ذكر المفكر العالمي في مجال الإدارة والتميز توم بيترز أن الفرد هو الاستثمار الأول للمؤسسات الناجحة.

وأوضح بيترز، في ندوة، «البحث عن التميز الشخصي والتميز المؤسسي» التي أقيمت أمس الثلثاء (10 يونيو/ حزيران 2014) في فندق الخليج، أن الأفراد هم أهم شيء بالنسبة إلى المؤسسات التجارية الناجحة سواء كانوا موظفين أو زبائن.

وقال: «إن الشركات التي تقوم بتقليل موازنة التدريب أثناء الأزمات الصعبة ترتكب قراراً غبيّاً»، على حسب وصفه.

وقدم بيترز أفكاره في حلقات نقاشية ثلاث، ففي الجلسة النقاشية الأولى تحدث عن رؤيته لمستقبل المؤسسات ونجاحها في ظل عالم سريع متغير.

وقال في هذا الشأن: «نحن الآن في واقع اقتصادي يعتمد على المعرفة، واقتصاد المعرفة يعتمد على الإبداع، والإبداع يعتمد على النظام التعليمي». موضحاً أن اقتصاد المعرفة هو الاقتصاد القائم على تتميه مهارات الأفراد.

وانتقد بيترز الأنظمة التعليمية في الولايات المتحدة ودول أخرى في العالم حيث تعتمد على تلقين الناس الحقائق.

وفي الجلسة الثانية التي ركزت على الفرد المتميز، ذكر توم بيترز أن الاستثمار الأول في أية مؤسسة هو الفرد، فيجب أن تتمحور مهمة هذه المؤسسات حول تنمية وإدارة المواهب.

ونصح بيترز أصحاب الأعمال بأن يتابعوا ويحفزوا موظفيهم باستمرار، ووجه رسالة إلى المديرين والقادة، وحثهم على التواصل مع الموظفين ومتابعة خطط الموظفين الفردية في التطور وتنمية المهارات، مبيناً لكي ننمي الابتكار يجب أن ندع مجالا للتجربة ونتخلص من الخوف ونتعلم من الفشل، فالإبداع مرتبط بالتجربة والخطأ.

وذكر بيترز أن من يجرب أموراً كثيرة في عالم الإدارة ويسلك طرقاً كثيرة ينجُ في نهاية المطاف.

وفي الجلسة النقاشية الثالثة تحدث توم بيترز عن المؤسسة المتميزة، وفي هذا الشأن شدد على أهمية مواكبة التغيير، وقال: «إن من الخطأ أن يقارن قادة الأعمال وضع مؤسساتهم بعد خمس سنوات بالمؤسسات الكبيرة الناجحة حاليّاً؛ لأنه مع الوقت قد لا تكون هذه المؤسسات أو خططها ناجحة».

ودعا المؤسسات إلى «أن تستوعب العوامل التي تجعل مؤسسة ما ناجحة دون غيرها، وهذه العوامل متشابهة في كثير من المؤسسات الصغيرة والكبيرة وحتى في المؤسسات التي تقدم خدمات مختلفة».

وأوضح «يجب أن نفرق بين تجربة الزبائن والخدمات التي تقدمها المؤسسة التجارية، ويجب على الشركات أن تركز على أهمية التجربة التي يعيشها الزبون المستفيد من خدمات أو منتجات مؤسسة تجارية معينة عن طبيعة الخدمة المقدمة.

وبين أن إحدى الدراسات التي أعدت عن 36 شركة في أميركا أظهرت نتائج سلبية فيما يخص تجربة الزبائن، فهناك 8 في المئة فقط من العينة تعتقد أن تجربتها مع هذه المؤسسة تعتبر فائقة التميز.

وذكر بيترز أن التنفيذ هو استراتيجية بحد ذاتها، وبحسبه فإن غير الناضجين هم من يتحدث عن الاستراتيجيات بينما المختصون يتكلمون عن الأمور اللوجستية، فالتنفيذ هو عمل قادة الأعمال.

وعن القائد الناجح أشار بيترز إلى أنه يتميز بمعرفة واسعة ومتصلة بواقع عمله، فمثلاً الرئيس التنفيذي لستاربكس يزور اسبوعيا ما لا يقل عن 25 متجراً لستاربكس حتى يعرف واقع مؤسسته.

إلى ذلك، قامت «الوسط» بلقاء بعض المشاركين في الورشة لمعرفة آرائهم، حيث صرح الرئيس التنفيذي لبنك البحرين والكويت عبدالكريم بوجيري بأن هناك الكثير من الدروس التي استفاد منها من محاضرة توم بيترز، وهذه الدروس والمعارف لو طبق 3 في المئة منها ستكون مؤسسات المنطقة رائدة.

ومن جانب آخر، صرح الرئيس الفخري لجمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية ابراهيم الدوسري بأن استقطاب مفكرين عالميين مثل توم بيترز للبحرين يفتح المدارك و الآفاق للتطور.

وقال الدوسري: إن «المشاركة في هذه الورش تعتبر قيمة اضافية للأفراد ومؤسساتهم سواء في القطاع الحكومي أو الخاص».

واعتبر أن مشكلة كل القطاعات هي التخوف من المستقبل ومن التغيير، وقال: «أعتقد أن التغيير شيء ممتاز، وكما يقول توم بيترز أن احتضان التغيير لمستقبل أفضل، والبحرين مقبلة على تحول جذري في كل الأمور سواء اجتماعيا او سياسيا او اقتصاديا، والجيل الجديد يطالب بالتغيير، وهذه الورشة فرصة لنا لنتقبل التغيير».

وذكرت مدير العلاقات العامة بشركة «اوريجين» صفاء عبدالغني أن فعالية توم بيترز مختلفة عن جميع الفعاليات التي نظمتها «أوريجين»، والدليل أن الحضور هائل، وقد وصل العدد الكلي الى 600 شخص، وبينت صفاء أن المهتمين بهذه الفعالية ينتمون إلى مختلف القطاعات والتدرجات الوظيفية وموظفي دول الخليج كذلك.