قبيل انتهاء فترة توليها منصبه تحدثت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيليه في افتتاح الدورة السادسة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان عن الوضع في سوريا وشعورها بخيبة الأمل لاستمرار الانتهاكات هناك دون مساءلة تمنع تكرار الجرائم.
كما تطرقت إلى الأوضاع المثيرة للقلق في بعض الديمقراطيات القديمة في أوروبا والولايات المتحدة.
وتولت القاضية الجنوب أفريقية، من أصل هندي، نافي بيليه منصب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في سبتمبر أيلول عام 2008.
خلال السنوات الأخيرة كانت الأزمة السورية من أبرز القضايا التي تناولتها المفوضة السامية، داعية مرارا جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها الدولية التي تحتم حماية المدنيين.
"إن العنف المستمر في سوريا هو مأساة للشعب السوري، وفشل مأساوي لأهداف حقوق الإنسان. وأحد الأمثلة على ذلك: حلب التي قصفت ودمرت ووقع فيها عدد كبير من القتلى والدمار الهائل للبنية الأساسية مثل شبكات المياه. إن سكان حلب يعيشون في ظروف يتعين أن تثير غضب الضمير الإنساني."
ونادت بيليه مجلس الأمن الدولي مرارا إلى تحويل القضية في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لضمان المساءلة عن الانتهاكات والجرائم من أجل منع تكرارها وتقديم المسئولين إلى العدالة.
"ما يثير الصدمة التي لا تصفها الكلمات هو شيوع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وحدوثها مع إفلات كامل من العقاب. أشعر بخيبة الأمل لأن مجلس الأمن الدولي، مع موافقة ثلاثة عشر عضوا ومعارضة اثنين، لم يستطع التوصل إلى اتفاق حول القيام بعمل لضمان المساءلة عن مثل تلك الجرائم."
وفي الدورة السادسة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان تطرقت نافي بيليه إلى عدد من القضايا الأخرى التي تثير القلق في الدول المعروفة بممارستها للديمقراطية.
"أشعر بالانزعاج إزاء الزيادة الأخيرة عبر مختلف ألوان الطيف السياسي في عدة دول في غرب أوروبا في الخطاب المتجذر في الشعور بمعادة المهاجرين والعنصرية والتعصب الديني."
وأعربت المفوضة السامية عن قلقها إزاء زيادة المناقشات التي وصفتها بالمعادية للمهاجرين والمليئة بالمشاعر العنصرية والتعصب الديني في دول أوروبية غربية.
"سيشمل البرلمان الأوروبي الجديد زعيم الحزب الألماني الذي قال، وأقتبس،"أوروبا هي قارة الناس البيض ويجب أن تظل على هذه الحال"؛وزعيمة الحزب الفرنسي التي قارنت الصلوات السلمية للمسلمين في الشارع بالاحتلال العسكري النازي لبلادها؛ وعضوا إيطاليا تمت إدانته بسبب إشعال النار في فرش المهاجرين الذين ينامون تحت الجسر. هناك طريق يمهد لانتهاكات حقوق الإنسان. وخطاب الكراهية - لا سيما من قبل القادة السياسيين – يمهد لهذا الطريق ".
وفي كلمتها أمام الدورة السادسة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان انتقدت بيليه الولايات المتحدة وإيران بسبب تطبيق عقوبة الإعدام. وأشارت بيليه إلى عمليات إعدام نفذت بالولايات المتحدة وأثارت جدلا واسعا لما لاقاه المحكوم عليهم من معاناة أثناء التنفيذ غير السليم للعقوبة.
"تذكرنا مع الولايات المتحدة، مرتين هذا العام، الإجراءات المروعة لتنفيذ حكم الإعدام ضد إنسان. إن عمليات الإعدام في أوهايو وأوكلاهوما تعيد التأكيد على أن الدولة التي تفتخر بنظامها القضائي يجب أن تنهي ذلك الشكل الهمجي من العقاب.
أرحب بقرار إدارة أوباما بشأن إجراء مراجعة لتطبيق عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة، وآمل أن يؤدي ذلك إلى تعليق تنفيذ العقوبة بهدف إلغائها. واستنكر أيضا حقيقة أن إيران قامت بإعدام أكثر من مائتي شخص منذ يناير كانون الثاني من العام الحالي، معظمهم لأسباب تتعلق بجرائم المخدرات التي لا ينطبق عليها معيار الجرائم الأكثر خطورة وفق القانون الدولي لحقوق الإنسان."
وأدانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان العنف ضد النساء، مشيرة إلى مقتل شابة بيد أفراد من أسرتها مؤخرا في باكستان في إطار ما يطلق عليه (جرائم الشرف) لمجرد أنها تزوجت برجل من اختيارها.
"إن مقتل سيدة حبلى في الثالثة والعشرين من العمر بيد أفراد أسرتها أمام المحكمة العليا في لاهور بباكستان وفي حضور الشرطة هو حالة أخرى مثيرة للصدمة للعنف ضد المرأة. إنني أدين بأشد العبارات الممارسات المخزية لمعاقبة السيدات والنساء لممارسة حقوقهن الأساسية في اتخاذ قرارات شخصية تتعلق بالزواج والعمل وغيرها من القضايا."
ودعت نافي بيليه جميع الدول التي تقع فيها تلك الأحداث الهمجية إلى ضمان معاقبة الجناة ومنع تكرار مثل تلك الجرائم.
محماس
سيتم استبدالها بالاسوأ
ولد الرفاع
سوريا في حرب أهلية انتهاكات 2 شي وسط مايكتبون الانتهاكات وسط الكلمة