العدد 4295 - الثلثاء 10 يونيو 2014م الموافق 12 شعبان 1435هـ

وزارة الثّقافة تلفت أنظار زوّار معرض العمارة الدّوليّ إلى قرنٍ كامل من عمارة الوطن العربيّ

المنامة – وزارة الثقافة 

تحديث: 12 مايو 2017

البحرين، التي جعلت من كلّ الأوطان العربيّة مكتبة تُقرَأ، والتي تركت صوتَ النّشيد العربيّ بأوطانه يتسرّب إلى بلدٍ آخر وإن لم يتقن العربيّة إلّا أنّه يتحسّس الطّريق إلى بيوتها، لاقت إقبالاً جماهيريًّا في معرض العمارة الدّوليّ الرّابع عشر الذي شاركت به وزارة الثّقافة تحت عنوان (Fundamentalists and Other Arab Modernisms)، والذي انطلق منذ الخميس الماضي (5 يونيو / حزيران 2014) في مدينة فينيسيا بالجمهوريّة الإيطاليّة. وقد شكّل جناح وزارة الثّقافة معاينة للخارطة العربيّة من خليجها إلى محيطها، حيث استلهم المعمار العربيّ وتحوّلاته خلال مائة عام، بالاتّساق مع موضوع المعرض العامّ والمقام تحت عنوان (أساسيّات– Fundementals).

جناح وزارة الثّقافة الذي يستمرّ حتّى نهاية المعرض في الثّالث والعشرين من شهر نوفمبر / تشرين الثاني 2014 يقدّم قراءة معماريّة عامّة وشاملة لدول الوطن العربيّ، تتناول دراسة للعلاقة ما بين تلك الدّول والمستعمرات الأوروبيّة في المنطقة، كما تتابع حركة النّموّ العمرانيّ اللّاحق لتلك المستعمرات بما شكّله من انصهار ما بين الحضارات، واستيعاب للطّارئ الذي فرضته التّغيّرات السّياسيّة والحِراك الاقتصاديّ وما طرأ على تركيبة المجتمعات المدنيّة.
ويتّخذ الجناح الذي تابعت تفاصيله المهندسة نورا السّايح رئيسة المشروعات الهندسيّة بوزارة الثّقافة، ونفّذه قيّما المعرض د. جورج عربيد وبرنار خوري صاحبا (المركز العربيّ للعمارة – ACA)، مكتبةً دائريّة ضخمة وثريّة، صُمّمت بواسطة مكتب (DW5) للمعماريّ برنار خوري. هذه المكتبة تتضمّن مراجع معماريّة تقدّم مائة معمارٍ عربيّ على مدى 100 عام في الفترة ما بين 1914م وحتّى 2014م، ويعلوها قبّة بشاشات عرضٍ قام بتصميمها (Safar Studio)، وتعرض الشّاشة الأناشيد الوطنيّة لاثنين وعشرين دولة عربيّة.
تشكّل هذه المشاركة لمملكة البحرين تجربة فريدة واستثنائيّة، كونها لا تنقل تجربة فرديّة محدودة بجغرافيّتها، بل اتّسعت لتشمل الوطن العربيّ بأكمله، في خطوة لإيصال ثقافته العمرانيّة وهويّته المكانيّة إلى العالم. واستثنت هذه المشاركة شخوصًا بعينهم، مركّزةً على أرشفة مائة عامٍ من المعمار العربيّ، ومستعرضةً أهمّ المفاصل التّاريخيّة المهمّة وعلاقتها بالمكان. ويأخذ الجناح زوّاره في رحلة اكتشاف وتعمّق في العلاقات ما بين الأوطان العربيّة والمستعمرات والوصايات الأوروبيّة على المنطقة، إلى جانب استعراض الهويّة الأصيلة والحداثة المعماريّة. وتسعى البحرين من خلال ذلك إلى معاينة تلك التّقاطعات التّاريخيّة، وأثر تلك الظّروف والمتغيّرات السّياسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة على الأنماط التّصميميّة والعمرانيّة.
وبالتّوازي مع هذا المعرض، أصدرت وزارة الثّقافة كتاب (مختارات من عمارة العالم العربيّ 1914 - 2014م)، والذي يوثّق مجموعة من موادّ البحث والدّراسات لذلك المعمار، من خلال 7 مقالات وأبحاث مختلفة تكوّن المحتوى العلميّ للمعرض، وتقدّم لمحة تاريخيّة عن تطوّر العمران في الوطن العربيّ من خلال تناول المكوّنات الجغرافيّة للمنطقة، والتي تشمل: العراق، شبه الجزيرة العربيّة، مصر، بلاد الشّام، شمال القارّة الأفريقيّة العربيّ وجنوب القارّة الأفريقيّة العربيّ. ويقدّم كلّ مبحث مجموعة من الوثائق لأهمّ المعالم المعماريّة في تلك المنطقة خلال الفترة من 1914م وحتّى 2014م، جُمِعت كلّها في إصدار وثائقيّ يتوافر في القاعدة المعلوماتيّة الإلكترونيّة للمركز العربيّ للعمارة، كما أنّه متاحة خلال بينالي فينيسيا في جناح البحرين.
بهذه المادّة الغنيّة والعميقة، أصبحت مشاركة وزارة الثّقافة في معرض العمارة الدّوليّ الرّابع عشر إحدى أهمّ المحطّات التي لفتت أنظار الزوّار والمعماريّين والإعلاميّين، وقد شكّلت مادّة جذب كونها ذات مضمون ضخم وزاخر لا ينفرد بتجربة معيّنة، ويختصر أهمّ الملامح العمرانيّة في المنطقة وعوامل توجّهها للحداثة.
يذكر أنّ هذه المشاركة تُعتَبر لدعم (المركز العربيّ للعمارة) في تشكيله قاعدة بيانيّة لتوثيق وتأريخ العمارة العربيّة في كلّ الوطن العربيّ، وهو الأمر الذي يتّفق عمومًا مع فكرة بينالي فينيسيا لهذا العام، والتي تهتمّ برصد (استيعاب الحداثة في الفترة ما بين 1914– 2014م) والتي تهتم برصد مائة عامٍ من التّاريخ المعماريّ الحديث وعناصره لتكون مرجعًا للمعماريّين وللعلاقة من جهة أخرى مع المجتمع والعملاء. وقد شاركت فيه 65دولةً من مختلف أنحاء العالم، تقدّم جميعها اشتغالاتها في ذات الحقل الموضوعيّ، وللمرّة الأولى تنضمّ 10 دول، هي: كوستاريكا، الجمهوريّة الدومينيكيّة، الإمارات العربيّة المتّحدة، أندونيسيا، ساحل العاج، كينيا، المغرب، موزمبيق، نيوزلندا وتركيا.
تُعتَبر هذه المشاركة هي الثّالثة بالنّسبة لمملكة البحرين، إذ حصدت في مرّتها الأولى في العام 2010م جائزة الأسد الذّهبيّ في معرض (ريكليم) الذي انتقل لاحقًا لدول أخرى، أتبعتها مشاركة مميّزة في العام 2012م من خلال معرض (خلفيّة).





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً