يشكل انتخاب اليميني رؤوفين ريفلين رئيسا لاسرائيل بداية عهد دبلوماسي جديد للدولة العبرية على الساحة الدولية، وانتكاسة حقيقية لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد ينذر باضطرابات في ائتلافه الحكومي.
انتخب ريفلين أمس الثلثاء رئيسا لكنه لن يحصل على المكانة الدولية المميزة التي تمتع بها سلفه شمعون بيريز الذي سعى للترويج لفكرة السلام مع الفلسطينيين، بحسب محللين.
ويشير استاذ العلوم السياسية والعضو اللجنة المركزية لحزب الليكود اليميني الذي دعم ترشيح ريفلين، امانويل نافون "انه بعيد عن الاضواء اكثر بكثير من بيريز، وليس نجما دوليا، ولغته الانجليزية ليست جيدة، ولا يرتاح في حفلات الكوكتيل".
ومنصب الرئيس في اسرائيل فخري فيما السلطات التنفيذية في يد رئيس الوزراء. لكن الرئيس يسمي بعد الانتخابات التشريعية الشخصية المكلفة تشكيل ائتلاف حكومي.
وقال المعلق افياد كلينبرغ في صحيفة يديعوت احرونوت انه "في حال استمر ريفلين بالتصرف بتواضع والكفاح من اجل السياسة النظيفة فان بامكانه ان يصبح اكثر من رمز".
ويحظى ريفلين (74 عاما) بشعبية كبيرة لدى الاسرائيليين بسبب روح النكتة لديه، وهو يدعم بثبات اليمين القومي. ويعتبر من المدافعين عن "اسرائيل الكبرى" ولم يخف يوما معارضته لقيام دولة فلسطينية.
ولم تخف اكبر منظمات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة ارتياحها لانتخابه، معتبرة انه "صديق فعلي لسياسة الاستيطان واسرائيل الكبرى ويضمن استمرار ارث مؤسسي البلاد".
بينما اشارت صحيفة هارتس اليسارية الى انه "في ولايته وفي حال طلب من الحكومة توقيع اتفاق سلام، فان ريفلين سيقوم، بقلب مثقل، بالامتثال الى اي قرار ديمقراطي".
وريفيلن الذي اصبح رئيسا للكنيست مرتين بين عامي 2003-2006 و2009-2013 مدافع شرس عن الديموقراطية البرلمانية، وتعهد بلعب دور الحكم كرئيس دولة.
وسعى هذا الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الى التقارب مع العرب الاسرائيليين، ابناء واحفاد 160 الف فلسطيني بقوا على اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948.
وخلال حفل اقيم على شرف ربفلين، اكد رئيس الكنيست السابق "لست رجل اي حزب سياسي اني رجل كل الشعب". واعلن انه سينسحب وفقا للقانون من "بيته السياسي" حزب الليكود لتولي مهامه الرئاسية.
ويعد انتخاب هذا الرجل اليميني المتطرف نكسة لمعسكر السلام واليسار الاسرائيلي الذي رات صحيفة هارتس انه جاء بسبب "عجزهم عن الالتفاف وراء مرشح جدي".
ولكن الخاسر الاكبر من الانتخابات الرئاسية هو رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي سعى حتى اللحظة الاخيرة لمنع انتخاب ريفلين، فالعداوة بينهما معروفة.
واشارت رينا ماتسلياح وهي المعلقة السياسية في التلفزيون الاسرائيلي بان "نتانياهو الخاسر الاكبر ليس فقط لانه حصل على رئيس لديه مشاكل معه وحاول مؤخرا تحويل حياته الى جحيم (...) بل ايضا لان هذه الانتخابات كشفت عن ضعفه داخل حزبه".
واوضح نافون ان "نتانياهو يبدو الان مثل بطة عرجاء" على الرغم من محاولات المقربين من نتانياهو التقليل من مدى الانقسام داخل الليكود.
والتقى ريفلين الاربعاء نتانياهو لمناقشة "التعاون المقبل" بينهما.
ولكن بحسب نافون فان مجرد انتخاب ريفلين يثبت بالفعل ان هنالك "فشلا" في الائتلاف الحكومي.
وتساءل عدد من المعلقين ان كان هذا قد يؤدي الى تقديم موعد الانتخابات التشريعية المقبلة في اسرائيل.