شارك وزير الدولة للشؤون الخارجية غانم فضل البوعينين في الاجتماع الثالث لوزراء خارجية دول جامعة الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي الذي عقد في أثينا عاصمة الجمهورية اليونانية اليوم الأربعاء (11 يونيو / حزيران 2014) والذي يأتي في إطار تبادل الآراء حول القضايا السياسية والأمنية والتحديات المختلفة بنظرة مشتركة لمستقبل أفضل لدول وشعوب المجموعتين، على اعتبار أن التعاون العربي الأوروبي أداة لتحقيق المزيد من التنسيق حول كافة القضايا والتحديات المشتركة.

وأشار وزير الدولة للشؤون الخارجية في مداخلته بالاجتماع صباح اليوم إلى مبادرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الملك بالدعوة لإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان لتلبي حاجة المنظمة الحقوقية العربية، والتي أكد بأن إنشائها يساعد على حماية حقوق الإنسان العربي وحرياته الأساسية.
كما تناول الوزير في مداخلته أيضا أهمية العلاقات بين الدول العربية والدول الأوروبية الصديقة، لما تتمتعان به من خصائص فريدة تؤهلها للمزيد من التعاون والتنسيق في مواجهة القضايا الإقليمية والدولية.
كما تطرق في مداخلته إلى تطلع الدول العربية في قيام الدول الأوروبية بدور أكثر فاعلية للتوصل إلى حل سياسي يحقق طموحات الشعب السوري وتطلعاته، كما أشار على أهمية إقامة شراكة إستراتيجية فاعلة ومتكاملة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف الذي يسود مناطق عديدة من العالم، ودعا كذلك إلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل الذي ينطبق على كل من إيران وإسرائيل، مؤكدا سعادته في ختام مداخلته على أهمية احترام مبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل المنازعات بالطرق السلمية ومنها إنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث.
كما رحب بالتطورات الايجابية في كل من جمهورية مصر العربية ودولة فلسطين وما أفاضت إليه من انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر الشقيقة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، مؤكداً بأن هذه التطورات تصب في المصلحة المشتركة للدول العربية والأوروبية لان استتباب السلام في هذه البلدين الشقيقين سيؤدي إلى الأمن الجماعي للمنطقة.
هذا وقد صدر عن الاجتماع الثالث لوزراء خارجية الدول العربية والاتحاد الأوروبي إعلان أثينا، رحب فيه بقرار إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان بمبادرة من حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد.
واتفق الوزراء كذلك على إقامة حوار استراتيجي بين الجانبين لتبادل الآراء حول القضايا السياسية والأمنية والاجتماعات الدورية للخبراء السياسيين والأمنيين للاتحاد الأوروبي والمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية، كما تم التأكيد على أهمية التعاون في قضايا المساعدات الإنسانية من خلال تبادل المعلومات حول الأزمات المختلفة.
كما تناول الإعلان رغبة الجانبين في تعزيز التعاون المؤسسي بين مجتمع الأعمال والاتحادات من الغرف التجارية وغيرها من منظمات المجتمع المدني ذات الصلة لدى الجانبين العربي والأوروبي، إلى جانب الإشادة بدور المرأة في الاقتصاد باعتبارها القوة الدافعة للتغيير والتنمية في جميع قطاعات المجتمع، والترحيب بتنفيذ البرنامج الإقليمي "التمكين الاقتصادي والسياسي للمرآة" بالتعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
كما تطرق إعلان أثينا للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والذي كان هناك تطابقا في وجهات النظر بين الجانبين وخاصة حول قضية فلسطين وعملية السلام في الشرق الأوسط، والأزمة السورية، والإرهاب، ولبنان، واليمن، والصومال، وليبيا.