و أن العائد من الصناعة الخضراء لحوالي 1400 شركة عالمية خضراء بلغ عام 2011 مقدار 2.7 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 6 تريليون عام 2025 م، أي أن الصناعة الخضراء هي إنتاج أكثر و أفضل مع مصادر و ملوثات أقل".
وبدوره أكد رئيس مكتب الترويج للاستثمار و التكنولوجيا باليونيدو، في البحرين هاشم سليمان حسين، أن "اختيار مملكة البحرين وجامعة البحرين لتنفيذ مقرر مكثف عالمي على المستوى الإقليمي له مدلولاته، لما تتمتع به الدولة و الجامعة من سمعة عالية في دعمها و تبنيها الممارسات البيئة الناجعة و المبادرات التي تخدم التنمية الصناعية و البشرية. وأن الهدف من المقرر هو تأهيل الكوادر لتقديم الاستشارات الفنية في الصناعة الخضراء لبلدانهم و كذلكفي تأسيس مراكز وطنية للإنتاج الأنظف، مع سعيه وتمنياته في تأسيس مركز عربي في مملكة البحرين للإنتاج النظيف.
ومن جهته، أوضح رئيس معهد تنمية القدرات باليونيدو، المنسق العام العالمي للمقرر جاسيك كوكرويسكي، أن "هذا المقرر يأتي امتداداً للمدرسة الصيفية العالمية في الصناعة الخضراء التي تقام في أوروبا سنوياً في بودابست خلال فترة الصيف، و كذلك ضمن بناء القدرات في الصناعة الخضراء للدول الراغبة في تأهيل كبار التنفيذيين الصناعيين فيها مثل الصين وغيرها".
كما تحدث مدير فرع إدارة البيئة وبرامج التدريب باليونيدو هاينزلونبرجر، في محاضرة بعنوان " الصناعة الخضراء "، و أشار فيها إلى أن الإنتاج العالمي الصناعي من المتوقع له أن يزداد بمقدار 4 مرات، وأن القطاع الصناعي يستخدم الطاقة أكثر من أي قطاع آخر، بما يعادل ثلث الطاقة المتوفرة (33%)، مما يتسبب في انتاج 30% من مجمل الانبعاثات الكربونية ومعظم غازات الاحتباس الحراري التي لها تأثير أكثر من غازات الكربون، وأن هذه المصانع تستهلك 20% من المياه و معظم المواد الخام". وأضاف "أن أكثر من 4 مليون طن من المخلفات يتم إنتاجها سنويا من المصانع التقليدية على المستوى العالمي، بينما هناك أقل من 25% من تلك المصانع تقوم بإعادة التدوير أو المعالجة، وهذا يستدعي وجود نهضة صناعية خضراء تقوم بإحداث التغيير في النمط الصناعي للمحافظة على البيئة و تأمين الاستدامة".
وتحدث في محاضرة أخرى مدير المركز اللبناني للمنتجات النظيفة علي يعقوب، بعنوان "المواد الفعالة و الإنتاج الأنظف"، شرح فيها "كيفية تقديم الحلول للمصانع و كيفية تحويلها إلى مصانع خضراء خصوصا بما يتعلق بالجوانب الفنية كالتسريبات و التبريد فوق المطلوب و الإنارة".
وعقد المشاركون جلسة عمل جماعية، تناولت مناقشة خمس دراسات حالة، حيث تم تكليف كل مجموعة ليتم تقديم تقرير نهائي يقدم في آخر أيام المقرر وهي: إستراتيجية للصناعة الخضراء لقطاع الأسمدة في المغرب، إستراتيجية للصناعة الخضراء لقطاع النسيج في تونس، إستراتيجية للصناعة الخضراء في قطاع الحديد والصلب في مصر، إستراتيجية للصناعة الخضراء في قطاع الألمنيوم في البحرين، وإستراتيجية للصناعة الخضراء لقطاع الإسمنت في الأردن.
ويشمل المقرر المكثف 16 محاضرة، و خمس جلسات نقاش، ومن المقرر أن يختتم في 18 يونيو المقبل، وسوف يمنح المشاركون شهادة خاصة من اليونيدو و جامعة البحرين.