ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن المعلومات الأولية تشير إلى نزوح نحو خمسمائة ألف شخص من مدينة الموصل بسبب أعمال العنف هناك.
وقال منسق عمليات الطوارئ بالمنظمة بالعراق مضر الحمداني إن الجهود تنصب على محاولة إيجاد ممر لتقديم المساعدات للسكان في محافظة نينوى.
وما يلي نص الحوار:
الحمداني: مدينة الموصل حاليا لا يوجد بها أي شكل من أشكال الحكومة أو القوات الأمنية سواء كانت شرطة أو جيش، فقط المجاميع المسلحة. الناس يعيشون في حالة خوف وترقب، وعدد كبير منهم يحاول إيجاد طريقة للخروج من المدينة لأن التوقعات تشير إلى احتمال وجود عملية عسكرية لاستعادتها.
إذاعة الأمم المتحدة: كم عدد النازحين حتى الآن؟
الحمداني: لا توجد إحصاءات دقيقة مائة بالمائة ولكن العدد لا يقل عن نصف مليون شخص نزحوا من مدينة الموصل إلى ثلاثة محاور، الأول القرى والأقضية المحيطة بمدينة الموصل نفسها، والثاني باتجاه إقليم كردستان بمحافظتي أربيل ودهوك، والثالث هو محاولة عدد من الأسر الاتجاه جنوبا باتجاه محافظة صلاح الدين وكركوك. بالإضافة إلى هذا هناك أسر قررت الانتقال من حي إلى آخر بالموصل للتجمع مع الأهل والأصدقاء أو إلى مناطق تعتقد أنها أكثر أمنا.
إذاعة الأمم المتحدة: قلت إن أعدادا من السكان تريد مغادرة الموصل، هل لديكم وجود بالمدينة أو تواصل مع السكان لمحاولة مساعدتهم؟
الحمداني: لدى المنظمة الدولية للهجرة اثنا عشر موظفا يعملون في محافظة نينوى ومدينة الموصل تحديدا، ما نقوم به في الوقت الحالي هو محاولة جمع المعلومات وتقييم الاحتياجات فقط. نواجه مشكلة كبيرة في تلبية الاحتياجات لأن وصول المساعدات من مخازننا في محافظة أربيل إلى المناطق المتضررة غير ممكن في الوقت الحالي لأن الطريق غير سالك، وثانيا بسبب عدم الاستقرار الأمني. تقارير موظفينا تشير إلى وجود ما يقرب من ثلاثمائة ألف نازح في المناطق المحيطة بالموصل. هناك أسر موجودة قرب نقاط التفتيش الرئيسية لمحاولة الوصول إلى محافظتي أربيل ودهوك بإقليم كردستان. بالنسبة لأربيل يتم السماح للأسر بالدخول ولكن العملية تجري بطريقة بطيئة جدا بمعدل عائلة واحدة كل عشر أو خمس عشرة دقيقة، فيما تنتظر آلاف الأسر دورها في الدخول. ولكن السلطات في محافظة دهوك لا تسمح للأسر بالدخول إلا بعض الحالات الخاصة جدا ممن لديهم أقارب من الدرجة الأولى يعيشون في دهوك.
إذاعة الأمم المتحدة: ما هي أولويات عملكم وشكل تعاونكم مع وكالات الأمم المتحدة لمساعدة السكان؟
الحمداني: المنظمة الدولية للهجرة تعمل جنبا إلى جنب مع وكالات الأمم المتحدة مثل المفوضية السامية لشئون اللاجئين وبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) ونقوم بالتنسيق مع السلطات المحلية. أولوياتنا في الوقت الحالي هي محاولة التنسيق مع الحكومة لإيجاد ممر لتقديم المساعدات الإنسانية للأسر الموجودة في محافظة نينوى والتي نزحت من الموصل، فيوجد نحو ثلاثمائة ألف نازح في تلك الأماكن. كما نحاول تقديم المساعدة إلى الأسر التي تمكنت من العبور إلى إقليم كردستان. التحدي الكبير الذي يواجه المنظمة هو وجود الدعم من الدول المانحة. الإمكانيات محدودة من المنظمة الدولية للهجرة، البرامج أو المشاريع التي نقوم بها حاليا مخصصة لفئات أخرى مثل اللاجئين السوريين أو النازحين بسبب أزمة الأنبار، لهذا نحن بحاجة إلى الدعم المالي لتقديم المساعدة للنازحين من محافظة نينوى ومدينة الموصل تحديدا.