العدد 4295 - الثلثاء 10 يونيو 2014م الموافق 12 شعبان 1435هـ

اجتماع جديد اليوم حول إمدادات الغاز الروسي لأوكرانيا

تعقد روسيا واوكرانيا اليوم الأربعاء (11 يونيو/ حزيران 2014) اجتماعا جديدا في بروكسل لبحث مسالة امدادات الغاز الروسي، غداة اعلان الرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشنكو عن اقامة ممرات انسانية استجابة لطلب موسكو في مناطق القتال في الشرق الانفصالي.

توقع المفوض الاوروبي للطاقة غونتر اوتينغر التوصل الى اتفاق حول الغاز بين روسيا واوكرانيا "في الايام المقبلة" بعد محادثات ثلاثية مع وزيري الطاقة الروسي الكسندر نوفاك والاوكراني يوري برودان، في وقت تهدد موسكو كييف بقطع الامدادات، الامر الذي يثير مخاوف الاتحاد الاوروبي.

وتهدف المحادثات التي كان من المفترض ان تبدأ مساء الثلاثاء غير انها ارجأت الى صباح الاربعاء الساعة 7,30 تغ، الى التوصل لاتفاق حول سعر الغاز الذي تشتريه كييف وسداد الديون المستحقة لموسكو لقاء هذه الامدادات.

وفي هذا السياق اعلنت غازبروم صباح الاربعاء تاجيل المهلة التي حددتها لاوكرانيا لسداد ديونها الى 16 حزيران/يونيو.

واعلن رئيس مجلس ادارة المجموعة اليكسي ميلر في ختام محادثات مع اوتينغر ان "الطرف الروسي يقوم بخطوة من اجل مواصلة المفاوضات التي جرت في الاومة الاخيرة بشكل مكثف وقررت ارجاء الانتقال الى نظام الدفع المسبق الى الاثنين الساعة العاشرة".

وذكر بيان صدر عن الكرملين خلال الليل ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بحث المسألة في اتصال هاتفي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، طلب من الوفد الروسي مواصلة المفاوضات مع تبني "مواقف بناءة" من اجل التوصل الى "اتفاق مقبول من الطرفين" بين روسيا واوكرانيا.

وترفض اوكرانيا تسديد الديون المتوجبة عليها لقاء واردات الغاز والبالغة بحسب تقديرات موسكو 4,5 مليار دولار، وتطالب بتخفيض يقارب نصف السعر الذي حددته مجموعة غازبروم الروسية حاليا ب485 دولارا لالف متر مكعب، السعر الاعلى في اوروبا.

واعلنت روسيا انها ستواصل امداداتها من الغاز لاوكرانيا التي يمر عبر اراضيها حوالى 15% من صادرات الغاز الروسي للاتحاد الاوروبي، طالما ان المحادثات متواصلة.

وعلى خلفية المحادثات التي يجريها منذ الاحد مع روسيا بوساطة منظمة الامن والتعاون في اوروبا سعيا لتسوية اسوأ نزاع بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، امر الرئيس بوروشنكو الثلاثاء باقامة ممرات انسانية تسمح للمدنيين الراغبين في ذلك بمغادرة "منطقة عملية مكافحة الارهاب لتفادي سقوط ضحايا جديدة".

وتخوض القوات الاوكرانية منذ 13 نيسان/ابريل عملية وصفتها كييف بانها عملية "مضادة للارهاب" سعيا للحد من الحركة الانفصالية المسلحة الموالية لروسيا في الشرق واوقعت المعارك حتى الان اكثر من مئتي قتيل من متمردين وجنود ومدنيين.

وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في ختام مفاوضات مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والبولندي رادوسلاف سيكورسكي في سان بطرسبورغ (روسيا) "لاحظت ان كل الاطراف مستعدة للتحرك من اجل وقف تصعيد الازمة في اوكرانيا".

وتابع "لا اقول اننا توصلنا الى حل للازمة لكن اجواء جديدة حلت محل التصعيد" مضيفا "اننا نرى نهاية النفق".

ومبادرة بوروشنكو المدعوم من الغرب تلبي طلبا اساسيا قدمته موسكو في مطلع حزيران/يونيو في سياق مسودة قرار في الامم المتحدة، في حين تندد منظمات غير حكومية باستخدام الجيش الاوكراني اسلحة ثقيلة في مناطق آهلة.

ورد لافروف "اننا نرحب بهذا القرار. انه خطوة في الاتجاه الصحيح".

لكن احد قادة "جمهورية دونيتسك" المعلنة من جانب واحد اندريه بورغين شكك في مبادرة الرئيس الاوكراني وقال لوكالة انترفاكس الروسية "سمعنا عن هذا الامر ولكن لدينا شكوك في تنفيذ هذه الخطة".

وبعد اربعة ايام من لقائه القصير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فرنسا والذي اثار املا في خفض حدة الازمة، يبدو ان بوروشنكو عازم على التحرك سريعا لترميم العلاقات مع موسكو وقد امهل نفسه اسبوعا لاعادة الهدوء الى شرق اوكرانيا.

وفي مقابلة مع مجلة تايم الاميركية شدد بوروشنكو على انه من المستحيل ارساء الامن مجددا من دون "حوار" مع روسيا، مضيفا "بعض الاوكرانيين يرغبون في ان تكون السويد او كندا جارتهم ولكن لدينا روسيا".

ميدانيا، اصيب جنديان اوكرانيان بنيران انفصاليين قرب سلافيانسك احد معاقل المتمردين الانفصاليينن على ما اعلن المتحدث باسم العملية العسكرية الاوكرانية فلاديسلاف سيليزنيف الثلاثاء.

وهاجم المتمردون الموالون لروسيا مجددا الثلاثاء بقذائف الهاون مطار لوغانسك الدولي في شرق اوكرانيا الذي تسيطر عليه القوات الموالية لكييف.

وقال مظلي من الوحدة التي تؤمن الدفاع عن المطار لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان المتمردين ركزوا قواتهم في محيط المطار مضيفا "نحن ننتظر تعزيزات".

ويسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على دونيتسك ولوغانسك المدينتين الكبريين في حوض دونباس المنجمي، الرئة الصناعية للبلاد، كما يسيطرون منذ بضعة ايام على قسم من الحدود مع روسيا.

واستعادت القوات الحكومية السيطرة على مطار دونيتسك بعد هجوم مضاد على المتمردين الذين كانوا احتلوه في نهاية ايار/مايو، مستخدمة من اجل ذلك طائرات حربية ومروحيات، في عملية اوقعت اربعين قتيلا في صفوف الانفصاليين معظمهم من الروس.

وقال المحلل السياسي الاوكراني فولوديمير فيسنكو لفرانس برس "من السذاجة الاعتقاد بانه سيتم احلال السلام في دونباس خلال اسبوع. من الممكن التوصل الى وقف لاطلاق النار اذا ما كانت المفاوضات مع روسيا مثمرة، لكن هذا لا يعني وقف المواجهات واحلال السلام".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً