قبل سقوط نظام صدام حسين في 2003، كانت المعارضة العراقية تستخدم مصطلح «العراق الجريح» لوصف النزيف المستمر من القتل والدمار في ظل البطش والاستبداد، أمّا الآن وبعد 11 عاماً من رحيل ذلك النظام، فإن العراق يوصف بأكثر من الجريح، فهو العراق الحزين الذي وُضع في مؤشر أقل البلدان سعادةً مؤخراً، وهو في أسفل سلّم الشفافية بسبب انتشار الفساد المالي والإداري، وهو العراق المقسَّم رسمياً بين حكومتين، إحداهما في بغداد والأخرى في أربيل، والمقسَّم أكثر من ذلك بين الشيعة في الجنوب والسنة في الوسط والأكراد في الشمال، وهو البلد المشلول بسبب المحاصصات السياسية التي تتآمر كل واحدة منها على الأخرى.
ويوم أمس، صُدم الناس في كل مكان بالأنباء التي تحدثت عن فرض مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ «داعش» سيطرتهم على مدينة الموصل، التي تعد ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة (بغداد)، وسارع رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الطلب من البرلمان إعلان حالة الطوارئ، فيما صرح رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي بأن محافظة نينوى (الموصل) سقطت في أيدي مسلحي «داعش» بسبب انهيار معنويات القوات العراقية.
استيلاء المتشددين، الذين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، على ثاني أكبر مدينة في العراق، وأحياء من مدينة كركوك النفطية، جاء ليؤكد ضعف حكومة بغداد وعدم سيطرتها على مساحات شاسعة من البلاد... كما أن انتشار أشرطة الفيديو عن سيطرة «داعش» وهم يلوِّحون بأعلامهم السوداء يوضح حجم الصدمة التي أذهلت العراقيين الذين لم يتوقعوا سهولة الاستيلاء على واحدة من أهم مدنهم بسرعة خاطفة، بينما خرج الأهالي مشردين يبحثون عن رحمة ربهم.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: هل أصبح العراق على حافة حرب داخلية طاحنة مماثلة لما حدث في سورية؟ والإجابة على ذلك لابد أن تأخذ في الاعتبار فشل النخبة العراقية في تحقيق الوحدة الوطنية، كما أن الخلاف بين بغداد وأربيل يعني أن هناك مناطق بين الحكومتين أصبحت مرتعاً لمن يتمرد عليهما. وفي محصلة كل ذلك، فإن هذا العنف المتنامي يزيد من انعدام الاستقرار، ويدفع باتجاه تَعمُّق الجرح في عراق حزين ومقسَّم، ومنطقة متوترة جداً.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4295 - الثلثاء 10 يونيو 2014م الموافق 12 شعبان 1435هـ
حفظ الله العراق من كل مكروه
يراد للعراق الجريح أن يكون مقسّم وضعيف حتى لا تكون له كلمة أو رأي في مايحدث في الوطن العربي والإسلامي والعالمي, ومن يدعم هذا المخطط هي دول عربي مسلمه مجاوره للعراق ... كما صرح أكثر من مسئول عراقي بإلقاء اللوم على هذه الدوله المؤزمه. حفظ الله العراق من كل سوء ومكروه ودعائنا لهم لم يتوقف ولن يتوقف.
تفاقم الامر
:(
الكستنائي
الصدر والحكيم يتحملون جزء من مسئولية الانهيار بسبب نظرتهم الضيقة المتمثلة في تفضيل مصالحهم الشخصية والحزبية على مصلحة الشعب العراقي